ابتسامة بريئة تواجة الموت فى حضن الجبل فى قرى يكسوها اللون الأبيض هم أطفال المحاجر الذين ولدتهم أمهاتهم للعمل فى جوف الحجر، هؤلاء الذين يعيشون مستقبلًا مظلمًا، هنا لا مجال للطفولة، والإرث هو المرض، فى رحلة تبدأ بدءًا من نقلهم بسيارات المواشى إلى الجبل ثم إلى الكسارة والعمل فى تكسير المحاجر، حيث إن هناك أكثر من ٤٠٠٠ طفل يعملون فى قطاع المحاجر ويتحدث عنهم
الطفل «حسام حسن»: «عندى ٩ سنين، باصحى الفجر، عشان أركب العربية وأجى الشغل، بخلص المغرب، أقبض ٢٠ جنيه وأروح أعطيها لأبويا أو لأمي، أنا مش زعلان من حاجة، كل اللى بيتعبنى ضهرى وصدرى من العفرة طول النهار، ولما بتخنق أمى بتصبرنى وتقولى إنت رجل معلش ظروفك كده يا ضنايا، بينما يقول الطفل عبدالرحمن محمد: «جيت اشتغل هنا بعد لما أبويا اتصاب فى عينيه، وقطعوا له رجله، فكان لازم أكون فى مكانه، أنا هشتغل عادى بس خايف ونفسى يهتموا بينا، ويعملوا لينا مستشفى عشان اللى بيتعب واللى بيتصاب فى المحاجر يتعالج، يروح المستشفى، ويهتموا بينا ولو حد اتصاب يوفروا معاش لعيلته».