الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

عمال الكنائس: "جندي مجهول على باب الله"

عامل يدهن أعمدة الكنيسة
عامل يدهن أعمدة الكنيسة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
مع احتفالات عيد العمال فى مصر لتكريم وتكليل مجهودات العمال، التى يبذلونها طيلة أيام السنة، لتعكس حجم العرق والكفاح بحثًا عن لقمة عيش حلال، هناك عمال من نوع آخر وجدوا الكنيسة مقرًا لعملهم وخدمتهم معًا.
وأمام أبواب الكنائس دائمًا ما نجد عمال الكنيسة ليل نهار، يعملون فيها وبمحيطها، يسهرون على أمنها، ويستيقظون باكرًا من أجل تجهيزها للمصلين، كل تفاصيلها تكون بجعبتهم، رونقها من رونقهم، وصلابتها تعود لعودهم المشتد.


وتحدثت «البوابة» مع لمعى عطية، أحد عمال كنائس شبرا مصر، البالغ من العمر ٦٠ عامًا، قضى ما يقرب من ثلاثة عقود يعمل بين أروقة الكنيسة، وكل جزء من جدرانها جزء منه أيضًا، حيث أكد أنه يشعر بالفخر كونه فقط يعمل داخل بيت من بيوت الله، فى أجواء مختلفة عما يشعر به جميع العاملين بالوظائف الأخرى، نظرًا للروح الطيبة التى يلاقيها من كهنة وشمامسة وشعب ومجلس إدارة الكنيسة.

وأوضح أن من أهم مميزات العمل داخل الكنيسة هى أنك تشعر بأنك تعمل فى بيتك، فهذا كوالدك، وهذه كأختك، وخدام الكنيسة كأبنائك.

وأشار عامل الكنيسة إلى أن دور العبادة مسئوليته وزملاؤه بشكل كامل، من حراسة ونظافة وتجهيز وإصلاحات، موضحًا أن أغلب العاملين بالكنائس من المغتربين، نظرًا لتمكنهم من تلك المهنة، فالحراسة و«الشيل والحط» تخصصات نعيها جيدًا، ولنا حلول بها، ونعرفها عن ظهر قلب.

ولفت إلى أن الورديات تتم بالتناوب، بحيث نغطى خدمات الكنيسة بشكل كامل على مدار اليوم والأسبوع والشهر، بالشكل الذى يضمن فتح باب الله أمام الجميع بالشكل المطلوب، وبما يراعى ظروف حياتنا وإجازاتنا الشخصية.

وقال الشاب إبراهيم عبدالمسيح، أحد عمال الكنيسة: «وظائفنا تتبع للكنيسة، بمعنى أنها تعتبر ضمن القطاع الخاص، فنحصل على مرتباتنا من خلال ما تخصصه لنا الكنيسة من مواردها الخاصة، حيث تتكفل الكنيسة بكل ذلك، وكل كنيسة على حدة»، مشيرًا إلى أن كل كنيسة توفر العدد المناسب لها من عمال حسب حاجتها وإمكانياتها، موضحًا أن كنيسة صغيرة مكونة من مبنى واحد صغير، يختلف عدد عمالها عن الكاتدرائية مثلًا.

وأشار المقدس بشرى عبدالملاك، حارس الكنيسة، إلى أن الأوضاع حاليًا غيّرت مهام عملهم عن ذى قبل، فقبل أحداث الشغب والإرهاب كان العمل يقتصر على شئون الكنيسة، بالإضافة لنوبات حراسة عادية، حالنا حال أى مبني، إلا أن الأوضاع حتمت علينا أن نكون أكثر يقظة، قائلًا: «يحرسنا الله الآن كى نحرس بيته، فليس لنا فضل فى أمان الكنائس، والفضل الأول والأخير يعود إلى الله، الذى يمد يده بحراستنا، حتى نقوى على حراستها».

وأضاف: «بات عملنا الآن يحتاج نشاطًا أكبر، وأكثر من تفتيش، سواء عن طريق معرفة هوية المصلي، أو التحقق من شخصيته حال كونه غريبًا عن شعب الكنيسة، وفى المناسبات التى يحتشد فيها الشعب فى الكنيسة يتطور الأمر بمساعدة قوات الأمن وأفراد الكشافة الذين يسهلون العملية التنظيمية من دخول وخروج، مبينًا أن الأمر يسير بأمان شديد ولم تتعرض كنيسته لأى مضايقات، متمنيًا من الله أن يستمر الحال هكذا على جميع الكنائس وعلى الوطن بشكل عام.

