الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

مسرح الجنوب.. فرق قابضة على جمر الفن

الأعمال تتحدى ضعف الإمكانيات والتهميش الإعلامى

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
على ضفاف نيل أسوان الساحر، أقيمت فعاليات الدورة الثالثة من المهرجان المسرحى لشباب الجنوب، خلال الفترة من 23 وحتى 28 أبريل بقصر ثقافة أسوان، تحت رعاية وزارتى الثقافة والشباب والرياضة، ومحافظة أسوان، وشارك فى هذه الدورة كثير من الفرق المسرحية القابضة على جمر الفن، متحدية المعوقات التى تجدها فى ضعف الإمكانيات، وندرة خشبات المسرح فى الصعيد، وعدم إقبال الجمهور لانعدام الدعاية، وغير ذلك من الأمور التى تقف حائلًا فى طريق ممارسة أبوالفنون فى جنوب مصر.
اشتركت جميع عروض المهرجان فى مناقشتها للقضايا التراثية الخاصة بأهل الجنوب، فما بين الثأر والتفرقة بين البنات والبنين وطقوس الفرح والحزن وغيرها من العادات والتقاليد، تنوعت العروض، كذلك لاقت الورش الفنية والتدريبية، التى أقامها المهرجان، إقبالًا كبيرًا بين شباب الجنوب ومحبى أبوالفنون، خاصة أنها تهدف لتدريب الموهوبين والراغبين فى التعلم بشكل احترافى.
وقدم الأديب أحمد أبوخنيجر فى ورشة التأليف باستخدام التراث على بانوراما عامة عن أهم المصطلحات المسرحية ومفاهيمها ووسائل استخدامها أثناء عملية الكتابة.
أما ورشة الدراما، فأوضح المؤلف بكرى عبدالحميد كيفية الإعداد لنص مسرحى سواء كان أديبًا أو مسرحيًا، وإعداده للعرض على خشبة المسرح.
وفى ورشة الديكور، قدم المخرج خالد عطا الله للمتدربين أهمية وجود الديكور فى العرض المسرحى وكيفية استخدامه لإبراز دراما النص وعلاقته بالرموز والدلالات وحركة الممثلين على خشبة المسرح.
وفى ورش العرائس صنع المخرج عمرو حمزة مع المتدربين مجموعة من العرائس المسرحية لاستخدامها فى العرض الناتج عن الورشة.
أما ورشة التمثيل والإخراج جمع المخرج أسامة عبدالرءوف مجموعة من المشاهد التمثيلية التى درب المتدربين عليها.
التقت «البوابة»، على هامش المهرجان، عددًا من صناع المسرح فى الجنوب لتتعرف عن قرب على واقع المسرح فى الجنوب، وعلى المعوقات التى تصادفهم خلال عملهم، وعلى المأمول من العروض والأنشطة التى يقدمونها، وكيف يمكن أن نرتقى بأبوالفنون.

