الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

وزيرا خارجية مصر وفرنسا يؤكدان على الشراكة المتبادلة بين البلدين.. "لودريان": دعمنا مصر بـ175 مليون يورو.. ومستمرون في الوقوف إلى جانبها.. رفضنا استخدام "الكيماوي" في سوريا.. وندعم السيادة الليبية

جانب من المؤتمر
جانب من المؤتمر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
وصل جان إيف لودريان إلى القاهرة في زيارة رسمية إلى مصر، صباح اليوم الأحد، والتقى الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره المصري سامح شكري، بحث خلالها الأوضاع في ليبيا وسوريا والقضية الفلسطينية.

ورحب وزير الخارجية، سامح شكري، بزيارة نظيره الفرنسي جان إيف لودريان لمصر، قائلا: صداقة مصر وفرنسا هي صداقة نعتز بها كما أن هناك علاقات وطيدة بين البلدين بحكم التاريخ والاهتمام المتبادل وهي علاقة شراكة استراتيجية تضمن مصالح الجانبين.
وأضاف شكري في المؤتمر الصحفي، الذي عُقد اليوم بمقر وزارة الخارجية، أن تحقيق مواجهة الإرهاب، هو من أهم التحديات التي تم مناقشتها خلال لقاء وزير الخارجية الفرنسي بالرئيس السيسي اليوم والتي تناولت مجمل العلاقات على المستوى الثنائي واهتمام فرنسا بتنمية العلاقات المصرية على الجانب السياسي والثقافي، بالإضافة إلى الشغف الفرنسي بالحضارة المصرية القديمة، وبالطبع مصر الحديثة وانطلاقها لمستقبل أفضل مضيفًا: "أننا نسعى دائما لخلق مجالات جديدة من التعاون". 
وقال "شكري"، إن لودريان في حديثه اليوم مع الرئيس السيسي ناقش العديد من القضايا الإقليمية، أهمها القضية الفلسطينية وقضية سوريا، والأوضاع في ليبيا، بالإضافة إلى مقاومة الإرهاب.
وأشار إلى أن "نحن تطرقنا إلى مناقشة مزيد من التفاصيل مع الوزير خلال جولة المباحثات المنفردة والموسعة والتي وجدنا خلالها تطابق واسع في الرؤية تجاه القضايا المختلفة"، موضحًا أن هناك استمرار لعملية التنسيق والتشاور لمواجهة التحديات وإنهاء الصراعات في هذه الدول من خلال الحلول السلمية والتفاوض. 
وأوضح "شكري" أن هناك خطة لوضع إطار مؤسسي يترجم التعاون بين مصر وفرنسا من خلال وثيقة في الآونة القادمة ولكننا نعمل بروحها منذ الآن على المستويين الرئاسي والوزاري من خلال وتيرة دائمة تنجز خلال هذا العام لنستطيع من خلالها العمل والمشاركة، ونقوم بما نحن مؤهلين له من تحقيق السلام في الشرق الأوسط لتحقيق التعاون المثمر عبر السنوات القادمة. 
ولفت إلى أن مصر تستقطب مزيد من التعاون الاقتصادي والمشروعات الفرنسية المصرية بالإضافة إلى أن مصر تنطلق من خلال خطة النجاح الاقتصادي والتي شهدها الوزير الفرنسي اليوم من خلال تطلعه على المدن الجديدة والمشروعات الاقتصادية العملاقة كمحطة مترو الإنفاق هيليوبوليس وغيرها بالإضافة إلى "أننا نسعى إلى جذب الشركات الفرنسية ومحطة المترو مشروع مثل كبير يحتذي به وسيستمر الإسهام من فرنسا نحو مصر التنموية. 

