الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

كن طموحًا

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تُكرّم كلية الحقوق جامعة القاهرة، يوم السبت المقبل، 28/4/2018، أبناءها المتفوقين، تحت رعاية الأستاذ الدكتور صبرى السنوسى عميد الكلية، وبهذه المناسبة، فإننى أستغل انتمائى إلى هذه الكلية العريقة، وأستغل كونى أحد كتَّاب صفحة الرأى بجريدة «البوابة»، تلك الصفحة التى أعتبرها منبرًا للرأى الحر والفكر المستنير- وأكتب سطور هذا المقال عن الطموح والإرادة والنجاح، موجهًا حديثى إلى كل طالبِ علم.
• كن طموحًا:
الطموح هو أن تعيش بضع سنوات من حياتك بشكل يستهزئ به أغلب الناس، كى تعيش بقية حياتك بشكل لا يستطيعه الناس، فالطموح ليس مجرد كلمة تُقال، وإنما هو تحديد لهدفٍ سامٍ يظن الناس أنك لن تستطيع تحقيقه، ثم الإصرار على هذا الهدف، والمثابرة على مشاقه، ثم الثقة فى أنك قادر على الوصول إليه، والثقة هنا تعنى ألا يُساورك أدنى شك فى أنك ستحققه، ليس لشيء إلا لأنك تثق بأن الله تعالى لن يضيع مجهودك، مهما طال صبرك، ومهما طال انتظارك.
والطموح جِدٌّ واجتهادٌ، فبقدر طموحك يكون اجتهادك، ومع ذلك لا ينبغى أن تنسى حظك من الاستمتاع بكل ما هو جميل، وإلا كان طموحك وبالًا عليك.
• التحدى الحقيقى هو أن تتحدى نفسك !!
انظر جيدًا إلى تلك العبارة التى قالها جورج برناردو شو: «أنت ترى الأشياء التى حدثت وتقول: (لماذا؟)؛ أما أنا فأحلم بأشياء لم تحدث أبدًا وأقول: (لمَ لا؟)»!!
فـ (لمَ لا) تجعل أهدافك عالية بالقدر الكافى لتحفيزك، ومعقولة إلى الحد الذى تكون فيه دومًا فى متناولك.. إن التفوق لا يحدث أبدًا نتيجة الحظ أو المصادفة، إنه يتطلب أن تدفع نفسك إلى ما وراء المنطقة المريحة، وأن تتحدى نفسك.. باختصار: لا تستسلم أبدًا أبدًا أبدًا.
• استمتع بالرحلة: 
إن تحديد الأهداف مجرد أداة كى تصل إلى حلمك، وعلى الرغم من أنها أداة أساسية وفعالة، إلا أنها ليست أكثر من ذلك؛ ومن ثم يجب ألا تصبح مهووسًا بالتوجه نحو الهدف، وتتجاهل مشاعر البهجة والمتعة الكامنة وأنت تحاول الوصول إليه.. فعليك أن تتخيل قدر السعادة والمتعة التى سوف تحصل عليهما عند تحقيق هدفك.
• توقع حدوث إخفاق: 
وأنت فى طريقك لتحقيق هدفك، توقع حدوث الإخفاق؛ لأنه لا يوجد طريق دون عوائق، والطريق الذى يخلو من العوائق غالبًا لن يوصلك إلى شيء، أما الطريق الصعب فيكون مثيرًا للتحدى والإلهام؛ ففى قلب الصعوبات تَكْمُن الفرص.. إن فشلك لا يجب أن يمثل لك أكثر من رسالة مضمونها: أنك تحتاج لإعادة تقييم خطة أفعالك التى وضعتها من قبل، تعلَّم من إخفاقاتك، ولكن لا تدعها تحدد اتجاه حياتك، وكما يُقال: إذا سقطت سبع مرات؛ فعليك أن تنهض ثمانى مرات!!
• عندما يهدأ العقل يبدأ التناغم: 
إن الشك والقلق والرهبة وعدم التأكد، جميعها مشاعر طبيعية، قبل القيام بأى نوع من أنواع العمل، وليس فقط قبل الامتحان، وهذا ليس أمرًا سيئًا، ولن يؤثر على وصولك لأعلى الدرجات، فى الواقع فإن وجود قدر معقول من الرهبة، يؤدى لرفع الوعى وتحسين أدائك للمذاكرة، ولكن المشكلة أن يرتفع مستوى الرهبة والفزع لديك لمستويات عالية، إن هذا سيمنع الوصول إلى وظائف العقل العليا؛ ومن ثم كلما ذاكرت بشكل أكثر جدية قلت الرهبة لديك.
ونصيحتى لكم: لا تستمعوا إلى أولئك الذين يثبطونكم، ويبثُّون القلق والرعب فى نفوسكم، قم بتهدئة نفسك؛ ليهدأ عقلك وتسكن جوارحك، حينها - وحينها فقط – سوف تطأ قدمك غابات لم تطأها قدم، وسوف يعزف عقلك سيمفونية لم تجُل بخاطر أمهر عازف، إنه التناغم الذى يسبقه صفاء وهدوء، ويتبعه إبداع!!
-----------------
كوتيشن: إن التفوق لا يحدث أبدًا نتيجة الحظ أو المصادفة، إنه يتطلب أن تدفع نفسك إلى ما وراء المنطقة المريحة، وأن تتحدى نفسك.. باختصار: لا تستسلم أبدًا أبدًا أبدًا.