الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"الطائرات بدون طيار" الخطر القادم.. إطلاق النار وتصوير أهداف محددة وإلقاء مواد سامة "أبرز المخاوف".. و"البنتاجون" يسمح لـ130 قاعدة عسكرية بإسقاطها

طائرة بدون طيار-
طائرة بدون طيار- صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كشف حادث إسقاط طائرة بدون طيار، والمعروفة اختصارًا بـ"درون"، فوق القصور الملكية بمنطقة الخزامي بالعاصمة السعودية الرياض، الحديث عن المخاوف من استخدامها في عمليات إرهابية، ما دعا العديد من الدول، ومنها مصر، إلى فرض حظر على "الطائرات اللاسلكية" "بدون طيار"، لسد أي طريق أمام استخدامها في أعمال غير شرعية تهدد أمن البلاد.

وشهدت سوق إنتاج هذه الطائرات نموًا سريعًا، فمن المتوقع نمو عائدات السوق العالمية إلى أكثر من 11.2 مليار دولار بحلول عام 2020، وفقًا لبحوث "جارتنر".
وتستخدم طائرات "الدرون" على نطاق واسع في الأغراض العسكرية، وتنفيذ المهام القتالية، أو المشاركة في مهام الاستطلاع والتجسس خلف خطوط العدو، أو حتى لتنفيذ هجوم محدود ضد أهداف يصعب الوصول إليها بالوسائل العسكرية التقليدية.
وفي المجال السلمي، يتم استخدام الطائرات دون طيار في مكافحة النيران، ويحدد لها القمر الصناعي الإحداثيات ويتم توجيهها لإطفاء الحريق، وتحدد هذه وتقلل المخاطر التي يمكن أن يتعرض لها الطيار، كذلك تستخدم في التصوير التليفزيوني والحفلات الترفيهية والخاصة، وبعض الأعمال المدنية.
وتقدر شركة "دى. إف. إس" الألمانية لإدارة مراقبة الحركة الجوية عدد الطائرات بدون طيار التي استخدمت عام 2017 للأغراض الخاصة والتجارية، بنحو 600 ألف طائرة.
وتتوقع الشركة تضاعف العدد بحلول عام 2020، مع انخفاض الأسعار وإتاحة التكنولوجيا على نطاق أوسع، ويعني الازدهار ازدياد احتمالات سوء الاستخدام، وحتى التهديدات الخطيرة.
ومع زيادة الطائرات دون طيار عالميًا، كان من الضروري معالجة القضايا الأمنية المتعلقة بانتشارها، إذ إن استخدامها بهذا الشكل المبالغ به دفع حكومات وأجهزة استخبارات حول العالم إلى التعامل معها بما لا يتعارض مع أمن الدولة. فالطائرات دون طيار في حال تزودها بأجهزة الاستشعار تعد مصدرًا جديدًا للمعلومات الرقمية، ما يشكل خطرًا على أمن المعلومات، حيث يتمكن القراصنة من اختراق شبكات الواي فاي باستخدام الطائرات دون طيار لاعتراض المعلومات الحساسة التي تخلّف مخاوف أمنية.
وبحسب موقع "درون هانتر" فقد أدى نمو هذه الطائرات إلى قيام وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" بإعطاء الإذن لأكثر من 130 قاعدة عسكرية في أنحاء الولايات المتحدة بإسقاط طائرات دون طيار، حال تهديدها سلامة الطيران أو تسببها بأي تهديدات أخرى، فيما تسبب زيادة عدد الطائرات بدون طيار من مخاوف مسئولين أمريكيين خاصة اقترابها من أماكن مثل القواعد العسكرية والمطارات والاستادات الرياضية لأغراض أمنية.
وذكر معلومات عن موقع "درون هانتر" أن من أكبر التهديدات، التي تمثلها الـ"درون"، أنه يمكن استخدامها في إطلاق النار أو مباغتة أهداف بشرية داخل منشآتها الخاصة، موضحًا أن الطائرات بدون طيار يمكنها اختراق الأماكن الخاصة والتنصت على أصحابها وتصوير أهداف محددة، أو حتى إلقاء مواد سامة على بعض المواقع، وهو ما دعا بعض الدول لإنتاج ما يطلق عليه "درع ضد الدرون" يمكنها إسقاطها من الأرض باستخدام التشويش الإلكتروني.