وفي ذات الصدد تطرق وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان إلى الأوضاع في سوريا حيث قال: إن الجهاز الكيماوي للدولة السورية الذي تمثل في الضربة الثانية لسوريا من خلال استخدام الأسلحة الكميائية نحن نرفضه بشدة.
وأضاف لودريان أن هذا ليس مفاجأة، فالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أعلن عن هذا منذ توليه السلطة في البلاد ولا يمكن إزاحة هذا المبدأ أبدا ومن المهم إثبات أن هذه الضربة لم تكن إعلان الحرب ولكن لعدم قبولنا هذا الفعل من قبل النظام السوري.
وأوضح لودريان أننا تحدثنا مع الرئيس السيسي حول خارطة لوقف إطلاق النار في وتوضيح الوضع السياسي في سوريا والتي يجب أن تبقى موحدة.
وردا على دور فرنسا في حل الأوضاع في ليبيا قال لودريان: ان العملية في ليبيا يجب أن تمضي قدما حسب الخطوات التي يتخذها المبعوث الأممي لليبيا غسان سلامة والعمل على إتمام العملية الانتخابية في ليبيا بأسرع وقت مع نهاية هذا العام من خلال دعم جهود الممثل الخاص للأمم المتحدة غسان سلامة والعمل على أن يتم هذا بشكل سريع وتتوافق كامل المؤسسات والجهات على موعد الانتخابات ونهايتها في نهاية العام وتوحيد القوات المسلحة لإعادة تأسيس الأجهزة التي تحتاجها ليبيا مع سيادة أراضيها والحفاظ على استقرارها. 
من جانبه أكد "لودريان" أن أهداف مصر وفرنسا في الشرق الأوسط متطابقة، موضحا أن هذه هي زيارته هي الأولى لمصر منذ انتخاب الرئيس السيسي لولاية ثانية لحكم البلاد مضيفا هذه فرصة للتعاون، وأن فرنسا ستتابع مواكبتها لتنمية الاقتصاد في مصر وهي قدمت 175 مليون يورو بالفعل، وهناك ملفات كثيرة تدعمها فرنسا كملف التضامن الاجتماعي والتغطية الاجتماعية ودعم الشركات الفرنسية التي جندت قواها لدعم الاقتصاد المصري كما أنني زرت الورشة المذهلة لمشروع محطة مترو هيليوبوليس الجديدة آليوم واندهشت من حجم العمل هناك، ولاحقا سأزور ورشة المتحف المصري الكبير مؤكدا والتحديات كبيرة في بلدكم مصر وأريد أن أكون بجانب بلدكم وسنحارب الإرهاب الذي أدمي البلدين وسنعمل على تعزيز علاقتنا دائما. 
وفيما يتعلق بملف سد النهضة في إثيوبيا وسؤال إحدى الصحفيات للوزير المصري عن تطورات الأوضاع هناك قال شكري: إن مصر تحرص على أن يتم التعامل مع هذه القضية وفقا لتوجيه الزعماء الثلاثة الإثيوبي والمصري والسوداني والتي تم الإعلان عنها في يناير الماضي بالقمة الأفريقية.
وأضاف أن هناك تأخرا في الاجتماعات بسبب تغيرات من قبل إثيوبيا وبعدها جولة الخرطوم المختصرة والتي كانت ثلاثة أيام لظروف الجانب الإثيوبي والتي لم يصدر عنها وثيقة، ولكن كان هناك عدد من المستخلصات الإيجابية، وتأكيدا على حرص مصر ولتقدير مصر لإنجاز مباحثات السد قال شكري: إن هناك حاجة للإسراع لإنهاء المناقشات الفنية حول هذا الموضوع خاصة أنه مر ٣ سنوات من الاتفاق ومازال الوضع مجمدا.
وتابع: اتصالا بالوثائق الفنية للسد حول ملء الخزان فكان هناك اقتراح مصري بلقاء يوم ٢٠ أبريل، ولم نجد استجابة وطرحنا أيام ٢٧ و٢٨ و٣ و٤ مايو، ولم يتم الرد لظروف شركائنا في إثيوبيا والسودان، ولذلك لم نتمكن من عمل هذا، ومع ذلك البناء يستمر في هيكل السد بدون انقطاع ونحن نعمل بتنفيذ المبادئ قبل أن نجد أنفسنا أمام وضع مادي يجب أن نتعاون بشكل سريع العملية الفنية في غضون شهر والتي كان يجب أن تنتهي ونحن نحترم ما توجه به الزعماء الثلاثة ولاعتبارات أخرى لم يتم التفاعل مع تواريخ مصر واقتراح انعقاد اللجنة الفنية يوم ٤ مايو في إطار التساعي يوم ١٥ ورغم تقديرنا في الإطار الزمني فأبدينا القبول للتأكيد مرة أخرى أن مصر حريصة على التفاعل والتجاوب، وأن نحافظ على مصالح الشعوب الثلاثة ونستمر في التوجه الإيجابي ولكن لابد ان نحرز التقدم وان هناك حيّز زمني لابد من مراعاته. 
وردا على سؤال صحيفة لوبوان الفرنسية بشأن ال ١٥ صحفيا المصريين الذين هم في السجون وموقف فرنسا من حقوق الإنسان في مصر جاء رد وزير الخارجية الفرنسي قائلا: الحوار حول حقوق الإنسان وضمانات الحريات العامة وحقوق الإنسان هي أولى خطوات التقدم ومواجهة الإرهاب، ولا أخفي عليكم أن الرئيس السيسي نفسه هو الذي تطرق إلى هذا الموضوع عندما التقيت به اليوم وفرنسا تعي هذه النقطة تماما، وتؤكد دائما على أن حقوق الإنسان جزء لا يتجزأ من نهضة أي بلد ووثيقة الحوار الاستراتيجي ستوطد العلاقة وسيزور ماكرون مصر وسأرافقه. 

