الجمعة 03 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

يا قلب العاشق.. إنها إرهابية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
عندما وقف "جاليليو" أمام محاكم التفتيش ليحاكم على كشفه العلمي بأن الأرض كروية وتدور حول نفسها، كان يواجه الحكم بالقتل حرقا أو تحت المقصلة، وحتى يفلت من العقاب الجهول تراجع عن كشفه وتبرأ منه، ولكنه وهو في طريقه سائرا بصحبة أحد جلاديه قال همساً: "ولكنها تدور".
ويحاول بعض ممن في قلوبهم هوى إخواني أن يقوموا بدور محاكم التفتيش، ولكن عذرا يا من تكتبون وتهددون في صحيفة أو على مواقع الفضاء الإليكتروني أن ترهبونا، فقد انقضت قرون على موقف "جاليليو" ولن نقولها سرا وبصوت خفيض: إنها إرهابية.
وقد تمادى في التحذير من سوء المصير كاتب إخواني الهوى، مستشهدا بما كتبه أحد أعضاء الجماعة على موقعه الإليكتروني: "لماذا أقود مظاهرة وتقومون بإعدامي، الأفضل أن أقوم بإعداد عبوة ناسفة أو سيارة مفخخة وأقتل بها من يريدون إعدامي إذا تظاهرت، وفي الحالتين سأحصل على الإعدام، فلأحرق قلوبكم، وأثخن فيكم قبل أن أموت". 
كتب هذه الجملة عضو جماعة الإخوان الإرهابية عقب صدور قرار إعلان الجماعة جماعة إرهابية، واستشهد بها نفر ممن في قلوبهم عشق قديم وجديد لجماعة الإخوان، ليحذّر وينبّه إلى أن قرار تحويل الجماعة إلى جماعة إرهابية منذ بضعة أيام هو ما سيفجر الإرهاب في جسد هذا البلد.
لا نتصور أن هذه التنظيرة الإخوانية من عضو أو عاشق، مثيرة للضحك أو للاستفزاز، بل هي تدليس بامتياز، فهما - سواء العضو أو العاشق - يريدان أن يوهما نفسيهما أن جماعتهما الإرهابية كانت قبل صدور هذا القرار جماعة من الملائكة ذوات الأجنحة البيضاء.
ولأن العاشق يتعامى - مع سبق الإصرار - عن جرائم معشوقته، فهي وبمنتهى الحزم جماعة إرهابية منذ أسسها الإرهابي حسن الساعاتي، الشهير بـ "حسن البنا"، ولن نعيد ونزيد في الدماء والترويع والتفجير الذي ارتكبه وجماعته في حينه، ولنلتفت قليلا إلى الخلف ونتذكر يوم افتتاح مجلس الشعب بعد ثورة يناير 2011، في ذلك اليوم حاصرت ميليشيات الجماعة مبنى البرلمان ولم تكن وقفتهم مجرد وقفة بريئة بل كانت مشحونة بالتهديد والوعيد، وشكلوا حاجزا بشريّاً مستعدّاً للعنف في استعراض همجي للقوة.
ولن نتحدث عن اتهام الجماعة بالقنص والقتل وحرق الأقسام والضلوع في موقعة الجمل، فحقائق هذه الجرائم ما زالت في رحم التاريخ وفي معامل البحث الجنائي والتحقيق القضائي، ولكن لنبقى في فترة حكمهم لنصل إلى القتل الممنهج والتعذيب الخسيس في محمد محمود والاتحادية، أليسوا وهم في طريقهم إلى المقعد الرئاسي هم من هدّدوا بحرق مصر إن لم يعلن فوز محمد مرسي بمنصب الرئيس؟.
لم نكن في حاجة إلى الإعلان، فهي بالفعل إرهابية، فبماذا نسمي جرائمهم التي مارسوها في بؤرة رابعة الإجرامية؟، وهل ما شاهدناه في ذكرى أكتوبر 2012 كان عرضا مسرحيا أم أنه استعراض للقتلة؟، وبالتأكيد لم يكن المؤتمر المسمّى ﺑ "نصرة سوريا" عرضا أوبرالياً، فقد كان استعراضاً إرهابياً بامتياز، وبالمناسبة، كل ذلك تم قبل 30 يونيو وقبل ذلك التاريخ - وقبل إعلانها جماعة إرهابية - تلقينا التهديدات على الهواء من قبيل "هنولّع فيكم"، و"هنفجّركم"، و"نعدكم بالسحق ولن يأمن مصري على حياته في بيته"، وقد ترجموا هذه التهديدات على أرض الواقع فحرقوا الكنائس وقتلوا الأبرياء والجنود، وفجروا منشآت هي رموز للدولة المصرية. 
وها نحن نرى طالبات وطلابا منتمين للجماعة الإرهابية يدمّرون ويحرقون مباني الكليات ويعتدون على الأساتذة، فهم يمارسون الإرهاب وليس عزف الموسيقى ولا رقص الباليه. 
لذا - وبلا رحمة بقلوب العشاق - فالجماعة الإرهابية لا تنتظر ولَهَكم بها، فهي تعرف ونحن أيضا نعرف أنها "جماعة إرهابية".