الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

وماذا عن دور إيران في سوريا؟

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
انتفض الكثير من الإعلاميين المصريين عقب الضربة الثلاثية الأمريكية الفرنسية البريطانية في سوريا، رافضين الاعتداء على دولة عضو بالأمم المتحدة وانتهاك سيادتها!
فماذا عن إيران؟
وأنا أعني إيران متجاهلًا روسيا وتركيا، كون دورهما لا يخفى على أحد، وتحظى تركيا بكم هائل من السباب والانتقاد لا يتوقفان في إعلامنا المصري قبل وبعد تدخلها في روسيا نظرًا لدورها المرفوض شعبيًا ودبلوماسيًا منذ ثورة 30 يونيو 2013 في دعم جماعة الإخوان وقياداتها، وكذلك إعلام مناصري تركيا لا يخلو من سب وانتقاد الدور الروسي في سوريا.
أما إيران فنادرًا ما يتحدث الإعلام المصري عن دورها في تفجير المنطقة العربية، وإن جاء ذكرها فعلى استحياء، الأمر الذي يثير الريبة والشك والتساؤل عن سر هذا التجاهل للدور الإيراني الخطير في منطقتنا وخاصة سوريا؟!
فلا يخفى على أحد من العامة أو الخاصة في العالم فضلًا عن العالم العربي، أن إيران ومندوبيها سواء من الحرس الثوري أو حزب الله في سوريا هم من يديرون المعركة على الأرض، ويقودون قوات الأسد ويوجهونهم، حتى مع وجود الروس.
والدور الإيراني الطامح في السيطرة على سوريا والعاصمة دمشق وريفها واللاذيقية غير خفي، وهذا التغول الإيراني غير مقبول حتى مع دعم البعض لنظام الأسد، لأن إيران ليست أقل خطرًا من أمريكا وفرنسا وبريطانيا؛ بل على العكس، فدورها أخطر لأن لديها مشروعًا يقوم على تشييع العرب، وهي ليست مناهضة لتقسيم سوريا الذي نرفضه جميعًا؛ بل إن سوريا لا تعنيها بقدر ما يعنيها بقاء الطريق ممهدا بين طهران وبغداد ودمشق كي يبقى دعمها موصولًا لحزب الله، وما أدراكم ما حزب الله ودوره الخبيث في لبنان وسوريا والعراق وحاليًا في اليمن.
إيران التي أعلن حيدر مصلحي، وزير الاستخبارات الإيراني السابق في حكومة محمود أحمدي نجاد، قبل ثلاثة أعوام إن "إيران تسيطر فعلاً على أربع عواصم عربية" وأن الثورة الإيرانية لكل الشيعة ولا حدود لها.
إيران التي تتوغل جيوسياسيًا بمليشياتها المسلحة المأجورة من الأفغان والباكستانيين الشيعة إضافة لقوات من الحشد الشعبي العراقي وحزب الله راغبة أن تكون رقمًا يستحيل تجاوزه في سوريا، وتقوم بنشر التشيع في كل المناطق التي دخلتها ميليشياتها بهدف تنفيذ التغيير الديموغرافي على الأرض.
إيران هي الدولة الوحيدة التي استفادت دون تكلفة تذكر من الغزو الأمريكي للعراق وهي الآن المستفيد من كل ما يجري في سوريا، وكما ملأت الفراغ الذي تركه صدام حسين والدولة الرادعة، تسعى أيضا للسيطرة على القرار السوري وملء الفراغ في سوريا في ظل الانشغال العربي بخلافاته الداخلية ومشكلاته وحروبه المفتعلة.
إيرات التي سعت لتنفيذ مشروعها التوسعي خلال فترتي حكم الرئيس السابق أحمدي نجاد بتدشينه ميثاق الأفق العشريني الذي تأسس على قاعدة مذهبيّة لتحويل إيران بحلول عام 2025 إلى الدولة فوق الإقليميّة، والإقليم في الميثاق هنا منطقة جنوب غرب آسيا، التي تشمل كلًّا من الشرق الأوسط ودول الجوار كدائرة حيوية أولى، تليها آسيا الوسطى والقوقاز، وتقع سوريا في عمق الشرق الأوسط.
إيران التي قدّر عدد قواتها في سوريا نهاية عام 2016 بنحو 8 آلاف مقاتل من الحرس الثوري فقط، يتوزعون في بؤر التوتر ومناطق النزاع، خصوصًا في دمشق وريفها واللاذقية، ودور قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الجنرال قاسم سليماني الذي يتنقل ما بين العراق وسوريا، والعميد إسماعيل قاآني نائب سليماني في قوّة القدس الذي يتولى قيادة قوّات الحرس في معارك ريف حلب، والعميد قاسم رستمي، القائد السابق لمقر «خاتم» التابع لقوّات الحرس ووزير النفط في ولاية الرئيس الإيرانيّ الأسبق أحمدي نجاد، وتكمن مهمّته القتالية في قيادة الإسناد الحربيّ في سوريا… إلخ. 
إيران التي تدعم النظام السوري والميليشيات نقدًا وتسليحًا وتجهيزًا وتدريبًا بحسب مركز فارس للدراسات الشرق-أوسطية بـ15 مليار دولار سنويًّا، إضافة إلى ملياري دولار للميليشيات القادمة من العراق ولبنان وغيرهما، قدرت صحيفة «ساينس مونيتور» الأمريكية الدعم الإيراني المالي المقدم للنظام السوري بـ35 مليار دولار سنويًا.
ألا يكفي كل ذلك كي نبدأ في الحديث عن خطر إيران في المنطقة فضلًا عن سوريا بما يستحق، وبصورة أكثر وعيًا وإدراكًا وبمسؤولية وطنية وقومية، ووضع استراتيجية إعلامية واعية لواقعها مدركة لأولويات الأخطار التي تهدد أمن واستقرار بلادها، مقدمة النصح والإرشاد والتوجيه لمسؤولي دولنا العربية والوعي النافع لأبنائها كي تستنفرهم للنهوض والاصطفاف ضد الأخطار التي تهدد أمن واستقرار بلادهم، وعدم السقوط في مخطط التفرقة بين الشعوب العربية وقيادتها كي تزيد الفجوة أكثر، فتتسرب إيران كأفعى بين الشقوق، وتلتهم في غفلة منا إرادتنا وطموحاتنا المشرقة لأوطاننا.