الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

داليدا.. 31 عامًا على رحيل «أحسن ناس»

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تمتلك أكثر من 500 أغنية بلغات متعددة، أشهرها "أحسن ناس"، و"يا مصطفى يا مصطفى"، حصلت على ألقاب وأوسمة كثيرة وكرمها الجنرال الفرنسي شارل ديجول، بإعطائها ميدالية رئاسة الجمهورية بعد أدائها الرائع، وفي عام 1978 كانت من أوائل الذين صوروا أغانيهم بطريقة الفيديو كليب بفرنسا، وفي مجال التمثيل لديها (12) فيلما، منها "سيجارة وكاس" مع سامية جمال، و"قناع توت عنخ أمون"، و"يوسف وإخوانه".
إنها المغنية المصرية الشهيرة "داليدا"، التي رحلت عن عالمنا في مثل هذا اليوم 3 مايو 1987، وأنهت حياتها برسالة "اليوم الحياة أصبحت لا تحتمل"، حيث تناولت كمية كبيرة من الأقراص المنومة ونامت إلى الأبد، ورغم ذلك ما زالت تطل فى ذكراها على كل العالم، حيث أسعدت الملايين لكنها غادرت الحياة منتحرة حزينة وتمر الأيام وتنتهي قصة داليدا التى لا تموت.
ولدت "دليلة" التى تحولت إلى" داليدا" فى 17 يناير 1933 بالقاهرة بحي شبرا لأبوين من المهاجرين الإيطاليين.
الاسم الحقيقى لها هو "يولاندا كريستينا جيجليوتى"، فهى عربية المولد إيطالية الأصل فرنسية الشهرة وأصولها تعود إلى جزيرة كالابريا فى جنوب إيطاليا وهاجر أجدادها إلى مصر طلبا للرزق كما كان حال الكثير من الأجانب فى بداية القرن العشرين الذين هاجروا بدافع الفقر والهروب من الحرب فى بلادهم ولها أخوان هما "أورلاندو. وبرونو".
عاشت داليدا اليتم فى سن الثانية عشرة من عمرها بعد وفاة والدها عازف الكمان الجيد فى فرقة الأوبرا، وفي السادسة عشرة من عمرها أجرت عملية دقيقة لعينيها حيث كانت تعانى من الحول جعلتها تعيش في ظلام كامل أربعة أيام، وقال عنها الممثل الفرنسى الشهير "ألان ديلون"، معبود النساء بفرنسا أنها رائعة مثل ملكة مصرية قديمة، ويذكر أن" ألان ديلون" واحد من أصدقائها المقربين جدا وظهر صوته مغنيا معها كنوع من التكريم لفنها وجمهورها فى كل أنحاء العالم والذى اشترى ثمانية ملايين أسطوانة لها.
كانت داليدا تتمتع بجمال نقي وشفاف وقوام ممشوق الأمر الذي جعلها توافق على المشاركة في مسابقة لجمال مصر في عام 1955 وكان عمرها حينها 21 عاما وفازت بلقب أجمل فتاة، وغنت بتسع لغات العربية والإيطالية والعبرية والفرنسية واليونانية واليابانية والإنجليزية والإسبانية والألمانية.
تعلمت العزف وأخذت دروسًا في الغناء، لكن حلمها بأن تصبح ممثلة مشهورة لم يفارقها، لا سيما بعد أن سمعت بأنه كانت لديها قريبة هي الممثلة الإيطالية "الينور دوز".
بسبب الظروف المعيشية الصعبة أخذت داليدا دروس فى الألة الكاتبة وعملت سكرتيرة بإحدى شركات الأدوية، وبدأت التمثيل فى فيلم أمريكى كان يصور فى مصر كدوبليرا لممثله أمريكية هى (جوان كولين) وكان معها فى هذا الفيلم ممثل لبنانى شهير وهو عمر الشريف الذى كان اسمه فى هذه الفترة ميشيل شلهوب.
في هذه التوقيت تعلق بها (عمر) لكنها سرعان ما بدأت تعامله ببرود، واستغرب لتصرفها لاسيما انه كان يتصور أنه على علاقة حب معها، وقررت بعدها السفر إلى باريس بحثا عن الشهرة، وكانت قد قابلت (هنرى فيدال) الرجل الذى وعد بمساعدتها ولكنها علمت بأنه يتعامل مع المنتجين يصنعون أفلاما ضعيفة فتركته وذهبت بنفسها إلى الوكالات المختلفة التى تبحث عن المواهب للحصول عن فرصة لها، لكن المتقدمين كانوا أكثر مما تصورت.