وقال إن الأمر لا يمثل أى ضيق بالنسبة لنا، فأمننا وأماننا يحتاج مجهودًا، وهو ما نقوم به بصدر رحب، مشيرًا إلى أن التهديدات والأجواء غير المناسبة لا تؤثر علينا، ولكنها تتطلب منا المزيد من العمل وهذا ما نقوم به، موضحًا أن الحال قبل ذلك كان لا يحتاج ذلك، ولكن بما أنه أصبح يتطلب ذلك فأهلًا وسهلًا.

وعن وظيفة عمال الكنيسة فى الأيام العادية، أوضح أنهم يقومون بإعداد الكنيسة لممارسة طقوسها، واستقبال شعبها والتجهيز لصلوات القداس، والاجتماعات المقامة بها، وأيضًا الخدمات، مشيرًا إلى أن الكنيسة تستقبل عددًا كبيرًا من الأطفال خلال مدارس الأحد، حيث نستقبل الأطفال من مختلف مراحل الطفولة مرورًا بالحضانة والابتدائية والإعدادية والثانوية والجامعية، ثم الخريجين، والاجتماعات المتخصصة، فهناك خدام كلمة، ودراسة كتاب مقدس، وخدمات الكشافة والمسرح، ومسرح العرائس، والأنشطة المصاحبة لكل اجتماع.

وأوضح أن هناك اجتماعات صلاة فقط، واجتماعات أسبوعية للكهنة، وأمناء الخدمة، حسب كل توزيع وتخصص، مبينًا أن كل ما تم ذكره يتم الإعداد والتجهيز له ليمكن القائمين عليه من توصيل كلمة الله للمتلقين.

وأشار عامل الكنيسة إلى أن هناك أيضًا مبانٍ للخدمات، كبيوت المؤتمرات، وقاعات المناسبات، والنادي، وكلها أجزاء تابعة للكنيسة تحتاج مجهودًا وإعدادًا، مشيرًا إلى أن ضخامة العمل لا تشكل عائقًا طالما هناك حب بين الجميع، وعدد كاف لتغطية كل المهام المطلوبة.

وعن مناسبة عيد العمال، قال عادل صليب، أحد عمال وأبناء الكنيسة، إن أى يوم يمر علينا بسلام فهو عيد، فخلودنا للنوم والوضع به سلام أمر غايتنا تحقيقه، ودورنا لا يقل على دور الكاهن داخل الكنيسة، مع الاحتفاظ بالدور الروحى المهم للكاهن الذى يتلخص فى قيادة الشعب إلى الله، وخلاص النفس البشرية.


تأمين الكنيسة
وعن أهم وأخطر الأحداث التى تمر بالكنيسة، قال «صليب» إن هذه الأمور لا تقلقنا بشكل شخصي، ولكن الاهتمام الزائد يردع أى شخص تسول له نفسه ارتكاب أخطاء، مشيرًا إلى أن الحقائب تفتش بشكل كامل وأى شخص غريب يتم التحقق من هويته، والتأكد من الجهة التى يحضر منها، مضيفًا: «حتى إخوتنا المسلمون الذين يتوافدون على الكنيسة يتم استقبالهم بكل ود، ولكن مع التشديد على أمنهم وأمننا منعًا لأى أزمات».


أبناء الريف الأنسب لهذه المهنة
وأوضح عم «لمعي» أن العاملين من الأرياف والصعيد هم أكثر الأشخاص ملاءمة لمهنته، نظرًا لقوتهم البدنية وروحهم الدؤوبة فى تلك الأعمال، وهذا أمر لا يسبب لنا أى مضايقات، بل على العكس، نحن هنا من أجل ذلك، حيث إن أغلبنا لا يجيد حتى القراءة والكتابة، وبالنسبة لنا هو عمل مناسب جدًا.
وأشار عامل آخر إلى أن وجوده فى حضن الكنيسة يسهل من ممارسته للطقوس المسيحية، حيث يسعى لاستغلال أى فرصة لحضور الاجتماعات التى يحبها، كما أنه أصبح شماسًا بفضل وجوده الدائم بالكنيسة، فكل ما أقوم به هو ارتداء زى الشمامسة والمشاركة فى صلوات القداس، موضحًا أنه لو كان يعمل فى مهنة أخرى لما تمكن من ممارسة هذه الطقوس الدينية بجانب عمله.
وعن الرواتب الخاصة بهم، أكد العاملون بالكنيسة أن الأوضاع فى كل المهن أصبحت صعبة بسبب الوضع الاقتصادي، إلا أنها مرتبات مرضية إلى حد ما، خاصة أنهم يعملون فى بيت الله، الذى يعوضهم بـ«البركة»، مشيرًا إلى أن العاملين ليسوا وحدهم من يحصلون من الكنيسة على مرتبات، بل هناك متخصصون فى بعض المهن يعملون معهم، حسب حاجة كل كنيسة، بالإضافة إلى المعلمين أو المرتلين اللازم وجودهم لإقامة طقوس الصلاة.