محمد صالح البحر: المسرح الجنوبى مترهل.. والواقع تجاوز قصص التراث

قال المؤلف المسرحى، محمد صالح البحر، إن المسرح الجنوبى يتحرك منذ فترة طويلة فى واقع فنى نمطى، يتم استنساخه كل فترة بنفس الآليات، ولا تتعدى محاولات تجاوز هذه النمطية إلا حدود الشكل فقط، فيما يتعلق بزيادة أو حذف بعض الشخصيات أو الأحداث للقصص التى تتم إعادة تدويرها، أو اتجاه الديكور إلى الموتيفات التعبيرية أو الرمزية بدلًا من الكتل الضخمة الثابتة، أو استخدام الأجهزة الحديثة للإضاءة والصوت، وغيرها من الأدوات التى تتعلق بشكل العرض المسرحى بحيث يبدو فى صورة حديثة.
بينما يظل المضمون ثابتًا كما هو، محصورًا فى موضوعاته القديمة التى تتعلق بالتراث والعادات والتقاليد وطقوس الحزن والفرح، والميلاد والقصص الشعبية المتوارثة بذات دوافعها ورؤيتها القديمة، كما لو أن هذه الطقوس قد صارت وشمًا لن يعرف المسرح الجنوبى بدونه، رغم أن الواقع الحقيقى للجنوب المعاصر قد تجاوز معظم هذه الأفكار، ويشاهدها فى العروض الفنية بعين الغريب، أو بعين تنظر إلى ماضيها السحيق بكثير من الدهشة، ولا تكف عن طرح سؤالها، كيف يصير الفن الذى هو أداة للتغيير، بركة لماء راكد، وصورة أبيض فى أسود لتكريس وجود الماضى فى قلب عالم متحور؟!
وأضاف «صالح البحر» لا تتوقف معوقات المسرح الجنوبى عند حدود النمطية، بل يتراكم عليها فقر الجانب المادى، الذى لا يوفر مسارح كافية أو مجهزة، أو مناسبة لانتشار فن المسرح، اعتماد المسرح الجنوبى على المؤسسة الثقافية فقط، ليترهل بترهلها، ويتقوقع على ذاته منحصرًا فى مجموعة من الأفراد تؤمن بالمصلحة الخاصة وتكفر بما سواها.
وختم بقوله: نأمل فى انتشار ثقافة مسرحية حقيقية بين الناس، تكون ركيزتها العمل على تدريب وتأهيل كوادر فنية لكل عناصر المسرح، مخرجين وكتابًا وممثلين وفنيين متخصصين وأماكن عرض، سماء تمد يدها فى الفضاء الخالى أسفل منها لتنتشلنا من قاع النمطية والفقر، إلى أعلى ارتفاع متاح فى فضاء لا ينتهى.


