السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

وكيل لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب: الدستور "مش قرآن".. وتعديله لا يمس "المدة الرئاسية".. مصر تتبع سياسة "النفس الطويل" مع إثيوبيا.. "السيسي" يصلح ما أفسده "مرسي"

اللواء سلامة الجوهري
اللواء سلامة الجوهري في حواره لـ«البوابة نيوز»
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أكد اللواء سلامة الجوهرى، عضو مجلس النواب عن حزب «المصريين الأحرار»، ووكيل لجنة الدفاع والأمن القومى، أن أحدًا من أعضاء المجلس لم يتحدث عن مسألة تعديل أى مواد فى الدستور، منوها بأنه إذا طرح ذلك مستقبلًا لن يكون إلا بتوافق من الجميع، وأن الأمر لن يكون خاصًا بتعديل المدة الرئاسية.
وقال «الجوهرى» فى حوار مع «البوابة نيوز»، إن الرئيس عبدالفتاح السيسى يصلح ما أفسده الرئيس المعزول محمد مرسى على مستوى السياسة الخارجية، ومنها ملف سد النهضة الإثيوبى، الذى تتبع فيه مصر سياسة النفس الطويل، نظرًا لأن المياه مسألة «حياة أو موت»، لكنها تتطلب تأييدًا من المجتمع الدولى. وتطرق «الجوهرى» إلى التغيرات المرتقبة فى الساحة الحزبية، مشددًا على أهمية ظهور قوى سياسية ذات ثقل وقدرة تنافسية، لمواكبة ما تحتاجه الدولة حاليًا، وتحدث فى هذا السياق عن التحالفات التى قد تشهدها الفترة المقبلة، ومصير ائتلاف «دعم مصر» صاحب الأغلبية البرلمانية.
ورد «الجوهرى» على عدد من الأسئلة التى تخص أداء مجلس النواب، وتحركات نوابه على المستوى الداخلى والخارجى، وموقفه من القضايا الإقليمية، ومسائل الأمن القومى، فضلًا عن دور المرأة الحالى والمستقبلى فى إدارة الدولة.


■ ما موقفكم فى لجنة «الأمن القومى» من موقع «فيسبوك»؟
- في الماضى خسرت أمريكا حربها فى العراق وفيتنام، أما الآن فتعتمد على حروب الجيل الرابع، ويعد «فيسبوك» من أهم أدوات هذا النوع من الحروب، من خلاله تطلق الثورات وتروج الشائعات وتتحكم فيما ينشر من خلاله من معلومات للتأثير على سياسات الدول وقراراتها الاقتصادية، وبالطبع لن يكلفها ذلك إلا بعض الماديات، وستكون فى غنى عن أى تكاليف بشرية كما كان يحدث سابقًا، ولذلك كثف مجلس النواب مناقشاته لإخراج قانون حماية البيانات، لأن البعض أصبح يقود الأغلبية من خلال شبكات التواصل الاجتماعى واستخدام بيانات المواطنين، فضلًا عن التعدى على الحريات الشخصية وانتهاكها.. وستظل مواقع التواصل خطرًا يهدد المواطنين إذا لم يتم وضع قوانين تنظمها.

■ كيف تنظر إلى تنويع مصادر التسليح فى الجيش؟
- لا بد من تنويع مصادر التسليح في الجيش، فقد عانينا طويلًا من الكتلة الشرقية والغربية وتحكمهما السابق فى إعطائنا قطع الغيار الخاصة بالأسلحة، والصفقات التى أبرمتها قواتنا المسلحة مؤخرًا تُعبر عن صحة المسار الذى تسلكه القيادة السياسية لمصر، حيث شكلنا الأسلحة من جميع دول العالم، فتم إجراء صفقات مع فرنسا وروسيا والصين وأمريكا، إلى جانب شراء مدافع من كوريا، كما تم تأمين المنافذ البحرية، للقضاء على الهجرة غير الشرعية، وكان لا بد من سلوك هذا الاتجاه، والاستفادة من الأخطاء القديمة، كما أن اتجاه مصر لعقد تلك الصفقات طبيعى جدًا فى ظل ما تعانيه من حروب مستمرة مع الإرهاب، ويجب مسايرتها بالأسلحة الخاصة التى تتماشى مع طرق مكافحته، فالحروب العسكرية بين الجيوش أسهل من محاربة الإرهاب، فالإرهابيون ليس لهم أساليب معينة أو موحدة على عكس الأساليب العسكرية التي يسهل توقعها.

