الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

صفقة صواريخ "إس ـ 300" لسوريا تثير غضب إسرائيل

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
واصلت الصحف الروسية التعليق على الضربة الأمريكية لسوريا، وقال رئيس العمليات فى القوات المسلحة الروسية، سيرجى رودسكى: إنه وفق معلومات استخباراتية، فإن وسائل الدفاع الجوى السورية، دمرت ٤٦ صاروخا أمريكيا، من الصواريخ التى أطلقت على سوريا فى الضربة الأخيرة، والتى تمثل أسلحة قديمة منذ سبعينيات القرن الماضى، وتشمل منظومة بانتسر وبوك وسو ١٢٥ وغيرها. بحسب ما نقلته صحيفة «موسكوفسكى كومسمولتس».
وأضاف «رودسكى» أن عددا من الصواريخ لم يصل إلى أهدافه بسبب أعطال، ولكنه قال بأن هذه الصواريخ من الممكن أن تكون سقطت على أهداف مدنية، وأدت إلى مقتل مدنيين.
على صعيد آخر، أشارت الصحيفة إلى قرار روسيا بتزويد سوريا بصواريخ «إس ٣٠٠» الأحدث، وتساءلت عن الفائدة التى ستعود على روسيا من هذا القرار.
وأشارت الصحيفة إلى أن مصادر إسرائيلية أبدت انزعاجها من القرار الروسى، قائلة: إن هذه الصواريخ لن تستطيع مواجهة صواريخ توما هوك الأمريكية، ولكنها سوف تفسد علاقات روسيا مع إسرائيل، وأبرزت تصريح وزير الدفاع الإسرائيلى، أفيجدور ليبرمان، الذى قال فيه إن الطائرات الإسرائيلية سوف تدمر هذه الصواريخ إذا تصدت لها.
ونقلت الصحيفة عن وسائل إعلام غربية، قولها إن إمداد نظام الأسد بمثل هذه الصواريخ سيكون له آثار كبيرة على الوضع الجيوبولوتيكى فى العالم، وأبرزت قول مراسل صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» فى موسكو، فريد واير، إن روسيا مهتمة جدًا بوجود علاقات جيدة مع إسرائيل، لأن الدولة العبرية تبدو منفذًا لموسكو للهروب من العزلة حاليًا، ورغم أن إسرائيل كانت وستظل حليفة للولايات المتحدة، إلا أنها تسعى للحفاظ على علاقات طيبة بموسكو، بما يسمح لإسرائيل بالتأثير المتحفظ على علاقة إسرائيل بالدول العربية المجاورة، وتستفيد من العلاقات التجارية القائمة.
الصحيفة أشارت كذلك إلى خسارة موسكو من هذا التصرف، وقالت: إن إسرائيل كان موقفها مختلفا عن الغرب فيما يتعلق بالقضاء على الإرهاب فى الشيشان إبان حكم الرئيس يلتسين ومن بعده بوتين، كما لم تشارك إسرائيل فى الأمم المتحدة عند عرض قضية استرجاع روسيا للقرم، ولم تشارك فى العقوبات التى فرضها الغرب على روسيا، كما لم تشارك إسرائيل فى طرد الدبلوماسيين الروس عقب محاولة اغتيال العميل البريطانى سكريبال فى لندن، موسكو حتى الآن متحفظة فى الرد على رفض إسرائيل وتهديداتها، بعد قرار تزويد سوريا بصواريخ «إس ـ ٣٠٠».
وعلى الجانب الاجتماعى والشخصى، أشار «وير» إلى أن علاقات حميمة تربط الرئيس الروسى بوتين برئيس الوزراء الإسرائيلى نتنياهو، وقالت إن حجم التبادل التجارى بين البلدين بلغ ٣ مليارات دولار، كما يعيش ويعمل فى روسيا ما لا يقل عن مائة ألف مواطن إسرائيلى، حسب الإحصائيات الرسمية، كما أن حوالى ٢٠٪ من سكان إسرائيل من المتحدثين باللغة الروسية سواء القادمين من روسيا أو من دول الاتحاد السوفييتى السابق.
وخلصت الصحيفة إلى أن الصفقة المتعلقة بصواريخ «إس ـ ٣٠٠» من الممكن أن تهدم هذه العلاقة، ففى سوريا يقوى حزب الله التابع لإيران من مواقعه، والذى تعتبره إسرائيل منظمة إرهابية.
أما صحيفة «ناشيونال إنترست» الغربية كما نقلت عنها صحيفة موسكوفسكى كومسمولتس، فقد قالت إن الصواريخ الروسية غير مؤثرة أمام صواريخ توما هوك التى أطلق منها ١٠٥ فى الهجوم الأخير على سوريا، وقالت الصحيفة الغربية على لسان مراسلها ديف ماجدومدار، إن صواريخ توما هوك تطير على ارتفاعات منخفضة جدًا، ولذلك فهى تعتبر غير مكتشفة بالنسبة للرادارات حتى وصولها للهدف، والرادار لا يراها إلا عندما تكون على ٢٠ كم من الهدف، ويشير إلى أنه لصد هجمة التوما هوك، يتطلب الأمر طائرات استطلاع بعيدة المدى للإبلاغ المبكر عنها، وسوريا لا تمتلك هذه الطائرات لرصد التوما هوك فى وقت مبكر، وليس فى مقدور إس ـ ٣٠٠ ولا إس ـ ٤٠٠ تدمير التوما هوك حتى لو استخدمت سوريا طائرات الاستطلاع آ ـ ٥٠ فى نفس الوقت لاصطياد الأهداف المنخفضة، وسيكون على سوريا الاعتماد على الرادارات الأرضية التى سيكون من الصعب عليها متابعة الصواريخ من طراز توما هوك. على أى حال كانت روسيا تطمح فى لعب دور فى التسوية النهائية فى الشرق الأوسط، خاصة بعد فقدان العرب الثقة فى الولايات المتحدة، لكن بهذه الصفقة كما يقول مراقبون إسرائيليون ستخسر روسيا أى دور قادم فى تسوية الصراع العربى الإسرائيلى.