شاذلى فرح: عروض الثقافة الجماهيرية تساعد على مواجهة الإرهاب بالأقاليم
 
أعرب المخرج والمؤلف شاذلى فرح، رئيس نوادى المسرح بالأقاليم، عن سعادته بالتكريم ضمن مهرجان المسرح لشباب الجنوب فى دورته الثالثة، قائلًا: هذا التكريم له إحساس خاص، وأعتبره أرقى التكريمات المقربة إلى قلبى، وتمنيت أن أصبح كاتبًا فى العاصمة «القاهرة» عندما أتيت لها من الجنوب منذ 13 عامًا، ولكن هذا شىء صعب، وشاركت بعروضى المسرحية فى أكثر من 15 دولة على مستوى العالم، وترجمت مسرحية «ليل الجنوب» إلى اللغة الألمانية.
وعن اختيار ودمج ثلاث شخصيات مختلفة لتكريمهم ضمن فعاليات المهرجان أضاف، أن اختيار المهرجان الشيخ على جمعة والدكتور الراحل سيد خطاب، رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة الأسبق، والفنان سامح حسين لتكريمهم، فكل هذه الأسماء أثرت المسرح المصرى، وهذا يمثل دعمًا معنويًا لهم واختيارًا مميزًا ومثقفًا وواعيًا من قبل إدارة المهرجان، مؤكدًا أن المهرجان أثبت أنه استطاع على مدار ثلاث سنوات استطاع أن يضع نفسه على خريطة المهرجانات المسرحية فى مصر، ومشاركة شباب الجنوب يفتح نافذة جديدة للمسرح والاهتمام بالبلاد البعيدة، أما عن الدور الذى تلعبه الثقافة الجماهيرية فى إعطاء الفرصة لشباب الجنوب فإنها منذ أواخر الخمسينيات، قدمت ودفعت بالعديد من المبدعين الذين يتربعون أغلبهم على الساحة الفنية فى مصر، فهى ليست وسيلة للشهرة، ولكن تساعد المبدعين فى إعطائهم الفرصة لإثبات ذاتهم فهى بمثابة حائط الصد للمسرح المصرى.
وعن مساهمة الثقافة الجماهيرية وعروضها المسرحية تساعد على مواجهة الإرهاب فى الأقاليم أكد المؤلف أن الثقافة الجماهيرية وقفت أمام الإرهاب فى أوائل التسعينيات بأسيوط، ولكن العروض المسرحية وحدها هى التى ساعدت وقتها بمحاربة الفكر المغلوط بالفكر الصحيح، مشيرًا إلى الفنان عادل إمام عندما سافر بفرقته لعرض مسرحيته الشهيرة «الواد سيد الشغال» لمحاربة الإرهاب، مطالبًا بأنه لا بد أن تتسلح مسارح هيئة قصور الثقافة ليقفوا حائط صد، ليس فقط بالعروض المسرحية السياسية أو التوعوية، ولكن لا بد أن الدولة تدعم الثقافة الجماهيرية بشكل أكبر بهدف انتشار كل الفنون من خلال الهيئة فى كل ربوع مصر، وزيادة الفرق المسرحية ووالعروض والأنشطة واكتشاف المواهب الشابة، والعمل على تنميتها حتى لا تقع فريسة فى أيدى المتطرفين، فلا بد أن هيئة قصور الثقافة تسعى إلى عقد بروتوكولات تعاون مع وزارة الشباب والرياضة والتربية والتعليم والتعليم العالى، مؤكدًا أن مصر أكبر دولة فى العالم إنتاجًا للعروض المسرحية التى تصل إلى 4000 عرض مسرحى فى العام الواحد
وأضاف إن أسلوب الدعاية اختلف فى الوقت الحالى، وأصبحت السوشيال ميديا تلعب دورًا كبيرًا فى التسويق للعروض المسرحية لتقدم، وتعلن نفسها عن طريق مواقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» و«تويتر» لتقيم الدعاية لنفسها والمشاركة مع الأصدقاء والمشاركين، فأصبحت التكنولوجيا والسوشيال ميديا وسيلة الاتصال بين الأفراد وبعضها، لذلك أصبح الجميع يعرف ما يحدث فى الأقاليم، مطالبًا الدولة بتقديم الدعم للمهرجان المسرحى الشبابى بالجنوب حتى يلقى حظه، بالإضافة إلى اهتمام ووجود وسائل الإعلام المتمثلة فى القنوات الفضائية بالأقاليم البعيدة، مؤكدًا أن أفضل العروض المسرحية المقدمة من نوادى المسرح من الجنوب، وذلك فى كل العناصر الفنية التى لم تكتشف حتى الآن، وإتاحة الفرصة لهم ليخرج منها نجوم من كل المحافظات، ولكن ما نراه فى الوقت الحالى بمصر هو التعامل بالمركزية، وهى الأزمة الحقيقية.


حسنى أبوعمرة: فنانو الجنوب دائمًا خارج الحسابات 

قال الفنان حسنى أبوعمرة بفرقة «الواحة» المسرحية بالوادى الجديد، إن هناك مشاكل عديدة تواجه فرق الجنوب، من بينها أن أغلبية البروفات التى تقدمها الفرقة تقام فى الشارع، أو عن طريق إقامة مسرح داخل مراكز الشباب أى بما يسمى بـ«المصطبة» دون الإضاءة، بالإضافة إلى تكفل الفرقة بكل أعمال الديكور اللازمة للعرض، وذلك عن طريق الجهود الذاتية، وهذا ما نعانى منه فى الوقت الراهن.
وأضاف حسنى، أن أغلبية قصور الثقافة فى الجنوب تشهد تطورًا خلال هذه الفترة، فنحن لا نملك مكانًا مجهزًا بكامل طاقاته المسرحية حتى الآن، ونظرًا لارتفاع أسعار المواد الخام لعناصر المسرح، فنحن نعمل على توفير أقل الإمكانيات من داخل البيئة المحيطة بها مثل جريد النخيل، والسجاد البدوى، والفخار إلى آخره، ولذلك بهدف المساعدة على تقديم عمل فنى راقٍ ومتميز بأقل التكاليف والإمكانيات.
وأوضح أبوعمرة أنه يجسد دور الشيخ «ربيعة» فى مسرحية «زعف النخيل» المشاركة فى مسرح الجنوب، والتى تدور حول المسئول والمتحكم الأول فى رأس المال والذى يضع يده بجانب مطاريد الواحة بهدف الوصول إلى رئاسة الواحة أو بما يسمى بـ«عمدة البلد».