■ ما تقييمك للعملية الشاملة «سيناء ٢٠١٨»؟
- نتائج العملية الشاملة ونجاحاتها تشير إلى أن القوات المسلحة المصرية لن تتراجع قبل القضاء نهائيًا على جذور الإرهاب، وما تم إصداره من بيانات متعلقة بالعملية الشاملة أكدت أنها كانت حربًا منظمة تدار ضد مصر، حيث وُجدت محطات إرسال ومادة السى فور شديدة الانفجار، إضافة إلى وجود مراكز إعلام، ووجود صواريخ مضادة للطائرات، وتلك الأمور لا يمكن توفيرها من أفراد أو جماعات وإنما بمساندة أجهزة مخابرات، ولكن تلك العمليات العدائية تقلصت أمام المعلومات القوية التى توافرت لدى القوات المسلحة، وحصرها لأماكن الجماعات الإرهابية حيث دخلت القوات الخاصة والصاعقة داخل الجبال، فالنجاحات التى حققتها العملية الشاملة كبيرة والخسائر قليلة.

■ هل لدى الجيش المصرى القدرة على الاحتفاظ بصدارته للجيوش العربية؟
- الجيش المصري لديه كل المؤهلات ليتصدر جيوش العالم وليست العربية فقط، ودائمًا ما تفوق على غيره من الجيوش العربية، وذلك لقوته ولمعدن الجنود المصرية، وكان الجيشان العراقي والسوري من أقوى الجيوش، ولكن الصراعات فتتتهما.

■ ما حقيقة نية البرلمان تنظيم زيارات إلى الدول الإفريقية؟
- دول العمق الإفريقي تعتبر أمنا قوميًا لنا، لذلك طالبنا بتشكيل وفود برلمانية مشتركة بين لجان الدفاع والأمن القومى، والعلاقات الخارجية، والشئون الإفريقية، وذلك لحل المشكلات الخاصة بالدول الإفريقية، وتعزيز العلاقات معها، ومن المتوقع خلال الفترة المقبلة تحديد ميعاد زيارات تلك الوفود، وذلك بعد وضع أجندة لتخطيط مسار الوفود والتنسيق بين اللجان.


■ هل ترى أن مصر استعادت مكانتها بين دول العالم؟
- مصر محظوظة بالرئيس عبدالفتاح السيسى، لما ينتهجه من سياسة خارجية، فقد استطاع استرداد المكانة المصرية التى كانت تقترب من الهاوية فى علاقاتها مع الدول الإفريقية، كما نجح فى إقناع أغلب الدول العالم بأن جماعة الإخوان إرهابية، لوضعها على قائمة الجماعات الإرهابية.

■ ما رأيك في الموقف المصرى من القضية الفلسطينية؟
- القضية الفلسطينة هى قضيتنا، ولم يتغير الموقف المصرى تجاهها على مر السنوات، وسنستمر فى دعم فلسطين حتى النهاية، فالقضية الفلسطينية عادت لتتصدر المشهد سواء بالتأكيد على أهمية إتمام المصالحة الفلسطينية الفلسطينية، أو المحافظة على حقوق الشعب الفلسطينى وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

■ هل تتوقع ضربة أمريكية جديدة على سوريا؟
- أمريكا انتهجت فى ضرب سوريا نفس أسلوبها فى ضرب العراق، من خلال ادعاءاتها بوجود أسلحة كيماوية، والآن بعد ضربها لسوريا نسأل أين تأثيرات هذا السلاح الكيماوى على المواطنين؟ المشكلة السورية لن تحل إلا بالطرق السلمية وعلى مائدة مفاوضات، عن طريق شعبها، لأن التفتت والتفرق أعطى أمريكا الحق في التلاعب بمقدرات الشعب السورى.


