الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

واشنطن بوست: الكوريتان ما زال أمامهما طريق طويل ومجهول

رئيسا كوريا الشمالية
رئيسا كوريا الشمالية والجنوبية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أكدت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن الجمعة الماضية كانت يومًا مشحونًا في منطقة بانمونجوم منزوعة السلاح في شبه الجزيرة الكورية، حيث عقدت أول قمة رفيعة المستوى بين الكوريتين الشمالية والجنوبية منذ أكثر من عقد من الزمان.
ورصد مقال تحليلي نشرته الصحيفة للباحث في العلوم السياسية بجامعة كاليفورنيا بريدجيت كوجينز أن الرئيس الكوري الجنوبي مون جيه - إن والزعيم الكوري الشمالي كيم جونج - أون اتفقا خلال القمة التاريخية على ثلاث نقاط رئيسية هي: تحسين العلاقات بين الكوريتين، مع تحقيق الهدف الأسمى وهو إعادة توحيدهما، وتقليل التوترات وتقويض خطر الحرب، وتأسيس نظام سلام قوي.
وأشار الكاتب إلى أن الجانبين عما على نطاق واسع "إعلان بانمونجوم"، ولا يختلف جوهر هذه الوثيقة كثيرا عن الاتفاقيات السابقة (في أعوام 1992 و2000 و2007) التي انتهت جميعها إلى الفشل، غير أن التوقعات في كوريا ترتفع بسرعة عالية، فلغة الإعلان هذه أكثر بساطة وبعض الأجزاء جارٍ تنفيذها بالفعل، كما أن الظروف المحلية والدولية مختلفة تماما في 2018.
ووصف كوجينز جدول الأعمال بأنه طموح على نطاق واسع ومحفوف بالمخاطر، مشبها ذلك بتسلق قمة إيفرست، ومؤكدًا ضرورة تذكر أربع نقاط رئيسية بينما يحاول الزعيمان تنفيذ ذلك الجدول.
وأشار في النقطة الأولى إلى أن مون وكيم اتفقا على تحقيق إنجاز كبير إلا أن طريق الوصول لذلك الإنجاز لا يزال مجهولا، وبرغم أن التقدم بين الكوريتين هو أهم عامل يحدد السلام الدائم في شبه الجزيرة الكورية، إلا أن هناك بعض الدول مشاركتها ضرورية لتحقيق ذلك مثل الصين واليابان والولايات المتحدة، ولكن بقدر ما ساعدت الولايات المتحدة والصين على وجود حالة من الجمود، مثل نزع السلاح النووي كشرط مسبق للمحادثات، أو فرض قيود على تطبيق العقوبات، ولديها مجموعة من الأولويات الخاصة بها، فإن مشاركتها ستعمل على تقويض الشعور بالتفاؤل، كما يؤدي غياب اليابان وروسيا حتى الآن إلى تعقيد الأمور.
وتطرق كوجينز في النقطة الثانية إلى أن مواقف الجانبين الرئيسيين تغيرت بسرعة مذهلة خلال الستة أشهر الماضية، ففي نهاية نوفمبر الماضي اختتمت كوريا الشمالية سلسلة طويلة من الاختبارات النووية الاستفزازية، وفي ديسمبر هددت كوريا الجنوبية بقتل كيم في حالة نشوب حرب، وفي يناير كان ترامب يقارن الأزرار النووية مع كيم ويتحدى قدراته النووية.
إلا أن الموقف تغير تمامًا في فبراير، إذ اتحدت الكوريتان رمزيا في دورة ألعاب بيونج تشانج الأولمبية الشتوية، ثم وافق كيم في أوائل مارس على عقد قمتين مع مون وترامب، وتعني تلك التغيرات المفاجئة أن بعض خبراء الأمن لا يزالون يضعون احتمالا كبيرا للحرب، كما يعتقد بعض المحللين أن نهج إدارة ترامب يفتقر إلى الصدق، وأن أي فشل دبلوماسي قد يصبح حجة للضربات الوقائية، مشيرا إلى أن العلاقات الدبلوماسية بين الولايات المتحدة والصين لم يتم ترسيخها بشكل كامل عندما قام الرئيس الأمريكي نيكسون بزيارة الصين لأول مرة في عام 1972، ولكن جاءت عملية التطبيع بعد عدة سنوات في عام 1979 بعد عملية طويلة.
وأشار الكاتب في النقطة الثالثة إلى أنه خلال السنوات التالية للقمة الأخيرة بين الكوريتين توقفت الاتصالات الإنسانية والدبلوماسية بين البلدين، وتطلع المدنيون من الجانبين لبعضهما البعض بخوف وشكوك متبادلة، فقد كشف استطلاع حديث لمعهد آسيوي أن عددا كبيرا من الكوريين الجنوبيين وخاصة الشباب في العشرينات يصفون الكوريين الشماليين بأنهم "أعداء" أو "غرباء"، ولكن خلال الشهر الماضي حدث بعض التقدم إذ اتفق الجانبان على إنشاء خط ساخن للأمن بينهما، بالإضافة إلى إجراء مناقشات بشأن لم شمل العائلات المقسمة في المنطقة منزوعة السلاح منذ خمسينات القرن الماضي.
وقال إن بناء قدرة الولايات المتحدة على الانخراط في هذا العصر الجديد من الدبلوماسية الكورية قد يستغرق بعض الوقت، وتعيين سفير للولايات المتحدة في كوريا الجنوبية سيكون بمثابة الخطوة الأولى لمساعدة الولايات المتحدة على تحقيق مصالحها بفاعلية، كما أن إرساء الأساس للدبلوماسية الأمريكية قد يخفف أيضا من المخاوف في آسيا من أن الولايات المتحدة شريك غير موثوق به.
وانتهى الكاتب بالنقطة الرابعة التي أكد فيها أن الجانبين قد يواجهان مسارا صخريا، فقد يكون لديهما نهايات مختلفة لنزع السلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية، وقد لا تكون الولايات المتحدة راغبة أو قادرة على تقديم الضمانات الأمنية الكافية لإقناع كيم بالتعويض الكامل عن أسلحته النووية، وقد يشعر الكثيرون في الكوريتين بالقلق من أن ترامب سيكون متقلبًا ويدعم المحادثات اليوم لكنه يستجيب للنكسات مع اللجوء السريع إلى القوة.
لكن خبراء السياسة الخارجية يشيرون إلى أن استخدام القوة، ولو بشكل محدود، ستنتج عنه تكاليف كبيرة في شبه الجزيرة الكورية، والخسائر ستكون كبيرة أيضا بالنسبة للقوات الأمريكية في المنطقة.
ويشير العديد من المحللين أيضا إلى أنه لا توجد خيارات جيدة، لكن استمرار الحوار حول برنامج الأسلحة لكوريا الشمالية هو أقل الخيارات سوءا، مؤكدين أن نزع السلاح النووي هدف لكنه ليس الهدف الوحيد.
وأنهى كوجينز مقاله بأن سول وواشنطن لديهما أسبابهما لتكونا حذرتين في سعيهما للسلام مع بيونج يانج، وتعتبر الخطوات التي تم اتخاذها حتى الآن كبيرة ومهمة، ولكنها جميعا شاقة.