السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

.. لوددت أن أكون مصريًا

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
للأسف الشديد يحاول الخونة المنتمون للجماعة الإرهابية، أن ينشروا سياسة الإحباط بين المصريين، يسعون لإجهاض كل مجهود للإصلاح، لا يعترفون بالإيجابيات، يُشيعون اليأس فى طول البلاد وعرضها، لا إنتماء لهم للأرض المصرية والوطن المصرى، يضخون الكراهية، يحاولون كسرنا وهدِمِنا، لا يفوتون مناسبة إلا ويُسيئون لمصر وينهشونها، يحاولون تمزيق وحدتنا، يكرهون استقرارنا وأمننا وأماننا.
ومؤخرًا.. أشاعوا سؤالًا فى غاية الغرابة، يدل على كراهيتهم لمصر وهو: مصر إدتنا إيه؟ فى ردهم على الجملة الشهيرة (ماتقولش إيه إدتنا مصر.. قول هاندى إيه لمصر)، ولكننا نرُد عليهم ونقول: «مصر إدتنا كتير قوى، عيشنا فيها، واتربينا على أرضها، وشربنا من نيلها، واتعلمنا فيها، ودمِنا مصرى، وكلامنا مصرى، وعاداتنا وتقاليدنا مصرية، وعرِفنا طعم الحياة فى مصر، ومن أول ما فتحنا عينينا لقينا بلدنا عريقة بحضاراتها وتاريخها وثقافتها، عرِفنا تاريخنا وبنتشرف به، فخورين بكل لحظة بنعيشها على أرض مصر، لما بنسافر بره بِنِحِس بالغُربة ومابنصدق نرجع علشان نقابل أهالينا وأصحابنا ومعارفنا، لما بنشوف علم مصر بيرفرف فى المحافل الدولية عينينا بتدمع دون مقاومة مننا، يااااااه ولما بنسمع السلام الجمهورى برضه عينيا بتدمع دون مقاومة منا».
أيوه، إحنا الشعب المصرى اللى مالوش «كتالوج»، بنزعل من حكومتنا شوية، وفى لحظة وفى وقت الأزمة بتلاقينا كُلنا إيد واحدة، بنزعل من بعض الأوضاع السيئة شوية، بس بنحس بالسعادة لما بنحقق إنجاز، بنخاف قوى على بلدنا، وعمرنا ماخوفنا أبدًا من مواجهة أعداء بلدنا، تحس كدا إننا كُلنا فدائيين فى سبيل بلدنا وعلشانها، فدائيين وبنضحى، وعايزين نقدم كل ما فى وِسعنا ولا أبدًا نشوف فى بلدنا مشاهد زى اللى بتحصل فى سوريا أو ليبيا.
تسمع كلام من الناس العاديين ينشرح قلبك، تصميم عجيب وغريب على عبور المرحلة الصعبة اللى مصر بتمر بها، تسمع كلام المرأة المصرية ينشرح قلبك أكتر وأكتر، فهم إيه، ووعى إيه، وإدراك إيه للمخاطر والتهديدات والتحديات التى بتواجه مصر، كلام المرأة المصرية ولا أجدع المحللين السياسيين ولا أجدع الخبراء السياسيين، فعلًا شعب واعى، وأمة تاريخها يضرب بجذوره فى تاريخ البشرية، إحنا عارفين نفسنا مصريين أبًا عن جد، حضارتنا 7 آلاف سنة، أصل الأمم، ثقافتنا بنعلمها للدنيا كلها، وعلى آخر الزمن يجى (خونة إخوان) يحرضونا ويدفعونا للتشهير ببلدنا، لن نسمح لهم، وسنواجههم وسنتصدى لهم.
