السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

حقيقة موقف العلامة دراز من الإخوان

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يذهب البعض إلى أن العلامة الأزهرى الدكتور محمد عبدالله دراز -عضو جماعة كبار العلماء- كان من كبار داعمى الإخوان، وهو كلام غير صحيح، فقد كان الشيخ من رافضى الإخوان، ومن دلالة ذلك البيان الذى ألقاه للإذاعة المصرية فى 21/ 11/ 1954م، وعنوانه: (الإسلام دين توحيد ووحدة وسلام وأمان)، بمناسبة حادث المنشية، وجاء فيه: (هكذا قال كبار العلماء بالأزهر المعمور، مقالة حق وصدق، لو كان لنا أن نضيف إليها شيئا ما زدنا عليها إلا حرفا واحدا لنقول إنه: «دين توحيد ووحدة وسلام وأمان وعدالة»، ونعلن فى بدء حديثنا أن قدسية الدين تأبى لنا أن تُتخذ كلمته أداة للتفريق، أو انتصارا متحيزا لفريق على فريق، وتأبى أن تسير فى ركب الفوضى حماية لطيش السفهاء، فمن شذ من أبناء «الإسلام» وانحرف، ولم ينجح اللينُ طبًّا لدائه وجب أخذه بما اقترف، أكُلُّ من نبتت فى خياله فكرة أن فلانا بغى أو ظلم خُوِّل له فى الإسلام حق الحكم عليه، ثم خُوِّل له تنفيذ ما حكم به؟ يا لها من قضية شنعاء، وجهالة جهلاء، أنرجع كفارا يضرب بعضنا رقاب بعض من غير هدى ولا بينة؟ أليست تلك هى الفوضى التى أنقذنا الإسلام منها؟ أفنعود إليها باسمه، ونلصق دنسها بثوبه، بل نجعلها عضوا فى جسمه).
لكن الشيخ أحمد فضلية فى كتابه: «الإمام المجدد محمد عبدالله دراز» اعتبر الشيخ من كبار داعمى الإخوان، بمجرد أن الشيخ انتقد بعض تصرفات عبدالناصر، وذكر عن الشيخ كلامًا سألت فيه أسرة الشيخ فأنكرته.
يهمنا هنا أن الشيخ دراز هو الذى صاغ أو استلهم بيان جماعة كبار العلماء الذى صدر آنذاك، واتهم الإخوان بأنهم خوارج العصر، والدليل الدامغ على ذلك هو أن المقارنة والمطابقة الحرفية بين بيان جماعة كبار العلماء الرافض للإخوان، وبيان د. دراز يتأكد أنهما خرجا من مشكاة واحدة، حتى إن بيان جماعة كبار العلماء بدأ بعبارة: (الدين الإسلامى دين توحيد ووحدة وسلام وأمان)، وهى العبارة التى جعلها الشيخ دراز عنوانًا لبيانه، كما أن دراز قال: (هكذا قال كبار العلماء بالأزهر المعمور مقالة حق وصدق)، فهو هنا يشير إلى بيان جماعة كبار العلماء، وفى بيان جماعة العلماء جاءت عبارة (ليس فى الإسلام تفريق ولا إفساد)، وفى بيان دراز جاءت عبارة (تأبى قدسية الدين أن تُتخذ كلمته أداة للتفريق).. وهكذا من تطابقات أخرى.
ويذهب الدكتور حمادة حسنى فى كتابه «جماعة كبار العلماء بالأزهر» إلى أن «جمال عبدالناصر ضغط على جماعة كبار العلماء لإصدار بيان ضد الإخوان، وقد رفض الشيخ دراز التوقيع عليه، وأن السفير فتحى دراز نجل الشيخ دراز أخبره أن والده قال لحامل البيان: «أتريد منى أن أوقع على إدانة أهل الإسلام، وطرد حامل البيان من منزله».
والحقيقة أننى أستغرب من أن باحثًا فى التاريخ كالدكتور حمادة حسنى يتحدث بما لم يره، وينسب لنفسه ما ليس له، ذلك أن السفير فتحى دراز نجل الشيخ دراز لم يخبره بشىء، ولا قابله أصلا، وأن ما قاله حسنى مسروق من كتاب الشيخ أحمد فضلية، وأن فضلية جاء بكلام عام ليس عليه دليل نسبه للشيخ دراز؛ لأن الشيخ فضلية- رحمه الله- كان متعاطفا مع الإخوان.