رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

القس بولس حليم: أول ظهور لـ"مريم" تم تسجيله في تاريخ الكنيسة

القس بولس حليم
القس بولس حليم
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«يلّا اظهرى.. يلا طلى بنورك طلة» كانت تلك الكلمات وليدة لحظات تجلى السيدة العذراء بالكنيسة التى دعيت على اسمها بشارع طومان باى بحى الزيتون، الظهور الذى هز مصر والعالم أجمع، حيث نقلت الصحف الأجنبية عن الصحف والإذاعة المصرية، خبر ظهور العذراء مريم على قبة الكنيسة، ووفق ما تداولته الصحف، يوم الثلاثاء الثانى من شهر أبريل سنة ١٩٦٨. وللسيدة العذراء مريم كرامة خاصة لدى قلوب المسيحيين والمسلمين، ففى الكنيسة توضع العذراء مريم فى مرتبة أعلى من كل القديسين والملائكة كما أن هناك سورة خاصة لدى المسلمين تعرف باسم «سورة مريم»، «أم النور» كما يطلق عليها الأقباط تحتفل الكنيسة الأرثوذكسية بمرور ٥٠ عاما على ظهورها بكنيسة العذراء مريم بالزيتون، «البوابة» التقت القس بولس حليم المتحدث الرسمى باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية:

