الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

أحمد عبود باشا.. مليونير بدأ من الصفر

أحمد عبود باشا
أحمد عبود باشا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أحمد عبود باشا، رجل اقتصاد ومليونير عصامي، بدأ من الصفر، فهو ابن لرجل عادي من الطبقة المتوسطة، كان يملك حمامًا شعبيًا في حي باب الشعرية، وكان يساعد والده في إدارته حتى تخرج من المهندسخانة، فعمل بعد تخرجه بأجر شهري خمسة جنيهات، في وابورات تفتيش الكونت الفرنسي دي فونتارس بأرمنت، وفصل منه بعد فترة، ليعمل مع أحد مقاولي الطرق والكباري بفلسطين، وكان ينفذ بعض العمليات للجيش الإنجليزي.
وأثناء عمله، تعرف بمدير الأشغال العسكرية للجيش الإنجليزي، ونشأت بين عبود وبين ابنة هذا الضابط الإنجليزي المهم، قصة حب، انتهت بالزواج، وهنا جاء التحول الكبير في حياة هذا المهندس الشاب، حيث ترك العمل لدى المقاول، واشتغل بالمقاولات، وأسندت إليه معظم أشغال الجيش الإنجليزي في فلسطين، ومدن القناة، حتى تكون لديه رأسمال، استطاع به أن يشتري معظم أسهم شركة "نيوكرافت" للنقل بالسيارات بالقاهرة، ثم شركة بواخر البوستة الخديوية، حتى ظهر اسمه في عام 1935 في ذيل قائمة أغنياء مصر أيامها.
شارك في إنشاء سكة حديد بغداد عشية نشوب الحرب العالمية الأولى سنة 1914، كما شارك في إنشاء شبكات السكك الحديدية في فلسطين وسوريا، واختاره اللورد ألنبي بعد ذلك لإنشاء عدد من الجسور والدروب العسكرية في فلسطين، وبذلك أصبح من أكبر مقاولي الجيش الإنجليزي.
واتسعت بعد ذلك أعمال عبود باشا وتشعبت، فأنشأ عدة شركات صناعية في مصر وإنجلترا اضطلعت بإنشاء السفن والطرق والجسور، كما كان صاحب النصيب الأكبر في شركة الأمنيبوس العمومية بمصر وغيرها من الشركات الصناعية والهندسية، وقام بتمصير شركة البواخر الخديوية بعد أن امتلك معظم أسهمها، التي كانت قبل ذلك في أيدي الإنجليز، وكانت آنذاك من أقوى شركات الملاحة في مصر، بما تمتلكه من الأرصفة والأحواض الجافة في الإسكندرية والسويس، إلى جانب الورش التابعة لها، والتي كانت تعد مدرسة لتعليم الشبان المصريين فن إنشاء السفن.
وأدى اندلاع الحرب العالمية الثانية إلى ظهور طبقة جديدة من الأثرياء أطلق عليهم أغنياء الحرب، وكان عبود أحد أولئك الذين استفادوا من ظروف الحرب ليحقق كثير من ثروته الفاحشة من أرباح أسطول السفن الذي كان يملكه.
امتدت إمبراطورية عبود باشا الذي أصبح أغنى أغنياء مصر إلى دائرة السياسة والرياضة أيضًا فقد كان رئيسًا للنادي الأهلي والسياحة وكان يملك معظم أسهم شركة الفنادق المصرية غير شركات السماد بـعتاقة والكراكات المصرية وغيرها، وبلغ من نفوذ عبود أنه أجبر طلعت حرب مؤسس بنك مصر وأشهر أعلام النهضة المصرية على الاستقالة من بنك مصر في 14 سبتمبر 1939 الذي أسسه بعرقه وجهدة.
تولى أحمد عبود باشا رئاسة النادي الأهلي لأربعة عشر عاما وكانت تلك الفترة من أزهى عصور الأهلى حيث حصل خلالها على تسع بطولات متتالية للدوري من 1947 وحتى 1956 وأقيل أحمد عبود باشا رئيس النادي الأهلي بعد عام من زيارة جمال عبد الناصر للنادي الأهلي في عام 1961 بسبب قوانين يوليو الاشتراكية التي صدرت في 1961.
حصل أحمد عبود على رتبة الباشوية من الملك فؤاد الأول سنة 1930.
توفي في بريطانيا في ديسمبر 1963.