الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

سيناء بين التحرير والتنمية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فى مثل هذه الأيام منذ ٣٦ عاما قام الرئيس الأسبق حسنى مبارك برفع العلم المصرى فوق العريش معلنا استعادة سيناء كاملة -عدا طابا- من المحتل الإسرائيلى وكان هذا هو المشهد الأخير فى سلسلة طويلة من الصراع المصرى الإسرائيلى والذى انتهى بانتصار كاسح للسياسة والعسكرية المصرية.
وقد بدأت أولى مشاهد طريق التحرير بعد أيام معدودة من هزيمة ١٩٦٧ حيث شهدت جبهة القتال معارك شرسة كانت صدمة للعسكرية الإسرائيلية حيث بدأت فى سبتمبر ١٩٦٨ وصولا إلى أكتوبر ١٩٧٣ عندما انطلقت القوات المصرية معلنة بدء الحرب واقتحمت قناة السويس وخط بارليف وقد كان من أهم نتائج تلك الحرب:
* استرداد السيادة كاملة على قناة السويس وعودة الملاحة إليها.
* استرداد أجزاء كبيرة من سيناء وصولا إلى خط المضايق وهو منطقة إستراتيجية حاكمة ومحورية علاوة على الانقلاب الكبير فى المعايير العسكرية عالميا شرقا وغربا.
* تغيير الإستراتيجيات العسكرية فى العالم والتأثير على مستقبل كثير من الأسلحة والمعدات.
* عودة الثقة للمقاتل المصرى والعربى بنفسه وقيادته وعدالة قضيته.
* جعلت من العرب -وقتها- قوة دولية لها ثقلها ووزنها حيث ظهرت الوحدة العربية 
فى أروع صورها بعد تعاون العرب جميعا مع مصر.
* سقوط أسطورة الجيش الإسرائيلى الذى لا يقهر.
علاوة على كل ما سبق فقد مهدت الحرب لاتفاقية كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل التى تم إبرامها فى سبتمبر ١٩٧٨ بعد مبادرة الرئيس الشهيد أنور السادات التاريخية فى نوفمبر ١٩٧٧ وزيارته للقدس ووصولا إلى استرداد طابا بالتحكيم الدولى فى ١٩٨٨.
وعلى مدى ٣٦ عاما من تحرير سيناء كانت هذه البقعة الغالية فى بؤرة اهتمام الوطن وتم عمل العديد من مشروعات التنمية إلا أن جنوبها استحوذ على أغلبها تاركا الشمال فريسة سهلة للتطرف والجهل، وهو الأمر الذى أدى إلى أن أصبحت منطقة شمال سيناء هى المنفذ والممر للإرهابيين خلال السنوات الثمانى الماضية دعما لجماعة الإخوان الإرهابية، ولولا بسالة الجيش المصرى المعهودة وقوته التى يظهرها ويثبتها يوما بعد يوم لكانت هذه المنطقة ضاعت ووقعت تحت أيدى تلك الجماعات، وما أشبه اليوم بالبارحة فما زالت رمال سيناء ترتوى بدماء أغلى الشباب المصرى الذى يجود بأرواحه الطاهرة الذكية فداء لتراب مصر الغالي. ولكن، حتى لا تذهب تلك التضحيات سدى فعلينا أن نؤكد ونساند مسيرة التعمير فى سيناء وندعم مشروعات التنمية التى تتم فيها والتى تقام لربطها عبر قناة السويس.
إن العامل الرئيسى لتأمين سيناء هو تنميتها وتعميرها وإيجاد كثافات سكانية عالية فيها وجعلها مصدر جذب للمواطن ليقيم فيها، فاستمرار ترك سيناء وخاصة الشمال صحراء يوفر بيئة مثالية للخارجين على القانون كما أنه يمثل إغراء للكيان الصهيونى وأطماعه الدائمة فى دولته الكبرى. إن ما تقوم به مصر حاليا من ربط سيناء بالوطن الكبير ومحاولة جعل منطقة قناة السويس منطقة خدمات بحرية ولوجستية هو خطوة أولى نحو جعل ذلك الإقليم منطقة جذب وعلينا تشجيع ذلك وإظهار إيجابياته، فكما تقوم قواتنا بدورها فى حمل السلاح والدفاع عن الأرض والعرض علينا القيام بدورنا فى البناء والتنمية.
حفظ الله مصر وشعبها وجيشها.