■ كيف تحتفل الكنيسة الأرثوذكسية بمرور ٥٠ عاما على ظهور العذراء فى الزيتون؟
- يحل هذا العام مرور ٥٠ عاما على ظهور السيدة العذراء مريم والتجلى فى كنيستها فى الزيتون، ومن المقرر إقامة احتفالية كبيرة فى الكاتدرائية المرقسية بالعباسية بهذه المناسبة، التى يحتفل بها المسيحيون والمسلمون، حيث سجل التاريخ العديد من المواطنين الذين أكدوا رؤيتهم لظهور العذراء فى ذلك الوقت، والعديد من المعجزات من شفاء مرضى وحل لمشاكل وغيرها خلال هذ الظهور أو ما يسمى بالتجلي.
ويتساءل الكثيرون عن الفرق بين الظهور والتجلي، فالتجلى أخص من مطلق الظهور، لأنه الظهور من غير تشبيه ولا تكييف، وعند أهل العرفان التجلى هو ما ينكشف للقلوب من أنوار الغيوب بعد الستر.
■ متى سجلت الكنيسة أول ظهور للعذراء؟
- أول ظهور سجله التاريخ المسيحى لظهور السيدة العذراء، كان فى القرن الأول الميلادي، بعد انتقالها للسماء بفترة وجيزة، وصاحب هذا الظهور معجزة إخراج «متياس» تلميذ السيد المسيح من السجن، حين انحلت قيوده الحديدية، وعرفت باسم العذراء حالة الحديد، ثم توالت الطهورات على فترات متباعدة، حسب ما يرى الله من إعطاء رسالة تعزية للبشر بهذه السيدة القديسة.
■ كم معجزة أجرتها العذراء مريم؟
- المعجزات التى حدثت من معجزات شفاء وتوبة ورد للنفوس الضالة بفعل هذه الطهورات، لا تدخل تحت حصر، ليس لكثرتها فقط ولكن لأننا لا ننظر للكم بل للكيف، فمعجزة شفاء واحدة أو توبة إنسان شرير، كفيلة بأن تخلص ناسا كثيرة وتردهم لطريق الله.
■ كيف يتم الموافقة على تسجيل المعجزات؟
- لا بد من لجنة بابوية تقوم بدراسة وفحص الظهور، وهذا يأخذ مجهودا مضنيا، وترفع تقريرها لقداسة البابا والمجمع المقدس، لاتخاذ قرار بصحة الظهور من عدمه.
■ كيف ترى معجزات العذارء؟
- لا ننظر للمعجزة على أنها الهدف والغاية من عبادتنا، فأكبر درس مستفاد من ظهورات القديسين هو أننا نتشبه بهم فى الفضيلة والبر والحق واتباع الله بقلب صالح، وضمير نقى، وندرك أننا يمكن أن نصل بالتقوى والصلاح إلى ما وصلوا إليه، وأيضا ننال قدرا من التعزية والاطمئنان لما نشعر أن القديسين أحياء فى السماء يشعرون بنا.
■ ما مكانة العذراء؟
- نكرم العذراء كوالدة الإله الذى تجسد منها السيد المسيح بغير زرع بشر، ففى قيد كنيستنا هى كلية الطهر، وهى التى استحقت أن يحل فى بطنها كلمة الله، نخصص لها صلوات يومية ونخصص لها شهرا بالكامل هو المدائح والتمجيد، هو شهر كيهك الشهر المريمى، ونصوم صوما على اسمها تسميه صوم العذراء فى شهر أغسطس من كل عام، ونتشفع بها قبل الملائكة والسماءين.
■ ما موقف من الناكرين؟
- كنيستنا تتميز بإكرام العذراء دون مبالغة كالغربيين فمنهم من نادى بعبادتها، ودون إقلال كالبروتستانت الذين أنكروا كرامتها، ونحن دوما موقفنا موقف الشارح للإيمان وليس الناقض للآخرين، فنحن نشهد بكرامة العذراء ونرفض هذا وذاك الفكر، فمن ينكر كرامة العذراء يسىء للمولود منها، وهذا ما أدى لكثير الهرطقات والبدع التى أدت لانشقاق الكنائس شرقًا وغربا.
■ متى ستحتفل الكنيسة بالظهور؟
- الاحتفال سيكون فى الأسبوع الثانى من مايو القادم، بحضور قداسة البابا تواضروس ولفيف كبير من المطارنة والأساقفة والكهنة، وستشمل الاحتفالية كلمات عن العذراء مريم وأفلاما توثيقية، يتحدث فيه عن تاريخ ظهور العذراء مع كلمة لبعض الأساقفة عن أم النور العذراء مريم.
■ هل الكنيسة تسجل المعجزات التى يقول البعض إن العذراء عملتها معهم؟
- نعم وذلك بعد التحقق من صحة الكلام، وآخر المعجزات التى تم تسجيلها سيدة كانت مصابة بالعمى وظهرت لها السيدة العذراء وفتحت عينيها وشفيت من مرضها. وهناك معجزة منذ أكثر من ١٠ سنوات ولكن ما زال تأثيرها على المسيحيين والمسلمين، وهى معجزة نزول الزيت من أيقونتها بكنيسة فى بور سعيد، رغم مرور هذا الوقت الطويل إلا أن الزيت ما زال ينزل من الأيقونة ويشاهده الكثيرون، هناك العشرات من المعجزات بسبب هذا الزيت.
■ كيف سجلت الكنيسة حدث ظهور العذراء؟
- لم يكن يوم الثلاثاء الثانى من شهر أبريل سنة ١٩٦٨. يوما عاديا على الشارع المصرى ولا الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، فهو اليوم الذى وقف أمامه تاريخ الكنيسة ليسجل أحداثا، فما بين الخزعبلات والحقائق يسقط ظهور العذراء مريم، فعلى مر العصور والأزمة هناك من يدعون ظهورها، ومعجزاتها، ولكن فى النهاية يقع الأمر بين يدى الكنيسة لتحكم فيه وفق لجنة مكونة من عدد من أساقفة المجمع المقدس.
فى عهد البابا الأسبق كيرلس السادس، تجلت العذراء فى شكل نور على قباب الكنيسة المدشنة باسمها فى حدائق الزيتون من ضواحى مدينة القاهرة، توالى هذا التجلى فى ليال متعاقبة ويستمر لمدة طويلة، وفى بعض الليالى استمر إلى بضع ساعات دون توقف، أمام عشرات الألوف من البشر من جميع الأجناس والأديان، والكل يراها بعيونهم وصاحب الظهور ترتيل وابتهال ودموع وتهليل وصلاة، ووفق ما تم رصده بكاميرات الصحافة وتصريحات الكنيسة أن العذراء ظهرت فى شكل شابة وهى تنظر إلى الجماهير نظرة حانية، وتارة ترفع كلتا يديها لتبارك الجموع الذى اجتمعوا فى فناء والشوارع التى تحيط الكنيسة وبعضهم اعتلى أسطح المنازل.
ووفق ما سجلته الكنيسة والجرائد وقتئذ أن أول من لاحظ هذا التجلى هم عمال مؤسسة النقل العام بشارع طومان باى.