وفي جزء آخر لسؤال صحيفة لوبوان عن ما تردد بشأن دعوة مستشار الأمن القومي الامريكي لمصر لإرسال قوات لمحاربة داعش في سوريا قال وزير الخارجية الفرنسي: إن فرنسا وأمريكا لم يطلبا من مصر إرسال قوات في الضربة الثلاثية علي سوريا وقام بنفي هذا الكلام. 


وفي سياق متصل قال وزير الخارجية المصري، إن هناك حوارا قائما فيما بيننا حول قضايا مرتبطة بالأساس تهدف إلى تطور مصر في كافة المجالات وهو حوار ثنائي مع الاتحاد الأوروبي يتسم بالشفافية والمصداقية، ونحن نتعامل بشكل يتعاون مع حقوق الإنسان وفقا للدستور المصري، وهذه مصلحة للمواطن المصري ونحن نقدر هذا من خلال استمرار تطور المجتمع والأهداف التي تجمعنا، وتسير من منطلق مصلحة مصر ومصلحة مواطنيها الذين يستحقون كل الرعاية ومن جانبنا نتعاون ونوضح الأمور بكل صراحة وحزم والمواطن المصري هو الذي يتمتع بهذا الحق ويعترف به.


وردا على حق فرنسا في المشاركة في الضربة الجوية علي سوريا قال لودريان: إنه كان هناك مشروع قرار قدم يوم ١٠ أبريل أمام مجلس الأمن يطالب بإرسال فوري بعثة للتعرف إلى مكان الضربات الكيماوية والتعرف على مسئول القرار، وحصل هذا القرار على صوتين ضد من روسيا وفيتنام، كما امتنعت الصين عن التصويت فيما حصل القرار على ١٢ صوتا، وكان ذلك بعد الهجوم الكيميائي الأول، وبكل أسف مارست روسيا حق الفيتو ضده، ولم ترسل البعثة ولكن بعد أكتوبر كان هناك قرار بعد الهجمات الأولى وهو ٢٢٨١ ولكن هذه الإمكانية لم تكن تقدر علي تنفيذ القرار بسبب الفيتو الروسي في نوفمبر الماضي، ونحن لم نعلن الحرب على أحد ولكن على الأسلحة الكيميائية انتشرت ونحن نرفض هذا وكان يجب التدخل.

وبسؤاله عن التشابه بين ضربات فرنسا وأمريكا على سوريا، وما حدث أبان حرب العراق من عدوان أمريكي مدمر أكد وزير الخارجية الفرنسي أنه لا يمكن أن مقارنة ضربة جوية بثلاثة ضربات على ثلاثة مواقع كيميائية بدون وقوع أي جريح أو قتيل؛ لأننا نرفض إفلات النظام السوري من العقاب؛ لأنه ضرب عرض الحائط بقرار الأمم المتحدة بجنود ودبابات أمريكية طالت فترة طويلة في العراق، وهي حرب عسكرية من أمريكا على العراق ونحن أدنا هجوم أمريكا على العراق ولكن أيدنا الضربة الثانية لأمريكا على العراق في الآونة الأخيرة إبان حرب العراق.