■ ما تقييمك للأمن القومى العربى حاليًا؟ وما رأيك فى استمرار دعم قطر للإرهاب؟
- الأمن القومى العربى لا يمكن تقييمه بشكل عام، ولكن طبقًا لكل دولة على حدة، ولن يتم قياسه إلا بوجود اتحاد عربى حقيقى، حيث لا يزال دور جامعة الدول العربية غير مؤثر وغير موحد، فعلى سبيل المثال عندما تتعرض إحدى دول «حلف الناتو» لاعتداء، يعتبر الحلف أن الاعتداء موجه ضد كل دولة، بينما على الصعيد الآخر نجد قطر تدعم الإرهاب رغم ما يسببه لها ذلك من نزيف مادى، ولا يهمها أن الإرهاب يسبب خسائر بالغة لغيرها من الدول العربية.

■ هل هناك اتجاه تصعيدى بخصوص غلق مفاوضات سد النهضة؟
- مصر تتبع سياسة «النفس الطويل» مع إثيوبيا، وذلك لاستمالة القوى الدولية تجاهنا، وأعتقد أن مصر تؤهب الدول الخارجية لمشكلتها مع إثيوبيا، وتصريحات الرئيس عبدالفتاح السيسى تؤكد أن المياه قضية حياة أو موت للمصريين.

■ الشهر الماضى طلب أعضاء بمجلس العموم البريطانى زيارة الرئيس المعزول محمد مرسى.. ما تعليقك؟
- أعتقد أنه محاولة للتدخل في الشأن الداخلى المصرى، وذلك لعرقلة طريق مصر نحو التنمية، ومحاولة لتأليب المجتمع الدولى ضدها، لكن القيادة السياسية لمصر دائمًا ما تقف حائلًا دون ذلك.

■ كيف ترى دعوات تعديل مواد الدستور المصرى؟
- لم يثر أحد داخل مجلس النواب مسألة تعديل الدستور من قريب أو من بعيد، والبعض يستخدمه بهدف إثارة الرأى العام، ولكن فى المستقبل قد يحتاج إلى بعض التعديلات إذا طرح الأمر، فالدستور ليس قرآنا، ولا يوجد ما يمنع من تعديله إذا كان لصالح الأمن القومى وحظى التعديل بالتوافق من الجميع، وبالمناسبة ليس الهدف هو تعديل المدة الرئاسية.

■ كيف ترى المطالبات بأن يكون رئيس الحكومة القادم «سيدة»؟
- المرأة نصف المجتمع، ولا يوجد ما يميز الرجل عنها، فلها حقوق كحقوق الرجل، والحكومة الحالية بها ٦ وزيرات، كما تم تعيين المرأة فى منصب المحافظ، إضافة إلى مجلس الدولة، فالكفاءة هى الفيصل فى الاختيار، ففي الوزارة الحالية كفاءات كبيرة كالوزيرة سحر نصر، وزيرة الاستثمار، والدكتورة هالة السعيد، وزيرة التخطيط، والدكتورة غادة والى وزيرة التضامن، ورئيس مجلس الوزراء لا بد أن يكون مؤهلًا لإدارة الحكومة وأن يكون على قدر عال من الكفاءة، وتنظيم عمل الوزارات وفقًا للموازنات المحددة لها، ولا علاقة لهذه المؤهلات بأن يكون صاحبها رجلًا أو امرأة.