وأشار الموقع إلى أن خطورة الـ"درون" تكمن في صغر حجمها وانتشار استخدامها بطرق غير شرعية، رغم الضوابط التي تضعها الدول على استخدام تلك الطائرات المسيرة، وهو ما أوجد حاجة ملحة إلى ابتكار طائرات مسيرة جديدة يمكنها اصطياد رصد تلك الطائرات وإسقاطها.
وتشير المعلومات في موقع "كرنش بيس" الأمريكي إلى أن طائرة "درون هانتر" تستخدم تكنولوجيا رصد الطائرات دون طيار وإسقاطها أثناء التحليق، وتعد أكبر حجمًا من الـ"درون" التقليدية، وتعمل بـ6 مراوح تمكنها من التغلب على أي هدف بعد رصده.
ووفق موقع "فورتم" الأمريكي يمكن استخدام الشباك ضد الـ"درون" المعادية بعد رصدها وتعقبها عبر كاميرا فيديو خاصة بـ"صائد الدرون"، حيث يمكنها إلقاء نوع خاص من الشباك بمظلة تعيق تحليق الهدف في الجو وتسقطه أرضًا.
ومن الحوادث الشهيرة للطائرات بدون طيار، ما شهدته الحملة الانتخابية الألمانية لعام 2013، عندما كانت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، وشخصيات من حزبها، على منصة في مدينة دريسدن، ومرت فوق رؤوسهم طائرة بدون طيار، وانخفضت ثم تحطمت على الأرض، وهي على بعد بضعة أمتار أمام ميركل.
وفي هذا الوقت أعلن "حزب القراصنة" مسئوليتهم عن الواقعة، حيث أكدوا أنهم كانوا يرغبون في أن تعرف ميركل كيف من الممكن أن يتم التجسس عليها بطائرة بدون طيار.
وفي أعقاب ذلك دفع الحادث متخصصين إلى مواجهة مخاطر هذه الطائرات، خاصة أنه من الممكن أن يتم وضع متفجرات بها بدلا من الكاميرا، وقام رجلا أعمال هما إنجو زيباخ ويورج لامبريشت بتأسيس شركة "ديدرون"، في مدينة كاسيل الألمانية، لتسويق جهاز يعمل على تتبع الطائرات بدون طيار "درون تراكر"، الذي يحدد ويتتبع الأجسام الطائرة المريبة.
وقال موقع "درون تابي" إن تقنية "ديدرون" تستخدم أجهزة الاستشعار المختلفة، للتجسس على الطائرات بدون طيار، مستخدمة معدات الرادار والميكروفونات والكاميرات وأجهزة كشف الترددات اللاسلكية، وفي حال تم تحديد جسم على أنه طائرة بدون طيار، يتم تشغيل جهاز إنذار، وذلك بناء على بنك البيانات.

وقال موقع شركة "ديدرون"، إن نظام الشركة أظهر تهديدات عديدة لمسارات الطيران للطائرات بدون طيار في وقت تحركها الفعلي، وتسجيل التفاصيل المادية العلمية عبر تصوير الفيديو.
ولطالما صارت الحماية ضد الطائرات بدون طيار منذ ظهورها مطلوبة في السوق، ومن جانبه يرى كريستيان جيجر، وهو من مستشاري شركة "إي إس جي" لتكنولوجيا المعلومات التي يقع مقرها بالقرب من ميونخ، أن السوق تنمو بسرعة.
وفي تقارير دولية، منها "أفيشين ويك" حذر طيارون في أنحاء العالم أنه من المحتمل أن يكون وجود هذه الطائرات خطيرًا عندما تكون قريبة من المطارات القريبة، وتعرض المناطق العسكرية لمشكلات مع الطائرات بدون طيار.
وتنبهت مصر إلى خطورة الطائرات اللاسلكية، خاصة وهى تخوض حربًا ضد الإرهاب، وفي 18 ديسمبر 2017 وافق مجلس النواب على القانون الخاص بتعريف وحظر استخدام الطائرات المحركة آليًا أو لاسلكيًا "الدرون"، ونشرته الجريدة الرسمية المصرية، في الأربعاء 27 ديسمبر 2017.
ونص القانون على ألا تستخدم الطائرات بدون طيران إلا بتصريح خاص من وزارة الدفاع، وحدد القانون الجهة المختصة بعمل هذه الطائرات وهي "وزارة الدفاع"، والوزير المختص هو "وزير الدفاع".
وتضمن القانون أن "الطائرات المحركة آليًا أو لاسلكيًا هي أي جسم يمكنه الطيران من دون طيار دون اتصال الغير به، باستخدام أي من أنواع التقنيات، وأي كان شكله أو حجمه، ويمكن تحميله بأحمال إضافية، سواء كانت أجهزة أو معدات أو أنظمة تسليم أو ذخائر أو مفرقعات أو غيرها، ما يمثل تهديدًا للأمن القومي للبلاد، ويتم تشغيله أو التحكم فيه عن بعد".
وتنص المادة الثانية من القانون على "حظر استيراد أو تصنيع أو تجميع أو تداول أو حيازة أو الاتجار بالطائرات المحركة آليًا أو لاسلكيًا، إلا بعد الحصول على تصريح من الجهة المختصة".
وفي المادة الثالثة، نص القانون على "عقوبة بالحبس لمدة لا تقل عن سنة ولا تجاوز 7 سنوات، وبغرامة لا تقل عن 5000 جنيه ولا تزيد على 50 ألف جنيه لكل من يخالف أحكام القانون".
وأعلنت السعودية عقب حادث إسقاط طائرة بحي الخزامي بمدينة الرياض السبت الماضي على لسان المتحدث الأمني لوزارة الداخلية السعودية، أن تنظيم استخدام الطائرات ذات التحكم عن بعد "الدرون" في مراحله النهائية، ودعا هواة استخدام هذه النوعية من الطائرات إلى الحصول على التصريح اللازم الذي يخولهم استخدامها للأغراض المخصصة لها في المواقع المسموح بها، وذلك من شرطة الحي الذي يقيمون فيه، وهذا الإجراء سيكون مؤقتًا لحين صدور التنظيم.

