الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

جامعة دمنهور ومشعل الثقافة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ليس لأحد أن يشكك في دور الجامعة في نشر الثقافة بمحيطها الإقليمي ، ولا أحد يماري في تلك القفزة المعرفية الهائلة التي سجلت لجامعة القاهرة حال إنشائها ، وانفتاحها على ثقافات العالم المحيط بابتعاث الإرساليات العلمية للنهل من علوم الأمم المتقدمة ومن مظانها الأصيلة ، ولقد كان أبناء جامعة القاهرة الأوائل هم حاملو ألوية التنوير إلى شتى بقاع عالمنا العربي من خليجه إلى محيطه ، ومن جامعة القاهرة تولدت جامعات مصر بطولها وعرضها ، 
ولقد جنت تبعية فرع دمنهور لجامعة الإسكندرية على أبناء محافظة البحيرة جناية كبرى إذ عرقل ذلك تقدم المحافظة أمدا غير هين ، وأظنه كان متعمدا أن يظل أبناء البحيرة مشستتين بين جامعات مصر إلى أن شاء الله باستقلال فرع جامعة دمنهور عن جامعته الأم وإعلان جامعة دمنهور جامعة مستقلة إداريا ومنذ ذلك الحين خطت الجامعة بمجتمعها المحيط خطوات جد هائلة ، فلا ينكر منكر ما للجامعة من أثر في جمع شتات أبناء المحافظة بدءا ، وفي بث أثرها الإيجابي في أرجاء محافظة هي كبرى محافظات مصر ,
ولكن يظل الأثر الثقافي هو الأثر الأبرز ، وبخاصة في عام الجامعة ذاك الأخير فلقد كان لها الدور الأبرز في معرض دمنهور الثالث للكتاب ، وعبر مشاركة عدد من أساتذتها في إدارة الندوات ، وإلقاء المحاضرات في شتى صنوف المعارف والآداب ، وكذلك عبر مشاركة الموهوبين من طلابها في مجالات الآداب والفنون ، بل إن الأمر قد وصل إلى عقد ندوة من قبل القائمين على تنظيم المعرض لاستبانة ماتم إنجازه من قبل رئيس الجامعة الحالي الأستاذ الدكتور / عبيد عبدالعاطي صالح الذي حضر وبصحبته عمداء كليات الجامعة ووكلاؤها ورهط من أساتذتها لتقديم كشف حساب عما تم إنجازه بالجامعة ‘ فضلا عن خضوعه ومن معه للمساءلة الشعبية من قبل الحضور الكريم للوقوف على دور الجامعة الحقيقي في النهوض بذلك المجتمع المحيط بها .
ولقد تلا ذلك إقامة معرض فني كبير بمركز الإبداع لعرض الأعمال الفنية لأساتذة الجامعة ، وتم تكريم الفائقين منهم ، والمشاركة في تكريم مؤسسة الشاعرالكبير عماد علي قطري لأدباء الجامعة من الطلاب ورصد مكافآت مادية كبرى للبارزين من أبنائها في شتى فروع الأدب فضلا عن طباعة كتاب جامع للأعمال الفائزة بمسابقة الجامعة وتلك المؤسسة المحترمة في سابقة أظنها الأولى في تاريخ الجامعات المصرية ، وكانت هذه اللفتة الكريمة بمثابة النقلة الهائلة في معنويات جيل بأكمله من شباب هذه الجامعة البكر.