■ ما رأيك في دعوات دمج الأحزاب السياسية خاصة أن عددها وصل إلى ١٠٤ أحزاب؟
- الحياة السياسية فى مصر تحتاج إلى أحزاب قوية لها وجود قوى فى الشارع المصرى، وممثلون تحت قبة البرلمان، نحتاج إلى ٥ أحزاب قوية تتنافس على وجود قوى ومؤثر فى الحياة السياسية، وأتمنى إثراء الحياة السياسية والحزبية بأى وسيلة كانت.

■ هل صحيح ما يتردد عن تشكيل «المصريين الأحرار» و«الوفد» ائتلافًا منافسًا لـ«دعم مصر»؟
- الهيئة البرلمانية لحزب المصريين الأحرار ستجتمع للاستقرار حول الاندماج مع الوفد من عدمه، فالأمر ليس قرارًا فرديًا، ولكن بنسبة كبيرة لن يتم الاندماج، فحزب المصريين الأحرار وارد أن يتخذ قرار مخالفًا للتوقعات ويندمج مع دعم مصر، كل الأمور واردة، فالمجلس يتجه دائمًا بأعضائه نحو المصلحة العامة للدولة.

■ كيف ترى اتجاه «دعم مصر» للتحول إلى حزب سياسى؟
- المرحلة الحالية تستوجب تحوله لحزب سياسى، بسبب الحاجة إلى وجود حزب قوى على الساحة، ولكن ائتلاف «دعم مصر» قد يتفتت إلى ٣ أو ٤ أحزاب، وذلك لمنع تكرار تجربة الحزب الوطنى.

■ ما السبب وراء عدم تفعيل البرلمان لأداة الاستجواب حتى الآن؟
ـ ذلك الأمر فرضته الظروف الصعبة التى عانت منها مصر مع بداية انعقاد دورات المجلس الحالي، فقد كانت مصر على وشك الخروج من منحى خطير، إلى جانب حربها ضد الإرهاب، الأمر الذى وضع سحب الثقة من أحد الوزراء صعبًا، كونه سيؤدى إلى هزة فى الشارع المصرى، ولكن خلال الفترة المقبلة سنشاهد تفعيل أداة الاستجواب.

■هل بالفعل طلبت لجنة الدفاع زيادة موازنة وزارة الداخلية إلى ٧ مليارات جنبه؟
- مطالبات بعض الزملاء بزيادة الموازنة الخاصة بوزارة الداخلية أدى إلى إرجاء البت النهائى فى القانون، لحين انتهاء التخطيط والمالية من دراسة إمكانية زيادة مخصصاتها المالية، وزيادتها أمر واجب لأنها من أهم الوزارات بالحكومة، كونها تتولى أمن وحماية المواطنين، خاصة فى ظل الاتجاه إلى فتح مجالات جديدة للتنمية، الأمر الذى يستدعى وجود طفرة فى المعدات والتسليح لمجابهة المخاطر.

■ ما ردك على اتهام مجلس النواب بأنه لا يشعر بمعاناة المواطنين؟
- البرلمان دائمًا ما دافع عن المواطنين، وسعى إلى خروج قانون الخدمة المدنية بأسرع وقت، وقانون التأمين الصحى، وإقرار المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، لمساعدة الشباب، إلى جانب مشروعات الصرف الصحى، فالبرلمان بعيد كل البعد عن قرارات الحكومة التى تسببت فى غلاء الأسعار، وما يتردد عن رفع أسعار الكهرباء والبنزين خلال الفترة المقابلة ليس إلا شائعات.

■ هل مصر مهيأة حاليا لإجراء انتخابات المحليات؟
ـ أعتقد أن الدولة لن تستطيع إجراءها قبل القضاء على كل مظاهر الفساد بالمحليات، وذلك لأن انتخابات المحليات سيكون عليها إقبال كبير، الأمر الذي يستوجب إلغاء العنصر البشرى، وتحويله إلى إلكترونى، لذلك من الصعب إصدار القانون خلال دور الانعقاد البرلمانى الحالى، ومن المتوقع إرجاء مناقشاته أمام الجلسة العامة إلى دور الانعقاد الرابع.