إسماعيل صالح: بروفات المسرحيات فى الشارع.. وتهميش الجنوب 

قال الفنان إسماعيل صالح أبوبكر بفرقة «الواحة» المسرحية بالوادى الجديد، إن الجنوب عامة مهمش ومهمل، ولا يقابلة اهتمام من قبل الآخرين، فلا بد من تسليط الضوء عليه لإظهار هذا الفن الذى يقدمه فنانو الجنوب التى لا تقل عن العروض المسرحية بالأقاليم فى مختلف المحافظات، فإن أغلب تسليط الضوء على العروض والمسارح بالعاصمة «القاهرة»، وهذا ما نعانيه فى الوقت الحالى داخل الجنوب.
وأضاف الفنان والمخرج مصطفى أبوبكر، أنه فى حالة الوقوف على عمل مسرحى للمشاركة فى مهرجان بالقاهرة تحاوطنا المشاكل منها تحمل تكاليف النقل والإقامة.. إلخ، فكل هذه المشاكل لا يقابلها تسليط الضوء عليها حتى نتخطاها، بالإضافة أيضًا عند تنظيم مهرجان مسرحى داخل الجنوب، فلا يقابله أى وسائل إعلام موسعة لتغطية هذا الحدث دون قناة منطقة الجنوب التى تقتصر على البلد فقط، بهدف نقل ثقافات هذه المناطق وتصديرها للمحافظات الأخرى والتعرف على هذه البيئة التراثية، مطالبًا بتسليط الضوء على الأعمال المسرحية المقدمة داخل الجنوب من قبل وسائل الإعلام.
وأكد أبوبكر أنه توجد أزمة حقيقية بقصر ثقافة الوادى الجديد بسبب أعمال الصيانة والترميمات التى طال الانتظار بها، وهذا ما يضطرنا إلى عمل البروفات المسرحية فى الشارع، ولكن قصور الثقافة تحاول بذل جهودها لسرعة الانتهاء منه، ولكن ليس بالصورة المطلوبة على عكس ما يحدث بالقاهرة، مؤكدًا أن فنانى الجنوب دائمًا وأبدًا خراج الأضواء، مشيرًا إلى أن هناك العديد من فنانى الجنوب قمة فى الأداء التمثيلى الذى لا يقل عن أداء فنانى ونجوم الصف الأول، ولكن الرؤية الفنية بأكملها تقتصر على فنانى القاهرة فقط فلا يوجد اهتمام بالجنوب نهائيًا.