حوادث سرقة
واختتم المقدس «عياد» حديثه قائلًا: «نتعرض فى بعض الأحيان لمحاولات سرقة، ونتعامل مع الأمر بالشكل المطلوب، كما أن قوات قسم الشرطة تساعدنا دومًا فى اتخاذ الإجراءات اللازمة، وهناك أرقام هواتف لمباحث القسم نتواصل من خلالها معهم حال حدوث طارئ، ودائمًا ما نجد تجاوبًا فى هذا الأمر».
وعلى صعيد متصل، هنأ البطريرك إبراهيم إسحق، بطريرك الأقباط الكاثوليك، ورئيس مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك بمصر، الشعب المصرى والرئيس عبدالفتاح السيسي، بمناسبة عيد العمال.
وقال رئيس الطائفة الكاثوليكية إن الكنيسة تحتفل فى هذه المناسبة بعيد القديس يوسف النجار، العامل الذى اختيرَ من قبل الله صورة ومثلًا لجميع الذين يكرسون أنفسهم بأسلوب نموذجى لمهنتهم، والذين ينجزون مسئولياتهم وواجباتهم بعناية، ويعيشون حياة عامل بسيط ومتواضع وصادق فى الخفاء وبصمت، ومن خلال هذا الصمت المثمر يساهمون فى نمو المجتمع وتطوره.
وتقدم البطريرك إبراهيم إسحق، بطريرك الأقباط الكاثوليك، إلى الشعب المصرى والرئيس السيسي، رئيس الجمهورية، وكل المعاونين له فى إدارة مصرنا الحبيبة، بخالص التهنئة، راجيًا من الله أن يحفظ مصر فى مسيرتها للنمو والتقدم.
عيد العمال العالمى
ويوم العمال العالمى أو عيد العمال، هو احتفال سنوى يقام فى دول عديدة احتفاء بالعمال، وهو يوم عطلة رسمية فى العديد من الدول.
ويأتى أصل الاحتفال بهذا اليوم من كندا، مع بدء النزاعات العمالية و«حركة التسع ساعات» فى هاميلتون، ثم فى تورونتو عام ١٨٧٠، ما أدى إلى ظهور قانون الاتحاد التجاري، الذى أضفى الصفة القانونية، وقام بحماية نشاط الاتحاد فى العام ١٨٧٢ فى كندا، وانطلقت المسيرات دعمًا لحركة التسع ساعات، كما أن إضراب عاملى الطباعة أدى إلى الاحتفال السنوى بهذه الذكرى فى كندا.
وفى العام ١٨٨٢، شهد زعيم العمال الأمريكى بيتر ج. ماكغواير، أحد الاحتفالات بعيد العمال فى تورونتو، وعاد إلى نيويورك ليقوم بتنظيم أول عيد للعمال يحتفل به فى نفس اليوم، فى الخامس من سبتمبر من كل عام.
وأول عيد للعمال فى الولايات المتحدة الأمريكية تم الاحتفال به فى الخامس من سبتمبر، عام ١٨٨٢ فى مدينة نيويورك، وفى أعقاب وفاة عدد من العمال على أيدى الجيش الأمريكى ومارشالات الولايات المتحدة خلال «بولمان سترايك» أو إضراب بولمان عام ١٨٩٤، وضع الرئيس جروفر كليفلاند تسويات مصالحة مع حزب العمل.
وخوفًا من حدوث المزيد من الصراعات، تم تشريع عيد العمال واعتباره عطلة وطنية من خلال تمريره إلى الكونجرس والموافقة عليه بالإجماع، بعد ستة أيام من انتهاء الإضراب.