الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

هربرت سبنسر.. مهَّد الطريق لـ"داروينية البقاء للأصلح"

هربرت سبنسر
هربرت سبنسر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"يعيش البشر أقصى درجات الحرية عندما لا يحسون بها، فالصياح هو دائما صليل القيود".
تلك هي المقولة التي عبَّر بها الفيلسوف البريطاني هربرت سبنسر، الذي تحل ذكرى ميلاده اليوم، عن رؤيته لسبب ذيوع الشعارات التي تتغنّى بالحرية، خلال القرن التاسع عشر الذي عاش به، ذلك القرن الذي سمّى في أوروبا بالقرن الوضعي، القرن الذي شهد في بداياته تصدُّر قيم الحداثة للمشهد الفكري الغربي، فآمن الجميع، على نحو شبه تواطئي، بالعقل، وبقدرته على هداية الإنسان، وهو إيمان ما لبث أن ذوى، وأفُل، مع حلول بدايات القرن العشرين.
ولد هربرت سبنسر في 27 أبريل عام 1820، وهو فيلسوف، وعالم اجتماع ونفس، وتربوي إنجليزي، وواحد من مؤسِّسي المذهب الوضعي. 
كان أوّل مؤلفاته مجموعة من الرسائل كتبها لمجلة "اللا امتثالي" حول إشكالية حدود سلطة الدولة، بالإضافة إلى رسائل حول دائرة الحكم الخاصّة نشرها في عام 1842، قبل أن ينشر كتيبًا في عام 1843 تحت عنوان "المجال الصحيح للحكومة"، تحدَّث فيه عن الأدوار السياسية التي ينبغي على الحكومة أن تضطلع بها.
وفي سنة 1846 تفرَّغ لاختراع الآلات، كما كان صاحب أول كتاب في مجال علم الاجتماع، أو السوسيولوچيا، بعنوان "الاستاتيكا الاجتماعية"، أو "الشروط الضرورية للسعادة الإنسانية"، وقد أضاف إلى هذا الكتاب كتابًا آخر تحت عنوان "فرضية التطوُّر"، وغيرها من الكتابات التي ساهمت في تشكُّل رؤية فريدة عن المجتمع وتطوُّره والأخلاق ودورها.
اهتم بشكل عام في دراساته وأبحاثه بالتطوُّر في العلوم الإنسانية، وفي علوم الأحياء، وكان يُحكى عنه أنه متفوِّق بشكل استثنائي في الفيزياء والتاريخ الطبيعي، غير أنه ضعيف في مجال اللغات والأدب. 
كان سبنسر ممَّن مهَّدوا الطريق أمام "الداروينية الاجتماعية" التي ارتكزت على مفهوم "البقاء للأصلح"، الذي اشتهر فيما بعد على يد عالم الأحياء البريطاني تشارلز داروين.
من أبرز مؤلفاته "أسس علم الحياة"، و"أسس علم النفس"، و"أسس علم الاجتماع"، و"أسس الأخلاق".
توفي في 8 ديسمبر عام 1903 بمدينة برايتون في بريطانيا.