وكشف موقع "أفيشين ويك إنترناشيونال" عن وجود أنواع متعددة من الطائرات بدون طيار، تتراوح أسعارها ما بين 90 و3 آلاف دولار، مشيرًا إلى من بين أنواع الطائرات بدون طيار للمبتدئين طائرة Hubsan H107D X4 رباعية الشفرات، وتمتلك جهاز إرسال مع شاشة مراقبة LC FPV 4.3 إنش، وجهاز إرسال بتردد 2.4GHz، ومجالًا لاسلكيًا 328 درجة، وفيديو لاسلكيا 5.8 GHz، وزمن طيران يصل حتى 7 دقائق، وأضواء LED ليلية وقطع حماية للشفرات وأرجل مطاطية ومنفذ بطاقة MicroSD يصل إلى 16 GB، سعر درون Hubsan H107D X4 يبلغ 90 دولارًا.

وطائرة UDI RC 842 Falcon رباعية الشفرات، بها كاميرا طيران فيديو 720p HD بمعدل 30fps وتأخذ صور JPEG، وزر واحد للدوران الهوائي، واستدارة 360 درجة ومدة الطيران تصل إلى 8 دقائق، ونمطا تصوير عالى أو منخفض السرعة، تحذير الفولت المنخفض وتتضمن جهاز إرسال للتحكم وتتضمن بطاقة microSD بسعة 2GB وبطارية للطيران وشاحن USB وقطع لحماية المروحة قابلة للإزالة سعر درون UDI RC 842 Falcon يبلغ 80 دولارًا.

ولفت إلى أن الطائرات المتوسطة مصممة لحمل كاميرا GoPro Hero أو كاميرا مشابهة، بحيث يمكن تركيبها على Gimbal بمحورين أو ثلاثة محاور، لتعطي نتائج مستقرة من أجل الحصول على فيديو احترافي عبر تطبيقات الصور والفيديو.
ومن بين هذه الطائرات طائرة DJI Phantom 4 رباعية الشفرات، بها كاميرا 12MP بدقة تصوير 4K مثبتة بـGimbal، ومستشعر بصري لتجنب العقبات وطبقة خارجية مستوية، وهيكل كامل مصنوع من الماغنسيوم، وسرعة قصوى تصل إلى 44.7 Mph فى الوضع الرياضى ومجال تحكم أقصى يصل إلى مسافة 3.1 ميل وتتبع بصري للعناصر المتحركة، وارتفاع للرؤية يصل إلى 32.8 درجة، تطير بضغطة واحدة من الأصبع، وتتجنب العقبات عند العودة للمنزل، وتصل مدة الطيران إلى 28 دقيقة، سعر درون دي جي إي Phantom 4 يبلغ 1000 دولار.

وذكر الموقع أن من بين الطائرات "فانتوم فور" وهي Phantom 4 Pro مزودة بسينسور بوضوح 20 ميجا بيكسل وقدرة تصوير فيديو بجودة 4K عند 60 إطارًا فى الثانية، بالإضافة إلى جهازى استشعار إضافيين وشاشة قياس بحجم 5.5 إنش مجهزة ببرنامج DJI Go بشكل قياسي، وسعرها يزيد على 1000 دولار.

وتوجد طائرة 3DR Solo رباعية الشفرات، وتلتقط صورًا وفيديو من الجو بكاميرا GoPro وميزة تتبع خطى فى نمط Cablecam، ميزة التتبع حيث تتبع هاتفك المحمول، مخرج HDMI على جهاز الإرسال وتطبيقات لهواتف iOS وأندرويد، ونمط التحكم بالعودة للمنزل يشبه ألعاب الفيديو مع وضع شبكة الأمان، زر واحد للطيران وزر للتوقف، تعمل على جوبرو عبر التطبيق، تعمل مع أداة Gimbal أحادية اختيارية، وسعرها يبلغ 400 دولار.

ومن بين الطائرات "جوبرو كارما"، بسعر يبدأ من 800 دولار، كما هناك طائرات متطورة احترافية، تحمل أوزانا كبيرة منها كاميرات DSL وشاشة لمس للعرض والعمل على الكاميرا، مستشعر بالأشعة فوق صوتية لتفادى التصادم، وبسعر 800 دولار.