(مصر) اللى اتولدنا فيها، هى أُمنا، عاداتنا وتقاليدنا مصرية وتعلمناها وهانعلمها لأولادنا، حبيناها، وهانديها دون انتظار مقابل، ومش هانقول إدتنا إيه، هانقول هانديها إيه، هانتسابق من أجل العطاء لبلدنا.. شوفتوا محمد صلاح اللاعب المصرى العالمى رافع اسم مصر بالخارج إزاى؟ شوفتوا مشرفنا إزاى؟ شوفتوا الإنجليز أطلقوا عليه إيه؟ (The Egyptian King) الملك المصرى، هُما دوول أبناء مصر بالخارج، نموذج لرد الجميل لوطن غالى.
كنت فى بداية عام 2000 مُنتظمًا فى القراءة لعدد من الكُتاب الصحفيين الكبار، منهم كاتب «صحفى ناصرى» لاحظت عليه فيما بعد أنه ينطق بما لا يجرؤ النطق به قيادات الإخوان فتركُته يذهب إلى حال سبيله بعد أن أصبح كارهًا لمصر منذ ثورة 30 يونيو، مِنهُم «مُفكر سياسى» تلاعب بالمثقفين المصريين سنوات وكشفتهُ على حقيقته بعد أن وضع يده فى يد الجماعة الإرهابية، وتحالف معها ضد الدولة المصرية.. وهذا يدل على أن (مصر) بالنسبة لى وبالنسبة لجموع المصريين خط أحمر، وهذا ما تربينا عليه، فاكرين فى فترة الدراسة وإحنا فى ابتدائى وإعدادى وثانوى كنا فى طابور الصباح يوميًا نُحيى العلم ونقول 3 مرات بصوت جهورى (تحيا جمهورية مصر العربية) كنا بنردد تحية العلم وإحنا رافعين راسنا فوق، نُدقق النظر فى (علم مصر) وهو بيرفرف، شربنا الانتماء وعرفنا قيمة بلدنا.
طب فاكرين لما الشعب المصرى وقف جنب جيشه فى ثورة 23 يوليو 1952؟ طب فاكرين لما الشعب المصرى وقف مع جيشه وحقق نصر أكتوبر 1973 ومرمغ الجيش الإسرائيلى وكسر كبرياءه وغروره وحقق النصر العظيم اللى كلنا، نحن المصريون والعرب، بنتباهى به حتى الآن؟ طب فاكرين لما خرج علينا الإرهابى طارق الزمر، وهدد الشعب المصرى الرافض لحكم المُرشد وقال من على منصة رابعة (ستُسحقون)، كان ردنا إننا خرجنا وما خفناش وأسقطنا حكم المُرشد بإيدينا وبإرادتنا، طب فاكرين مباراة مصر والكونغو الفاصلة لما صعدنا لكأس العالم وفضلنا مُتمسكين بالأمل حتى الدقائق واللحظات الأخيرة واحتفلنا وفرِحنا كُلنا.. هوه كدا؟ إحنا الشعب المصرى مالناش «كتالوج»، بنحب بلدنا ومش هانسمح لأى إخوانى يعكر صفو بلدنا ولا يهين جيشنا وشرطتنا ولا ينشُر بينا الإحباط ولا يحرضنا ويستفزنا ويقول: مصر إدتنا إيه؟ لإننا ها نقول (لو لم أكُن مصريًا.. لوددت أن أكون مصريًا).
نعم، لوددت أن أكون مصريًا، أصيلًا، مُنتميًا لوطن مُستهدف على مر التاريخ لموقعنا الجغرافى، وعراقتنا وآثارنا وأمجادنا.. بيقولوا علينا فى الخارج: هُما اللى علموا الخواجة عربى مكسر، الخواجة المُحتل سواء بريطانى أو فرنسى، دول تانية تم احتلالها وتم طمس هويتها ومحو تاريخها وتكلموا لغة المُحتل، أما إحنا فـ«علمنا الخواجة عربى مكسر» علشان كدا إحنا بنتفاخر ببلدنا ومُصممين نكمل المسيرة رغم المتاعب والصعوبات، لكن سنظل رافعين رؤسنا لفوق مرددين جملتين لا ننساهم أبدًا وهُما (إحنا اللى علمنا الخواجة عربى مكسر) و(لو لم أكن مصريًا.. لوددت أن أكون مصريًا).