الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

يحيى الطاهر عبد الله.. شاعر في ثوب قاص

يحيى الطاهر عبد الله
يحيى الطاهر عبد الله
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"أحب الموت، وكلما وجدتني على حافته أحببت الحياة".
هكذا عبَّر الكاتب الراحل يحيى الطاهر عبد الله، الذي تحل اليوم ذكرى ميلاده، في كتابه "أنا وهي وزهور العالم"، عن معاناة الفنان التي لا تنتهي إلّا بنهاية حياته، وتأرجحه الدائم بين رغبتين تبدوان للوهلة الأولى على طرفي نقيض، لكنهما بالنظر وبالتعمُّق تبدوان متآزرتين، متلازمتين، هما الرغبة في الحياة والموت.
يحيى الطاهر عبدالله يعد واحدًا من الوجوه البارزة بين مبدعي فترة الستينيات، وهو شاعر القصة القصيرة بحق كما لُقِّب، ومازال الفيلم المأخوذ عن روايته يذكِّر الجميع به، وهو "الطوق والإسورة"، بالرغم من اعتباره فيلما نخبويا غير جماهيري على نحو ما.
يحيى الطاهر مولود في ٣٠ أبريل ١٩٣٨ بقرية الكرنك مركز الأقصر بمصر، وتوفيت والدته وهو طفل، فقامت خالته برعايته، وقد أصبحت زوجة أبيه فيما بعد، وله ثمانية إخوة وأخوات، كان ترتيبه الثانى بينهم. وكان والده شيخًا يقوم بالتدريس في إحدى المدارس الابتدائية بالقرية، وكان يتميَّز بتأثير كبير عليه في حب اللغة العربية وآدابها.
تلقَّى يحيى تعليمه بالكرنك، وحصل على دبلوم الزراعة، قبل أن يعمل بوزارة الزراعة لفترة قصيرة، وفي عام ١٩٥٩ انتقل إلى قنا مسقط رأسي الشاعرين الكبيرين عبد الرحمن الأبنودي، وأمل دنقل، وهناك جمعتهم صداقة طويلة، وفى ١٩٦١ نشر أولى قصصه القصيرة بعنوان "محبوب الشمس"، ثم تلتها قصة "جبل الشاى الأخضر".
وفى ١٩٦٤ انتقل إلى القاهرة التي سبقه إليها الشاعر عبدالرحمن الأبنودى في ١٩٦١، بينما انتقل أمل دنقل إلى الإسكندرية، وأقام يحيى الطاهر مع الأبنودي وكتب مجموعته الأولى "ثلاث شجيرات تثمر برتقالًا"، ثم قدَّمه يوسف إدريس في مجلة "الكاتب"، ونشر له قصصه، كما قدَّمه عبدالفتاح الجمل في الملحق الأدبى بجريدة المساء، وسرعان ما احتل مكانة متميزة بين جيل الستينيات، ومن أعماله الأخرى "أنا وهي وزهور العالم"، و"حكايات للأمير حتى ينام"، و"الحقائق القديمة صالحة لإثارة الدهشة"، و"الرقصة المباحة".
توفي يحيى في 9 أبريل 1981 في حادث سيارة على طريق القاهرة الواحات، قبل أن يتم عامه الثالث والأربعين، تاركًا خلفه أعماله التي أثرى بها المكتبة الأدبية العربية.