أخذت تبعث برسائل لوالدتها في مصر تشرح لها كل ما يجري، فتمنت الأم أن تعود ابنتها إلى مصر ثانية، لكن داليدا لم تعترف بالهزيمة مطلقًا، وفي النهاية لم يكن لديها خيار سوى العودة وذلك بعد نفاذ المال منها توجهت إلى مكتب الحجز لتحصل على تذكرة عودة إلى القاهرة فلمحها رجل يدعى (رولاند برجر)، هذا الرجل أعجبه قوامها وشعرها، فاقتنع أنها لا بد أن تكون تملك مواهب بحاجة لمن يكتشفها، فتقدم إليها وتعرف بها، كان الرجل مدربًا للصوت، فتطورت علاقتهما وأقنعها بالغناء وأن تصرف النظر عن فكرة التمثيل، فهي تتمتع بصوت مميز، وأن الغناء سيفتح لها أبواب الشهرة، لم تتقبل الفكرة، لكن الرجل استمر في إقناعها حتى وافقت، فبدأ بإعطائها دروسًا في الصوت، وتحمل كل عصبيتها ومشاحناتها معه بسبب حدة طباعها التي ورثته من والدها، حتى تمكن من تقوية صوتها فأصبحت قادرة على الغناء بشكل جيد، وغنت في الكباريهات الفرنسية.
ومالك الكباريه، قرر أخيرًا أن يعطيها أول أداء بحضور الزبائن فشعرت بالسعادة والإثارة.
والتقت داليدا فى هذا الكباريه بـ"الفريد"، صديق المخرج السنيمائي الذي اكتشفها في مصر، حيث قال لها الفريد إن اسمها "داليلة" غريب وعدواني بعض الشيء وعليها أن تغيره لم تستوعب داليدا الفكرة فهي منذ قدومها إلى باريس والجميع يعرفها باسمها المستعار "داليلة" وبعد تفكير طويل فكرت بأن تخلط اسمها الحقيقي "يولاندا" مع الاسم الذي تحبه "داليلة" وكانت النتيجة "داليدا".
ذات مساء اعتلت المسرح فشاهدت شخصًا مهمًا كان يجلس مع أصدقائه وتعرفت عليه بسرعة، ما سبب لها مزيجًا من الفرحة والخوف كان هذا الرجل يدعى "برونو"، مدير اولمبيا أشهر قاعة موسيقى في باريس كان برونو يبحث عن مواهب جديدة وشابة فرأت فيه فرصة عمرها، فأدركت أن عليها أن تكون في أفضل حالاتها على المسرح حتى يلاحظها فغنت بشكل رائع لدرجة أن برونو قطع محادثته مع الأصدقاء وبقى يسمع بأذنيه ذاك الصوت المميز فأخرج ورقة وكتب عليه اسمها وهي تشاهده من بعيد ولما تركت المسرح أحست بإثارة وانتظرت اتصالًا منه فقد كانت متأكدة أنه أعجب بغنائها.
ورغم شهرة داليدا، إلا أن حياتها الخاصة أشبه بمسرحية مأساوية منذ بداليتها إلى نهايتها فقد تزوجت مرتين وأحبت مرتين وانتحر ثلاثة ممن أحبتهم بعشق.
لدى داليدا أكثر من 500 أغنية بلغات متعددة أشهرها "أحسن ناس" و"يا مصطفى يا مصطفى" وحصلت على ألقاب وأوسمة كثيرة وكرمها الجنرال الفرنسي ديجول بإعطائها ميدالية رئاسة الجمهورية بسبب أدائها الرائع، وفي عام 1978 كانت داليدا من أوائل الذين صوروا أغانيهم بطريقة الفيديو كليب بفرنسا، وفي مجال التمثيل لديها (12) فيلما منها "وسيجارة وكاس" مع سامية جمال و"قناع توت عنخ أمون" و"يوسف وإخوانه" و"اليوم السادس " إخراج يوسف شاهين.
وفى سنة 1987 توفيت الفنانة داليدا منتحرة بجرعة زائدة من الأقراص المهدئة بعد أن تركت رسالة نصها: "سامحونى الحياة لم تعد تحتمل"، ودفنت فى مقابر المشاهي بباريس.
وقد أثار قبر "داليدا" ضجة كبرى حينها بين مصر وفرنسا، وقال أحد المسئولين الفرنسيين: "لو مصر تعطينا منارة الإسكندرية التاريخية وهى تعد من عجائب الدنيا السبع لكى تدفن داليدا بمصر.. لرفضنا هذا الطلب".
وبعد وفاتها كرمتها الحكومة الفرنسية بأن وضعت صورتها على طابع البريد، وأقيم لها تمثال بحجمها الطبيعي على قبرها في العام 2001، وحتى الآن ما زال الكثيرون يرددون أغانيها الجميلة بشغف، فقد احتلت قوائم أفضل عشر مغنيات حول العالم من كندا إلى اليابان ومن مصر إلى الأرجنتين.