ثم تلا ذلك عقد مؤتمر بعنوان ..الإبداع والنص .. بمقر كلية التربية ، وبقسم اللغة العربية وتحت ترؤس المجتهد الأستاذ الدكتور / محمد عبدالحميد خليفة رئيس قسم اللغة العربية ، الذي شارك بصدق في إظهار الجامعة بالمظهر اللائق بها عبر مايزيد عن خمسين بحثا علميا دقيقا من شتى بقاع عالمنا العربي في انفتاح مقصود على ثقافاتنا المعاصرة ، بل إن الأمر تعدى لمشاركة علماء أجانب ومستعربين من جامعات أوربا الشرقية ، وليست هذه هي المرة الأولى بكلية التربية في الانفتاح على الثقافة الغربية ، فلقد سبق ذلك من أربعة أشهر حضور حفيد شامبليون بصحبة السفير الفرنسي سعيا من الجامعةلإعادة رشيد إلى محل ذاكرة العالم ، ويعد ذلك انفتاحا مقصودا مرة أخرى على الثقافة الفرنسية صاحبة اليد الطولى في إثراء الثقافة المصرية المعاصرة 
ولقد قادت الأستاذتان / نادية أندراوس ، وغادة غتوري عميد الكلية وهما أستاذتا الأدب الفرنسي بالجامعة ركب الجامعة وضيوفها إلى روزيتا(رشيد) لإعادتها للخريطة السياحية بالعالم .
ثم كان مؤتمر البحيرة عبر العصور بقسم التاريخ بكلية الآداب تحت رئاسة الأستاذ الدكتور / إبراهيم مرجونة أستاذ التاريخ الإسلامي بالكلية ، فاتحة خير للتبئير على مكانة محافظة البحيرة ودورها في إزكاء ثقافة العالم قديما وحديثا وبخاصة مع اكتمال الأمر بجعل وادي النطرون محط رحال مسيحيي العالم ، فضلا عن التركيز على إبراز دور الشخصيات البارزة من أبناء محافظة البحيرة ، ولقد ترك هذا المؤتمر صدى علميا هائلا .
ثم كان مؤتمر كلية رياض الأطفال الذي يترأسه عميدها الأستاذ الدكتور / مصطفى أحمد حمزة تحت عنوان ..الطفولة المبكرة بين التحديث التربوي وتحديات العصر .. محط رحال مؤتمرات الجامعة بهذه الحقبة وهو المؤتمر المعني بدراسة ما يتعلق بنبت مستقبل هذه الأمة ودراسة آليات النهوض به عبر ما يربو عن الستين ورقة بحثية قدمها كبار المختصين في ذلك المجال من شتى جامعات مصر.
ولقد أكدت توصيات مؤتمر الثقافة لليوم الواحد على أهمية دور الجامعة في النهوض بثقافة المجتمع المحيط بها إذ جاءت التوصية ناصة على أهمية اضطلاع أقسام اللغة العربية بكليات الجامعة عبر المتخصصين من أساتذتها في مجال الأدب الحديث والمعاصر ، بعمل الدراسات المتخصصة في مرحلتي الماجستير والدكتوراه عن البارزين من مبدعي المحافظة ، وما أكثرهم ، بل تعدى الأمر إلى التوصية بتدريس المتميز من نصوص المبدعين لطلاب مرحلة الليسانس ولعل هذا من بعض حقهم على الجامعة ، وما كان منهم السعي لذلك الأمر إلا لكامل ثقتهم بدور الجامعة الفاعل في خدمة المجتمع المحيط ، وبخاصة بأنهم يرون مايقوم به أساتذتها من فاعليات ثقافية خادمة لذلك المجتمع ، ولعل من الشافع للجامعة في ذلك الأمر قيام أساتذتها وباحثيها بالفعل بعمل دراسات عن أبرز مبدعي المحافظة من أمثال الشاعر الكبير الدكتور فوزي عيسى والشاعر الأستاذ عبدالمنعم كامل والشاعر الكبير الأستاذ أحمد شلبي والشاعر صلاح اللقاني والأديب المبدع محمد السنباطي ، فضلا عن إدراج عدد من الشباب المبدعين لأن يكونوا محط نظر أكاديمى في قابل الأيام .
والأجمل من ذلك الحضور الحقيقي لأساتذة جامعة دمنهور في مؤتمري إقليم وسط الدلتا وغربها الثقافي الأخيرين إذ اقتصرت عليهم أمور الرئاسة والأمانة على الرغم من وجود ثلاث جامعات أخرى كبرى في الإقليم الثقافي وهي الإسكندرية والمنوفية وطنطا ولكن شاء الله لأبناء جامعة دمنهور أن تكون لهم إدارة الأمور للتدليل على أن جامعة دمنهور قادمة بقوة لا مراء في ذلك.