فنان مسرحي: إمكانيات مسرح الجنوب «على قد لحافك مد رجليك».. و«الداخلة» بدون مسرح 
قال الفنان أحمد منصور، إن فن التمثيل فى الجنوب يتميز بالكاركتر القوى والمتميز، ولكن تقابله عوائق كثيرة منها لجان المشاهدة والنقاد التى لا تملك رؤية فنية ومسرحية بالصورة الكاملة، بالإضافة إلى إصرارها على استخدام بيئة الجنوب ذاتها واستخراج الأدوات الفنية منها، ولكن نحن فى أشد الاحتياج إلى الثقافات الخارجية المختلفة، كما فى المحافظات الأخرى لتقديم أعمال فنية جيدة لا تقتصر على البيئة المحيطة فقط، وعند المطالبة بالبيئة التراثية لمحافظات الجنوب لا بد أن يقابلها العرض خارج المحافظة بهدف التعارف وتبادل الثقافات بين المحافظات الأخرى، وكذلك بالنسبة لمحافظات الوجه البحرى لا بد أن تقدم عروضها فى الجنوب أيضًا بهدف تصدير الثقافات المختلفة بين المحافظات.
وأضاف منصور، أن إمكانيات مسرح الجنوب فقيرة جدًا للغاية، ويتم التعامل معها كما يقال فى المثل «على قد لحافك مد رجليك»، فنحن نحاول إظهار فن على قدر الإمكانيات المحدودة، بحيث لا يتعارض ولا يؤثر على العمل الفنى ذاته، على سبيل المثال كما فى منطقة «الداخلة» التى ما زالت بلا مسرح، رغم وجود بروتوكول تعاون بين وزارتى التعليم والثقافة، ففى حالة المطالبة بمسرح لا بد من إرسال خطاب للمحافظ من أجل الموافقة وموجه لوزارة التعليم لتنفيذ إعطائنا مسرحًا، مؤكدًا أن فريق العمل بأجمعه من داخل التعليم، ويعملون بها، وهذا ما يضطرنا إلى اللجوء لمراكز الشباب لعمل البروفات المسرحية، فالتطوير بقصر ثقافة الوادى الجديد ما زال قائمًا بأعمال الصيانة والترميم التى استغرقت عامًا ونصف العام، وما زالت حتى الآن، ولكن يقابلها البطء الرهيب فى العمل.



مخرج «خربشة»: أطالب بالتسويق الإعلامى لجمهور مسرح الجنوب 
قال مصطفى إبراهيم، مخرج فرقة «خربشة»، إن مسرح الجنوب تحاوطته مشاكل عديدة، وهو نقص بعض الإمكانيات، فهناك مسارح عديدة غير مجهزة بصورتها الكاملة، كما توجد أيضًا مسارح بالجنوب متوافرة بشكلها الصحيح للشباب ولفرق قصور الثقافة وأيضًا الفرق الحرة، وهذا شيء جيد، بالإضافة إلى أماكن أخرى عديدة توفر قصور الثقافة مسارح لها مجهزة بإمكانيات محدودة على عكس مسارح الوجه البحرى، مؤكدًا أن أهم ما يميز الجنوب هو العنصر البشرى، وما دام العنصر البشرى موجودًا وبقوة فهو قادر على خلق طبيعة العمل ومسرحه، وذلك عن طريق الإبداع، وهو أصل العملية المسرحية.
وأضاف إبراهيم، أن الجنوب به طاقات بشرية رائعة لا يمكن أن تتخيل، ولكن لا بد من إلقاء الضوء عليها، فمنهم المبدعون الذين يعملون كثيرًا أو بشكل متكامل فى جميع نواحى الحياة، وبالأخص المسرح، فهناك العديد من الخبرات والطاقات الفنية المطلوبة، مؤكدًا أن سبب تسمية فرقة «خربشة» بهذا الاسم يرجع إلى أول عمل مسرحى قدمته الفرقة، وهو بعنوان «خربشة» الذى حقق نجاحًا كبيرًا جماهيريًا ونقديًا، كما حصل أيضًا على العديد من الجوائز، ومن هنا أطلق على اسم الفرقة «خربشة».
وأوضح إبراهيم أن الرؤية المسرحية فى الجنوب تشهد إقبالًا جماهيريًا كما فى سوهاج وأسيوط، ولكن توجد مناطق أخرى، مثل أسوان والأقصر وقنا وغيرها يتعطش جمهورها كثيرًا للمسرح، مؤكدًا أن هناك مشاكل إعلامية فى التسويق للجمهور، وبالنسبة لضعف الإمكانيات فلا تقتصر على الجنوب فقط، وإنما أيضًا فى المحافظات الأخرى، مضيفًا أن المسارح بطبيعة الحال تحتاج الصيانة الدورية حتى تحافظ على بنيتها، فهناك مسارح عديدة مغلقة بسبب الصيانة

