الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

رغم الدعوة لحذف آيات من القرآن.. المستشرقون أنصفوا الإسلام ونبيه الكريم.. برنارد شو: محمد هو روح الرحمة ومنقذ الإنسانية.. دتاسي: ولد في حضن الوثنية لكنه منذ نعومة أظافره أظهر عبقرية فذة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أثار بيان خرج مؤخرا بفرنسا ضجة كبيرة، من مجموعة من العلماء والساسة والفنانين المشهورين، يطالبون فيه الجهات الإسلامية الرسمية بحذف بعض الآيات القرآنية التي تحض -على حد زعمهم- على قتال غير المسلمين من اليهود والمسيحيين والملحدين، مما جعل المسلمين يعتبرون ذلك موجة عداء جديدة تجاههم من قبل الدوائر السياسية والإعلامية في أوروبا. 
كانت نظرة استشراقية قد سادت عن الإسلام والمسلمين في البداية لم تكن منصفة وتناولت الإسلام ونبيه الكريم بالنقد والتجريح، ولكن الدراسة المتأنية والمعتدلة للشرق وللمسلمين خاصة، يدرك معها الباحث مدى حقيقة تسامح الإسلام ورحمته في التعامل مع الآخرين، وظهرت مقولات استشراقية جديدة منصفة للدين الإسلامي بعد فضح تلك المقولات السيئة التي تعمدت تشويه الإسلام ونبيه الكريم لا عن علم وإنما عن حقد وأغراض يستهدفها الاستعمار الأوروبي. 
ومن المقولات المعتدلة يتكلم المستشرق الإنجليزي ريشارد بل أستاذ اللغة العربية بجامعة أدنبرة عن بنية النص القرآني وأسلوبه ويقول: "إن القرآن أسلوبه امتاز بالقصر وشدة الإيقاع، والتكرار، والفقرات التوكيدية، وأنه غني بالقصص والحكايات الرمزية، والتشبيهات، والاستعارات".
وأشار إلى أن القرآن الكريم هو النص المقدس الذي نزل على قلب النبي الأمين، وكان دستوره في التعامل مع الإنسانية جمعاء، ومنه أستقى معتقداته، وعن هذه المعتقدات وعن شخصية النبي يقول المستشرق الإنجليزي مونتجمري وات: "ولي أمل أن هذه الدراسة عن حياة محمد يمكنها أن تساعد على إثارة الاهتمام من جديد برجل هو أعظم رجال أبناء آدم."
ويضيف: "إن استعداد هذا الرجل لتحمل الاضطهاد من أجل معتقداته، والطبيعة الأخلاقية السامية لمن آمنوا به واتبعوه واعتبروه سيدًا وقائدًا لهم، إلى جانب عظمة إنجازاته المطلقة، كل ذلك يدل على العدالة والنزاهة المتأصلة في شخصه".
بينما يشير الإنجليزي جورج برنارد شو إلى صفات النبي وأخلاقه وأثره الذي صنعه بالقرآن الكريم في الناس في زمنه وبعد رحيله، فيقول: "كان محمد هو روح الرحمة، وظل تأثيره باقيًا خالدًا على مر الزمان، لم ينسه أحد من الناس الذين عاشوا حوله، ولم ينسه الناس الذين عاشوا بعده؛ قرأت حياة رسول الإسلام جيدًا مرات ومرات، فلم أجد فيها إلا الخلق كما ينبغي أن يكون، وكم ذا تمنيت أن يكون الإسلام هو سبيل العالم؛ ولقد درست محمدًا باعتباره رجلًا مدهشًا، فرأيته بعيدًا عن مخاصمة المسيح، بل يجب أن يُدعى منقذ الإنسانية، وأوربا في العصر الراهن بدأت تعشق عقيدة التوحيد، وربما ذهبت إلى أبعد من ذلك فتعترف بقدرة هذه العقيدة على حل مشكلاتها".
المستشرق الفرنسي جرسان دتاسي تحدث عن أخلاق نبي الإسلام قائلًا: "إن محمدًا ولد في حضن الوثنية، ولكنه منذ نعومة أظافره أظهر بعبقرية فذة، انزعاجًا عظيمًا من الرذيلة وحبا حادا للفضيلة، وإخلاصا ونية حسنة غير عاديين إلى درجة أن أطلق عليه مواطنوه في ذلك العهد اسم الأمين".