قال محمد داود رئيس مجلس إدارة شركة لاكى تورز، وعضو غرفة شركات السياحة: إن مصر تولي اهتماما كبيرا بالسياحة العربية والتي تعتبر طوق نجاة لصناعة السياحة في مصر نظرا لاستمراريتها وعدم تأثرها بما يشاع عن الوطن العربي بالخارج.
وأضاف داود في تصريحات لـ"البوابة نيوز"، اليوم السبت: أن مصر تتعرض لحصار سياحي واقتصادي من دولا لها أغراض سيئة، متابعا: "ولازم نكون مقتنعين ان السياحة سبب التدهور الاقتصادي الحالي، وان الحركة الأوروبية مرتبطة بالسوق البريطاني، والذي يتحكم في حركة السياحة الدولية للوجهات المختلفة وفقا لوجهة نظره الأمنية، وإذا عاد الإنجليز ستعود أسواق عديدة لمصر".
وأكد عدم قدرة القطاع السياحي للتوصل لصيغة تضمن عودة الحركة البريطانية، حيث تتعنت لندن ربما لأسباب سياسية ليست لها علاقة بحادث الطائرة الروسية، مشيرا أن الحركة من الكتلة الشرقية الأوروبية وروسيا لا تزال مرهونة بقرار بريطاني، ما يستدعي ضرورة الالتفات سريعا للسوق الأسيوي وخاصة اليابان والصين وان كانت الأخيرة وحدها تصدر للعالم ١٢٠ مليون سائح سنويا.
وتابع بأن القيادة السياسية في جمهورية الصين منحت صناع القرار السياحي الضوء الاخضر للتوجه إلى مصر، ولكن تبقى العقبة في توفير الطاقة الناقلة أمام الأعداد المهولة المتدفقة من بكين للعالم، وطالب بضرورة توفير شركات طيران خاصة قادرة على نقل الحركة الصينية لمصر، وكذا إنشاء شركة. يران مصرية خاصة عملاقة وهي فكرة ليست جديدة ولكن لم يتم التعامل معها بجدية، على الرغم من الحاجة لشركة خاصة مصرية تقود التوجهات السياحية للبلاد.
ولفت إلى رغبة كبيرة للشعب العراقي في زيارة مصر، تتطلب على الفور السماح للسائح العراقي بالحصول على تأشيرة الدخول من المطارات، موضحا أن العرقيين يتميزون بنفس العادات والتقاليد المصرية واللغة ما يجعل القاهرة سوقا مميزا لهم، غير أن أيادي تنظيم الدولة الإرهابي "داعش" لا تزال تعبث بالعراق ما يخلق مخاوف أمنية على مصر.
وحول السياحة الجزائرية قال: "نتفاوض مع الحكومة لتسيير رحلات الى شرم الشيخ الصيف القادم حيث يتزايد الطلب من دول المغرب العربي على زيارة مصر، إلى جانب تدفق الطيران من السوق اللبناني الذي وصل الى ٤٠ طائرة اسبوعيا، وتبقى مهمة القطاع هي نقل السياحة من موسمية الى شبه منتظمة، وخلق منتج الاجازة الاسبوعية وتوفير وسيلة النقل المباشرة وتسهيل اجراء الحصول على التأشيرة".
واشار رئيس مجلس إدارة لاكي تورز، إلى ان مصر استقبلت ٥٠ ألف سائح عراقي خلال الثلاثة أشهر الماضيه ما يؤكد تزايد الطلب على مصر، فيما تستهدف الشركة الوطنية جذب ٤٠٠ ألف عراقي بنهاية العام، وكانت العام الماضي نقلت نحو ١٨٠ ألف سائح.
وتابع بان أزمة السياحة الروسية لا تكمن فقط في الحادثة، ولكن الجانب الروسي أيضا يمر بأزمة اقتصادية ويحاول الحد من السياحة الخارجية، مشيرا ان الروس استغلوا الأزمة في الترويج للسياحة في مدن داخلية، لتقليل الإنفاق في الخارج، وتوقع استعادة مصر للاعداد الروسية في القريب العالج بعد استئناف الطيران.
وطالب داود بتشجيع السياحة الوافدة من افريقيا، موضحا أن السائح الافريقي يتميز بكونه مرتفع الإنفاق مقارنة بجنسيات آخرى كثيرة، ولكن الإجراءات الأمنية تقف عائقا أمام التوافد الافريقي، وأكد أن مسئولية الترويج الاولى تقع على عاتق القطاع السياحي الخاص كلا في مجاله ووفقا للسوق الذي يعمل به، وليست شركة علاقات عامة تتقاضى ملايين الجنيهات.
وقال رئيس مجلس إدارة لاكي تورز، إن المسئولية الاساسية التي يجب أن توكل لشركة العلاقات العامة في الفترة المقبلة من جانبه هيئة التنشيط السياحي، هي تحسين الصورة الذهنية لمصر، وهي مهمة قد لا يملك القطاع الخاص إمكانيات للقيام بها، بالإضافة الى ان تكلفتها عالية لا تقوى شركات السياحة على توفيرها، فيما يترك الترويج للمنتج السياحي لأهل الخبرة وقدامى السياحيين فهم أدرى بذلك.
ولفت إلى حاجة القطاع لتفعيل دور هيئة تنشيط السياحة، للقيام بمهامها التي انشأت من أجلها، موضحا أن الهيئة لديها قصور في عملها سواء اامكانات المادية او البشرية من الشباب والكفاءات، منتقدا دور الإعلام الذي لا يدعم الترويج للسياحة في بلده.