مخرج مسرحي: ملوى بالمنيا بدون مسرح.. ومراكز الشاب والرياضة البديل لقصور الثقافة
قال محمد عبدالعظيم عبده، مخرج وممثل بفرقة مركز شباب ناصر بملوى فى المنيا، إن مهرجان مسرح الجنوب من أفضل المهرجانات التى قدمت خلال الفترة الأخيرة، تحت قيادة الفنان هيثم الهوارى رئيس المهرجان، الذى فتح بجهده طاقات نور للشباب المسرحى، ولكن تواجهنا بعض الصعوبات البسيطة التى نأمل أن تزول خلال الفترات المقبلة مثل اختيار التوقيتات الصائبة للمهرجانات، حتى لا تتعارض مع الطلاب خلال فترة الامتحانات، فكثير من الطلاب ضحوا بامتحاناتهم من أجل المشاركة بالمهرجان، بالإضافة إلى صعوبة التنقلات التى تواجهنا من منطقة لأخرى، موجهًا الشكر للفنان هيثم الهوارى، رئيس المهرجان، على تذليلها وتوفير وسائل النقل.
وأضاف أن عملية التنظيم داخل قصر ثقافة أسوان بها بعض أعمال الخلل، بالإضافة عدم وجود العاملين بالقصر من أجل عمل البروفات النهائية قبل تقديم ليلة العرض، متمنيًا أن تزول تلك المعوقات، موجهًا الشكر لمحافظة أسوان على استضافتها فعاليات المهرجان للعام الثانى على التوالى.
وأوضح أن صناعة المسرح فى الجنوب لا تلقى اهتمامًا على العكس بالقاهرة، فنحن نقدم شريحة واحده قائمة على عرض مسرحى واحد أو اثنين طول الموسم السنوى، بالإضافة إلى عدم الإقبال الجماهيرى الذى نلاحظه، بالإضافة إلى الإمكانيات المادية المحدودة، وأيضا أعمال الديكور والملابس والانتقالات إلى آخره، فكل هذه الصعوبات نتمنى تذليلها خلال الفترة المقبلة، فالوجة القبلى دائمًا لا يلقى اهتمامًا على العكس بالعاصمة «القاهرة»، مشيرًا إلى أن المخرج خالد جلال، رئيس الإنتاج الثقافى فى العام الماضى لمهرجان شباب الجنوب، وعد بأن مهرجان الجنوب بتقديم ورش فنية، بالإضافة إلى مراكز للفنون، مثل مراكز فنون الأوبرا وحتى الوقت الحالى لم يتم تنفيذها تمامًا، متمنيًا أن الصعيد لا بد أن يلقى نصيبًا فنيًا فى المسرح، لأنه يمتلك كوادر فنية رائعة ومتميزة فى التمثيل والإخراج إلى آخره فى جميع أشكال فنون المسرح.
وأكد أن بيت ثقافة ملوى بدون مسرح حتى الآن، وأنه للعام الخامس على التوالى تقدم الفرقة اعتذارها بالمشاركة فى أية مهرجانات، بسبب عدم وجود مسرح بملوى فى محافظة المنيا، ولكن المنفذ الوحيد الذى نعمل من خلاله الآن هو مركز شباب ناصر بملوى الذى يمدنا بطاقة نور لوجود فرقة ثابتة، التى رغم كل هذه الصعوبات، وفى عدم وجود مسرح بها فإنها حصلت على عدة جوائز، منها جائزة المركز الثانى بالاتحاد الإقليمى، وأيضًا جائزة المركز الثانى لهواة المسرح التابعة لوزارة الثقافة، بالإضافة إلى جوائز قصور ثقافة أخرى، مؤكدًا أن مراكز الشباب تعتبر البديل عن قصور الثقافة لتقديم طاقات إبداعية فنية، بالإضافة إلى دور قصور الثقافة نشر المسرح والفن بهدف توسيع المجال للشباب الهاوى لإعطاء فرصته الفنية.