الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

عم "رضا" أقدم نجار بـ"القيسارية": النجارة فن.. ورحمة الحيوان واجب علينا

عم «رضا»
عم «رضا»
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فى أحد الأزقة القديمة بمنطقة القيسارية فى أسيوط تراه وأنت تسير فى الطريق، وهو منهمك فى «دق» أو «نشر» بعض الأخشاب يلتف حوله عدد من القطط، وهو يعمل وعلى وجهه ترتسم ابتسامة بسيطة مليئة بالرضا فيلفت نظرك هذا المنظر المُبهج أن تعرف ما قصة هذا الرجل البسيط وتلك القطط التى تلتف حوله.. فيروى ويقول: «سمى رضا على، عُمرى خمسة وأربعون عامًا، من أبناء محافظة أسيوط، أعمل فى هذه الورشة منذ عام ٩٢ أعمل بالخراطة والنجارة فى آن واحد، ولدى خمسة أبناء ثلاث من البنات واثنان من البنين، أعمل بتلك المهنة منذ أن كنت شابًا ورثتها منذ أكثر من عشرين عامًا عن والدى وأتيت للعمل بالورشة بعد أن أنهيت دراستى وحصلت على «دبلوم صنايع»، تشربت مهنة النجارة وأحببتها فهذه المهنة تعتبر «فنًا»، وليست مجرد مهنة بسيطة فهى لا تقل أهمية عن «الرسم» فأنا أيضًا أستخدم «إحساسي» فى مهنتى ولا أصنع الأشياء لمجرد أداء عملى فقط، ولكن أصنعها وأضع بها إحساسى ولمساتى الفنية، وأنا أعلم تمامًا أن ما أفعله هو فن يستحق أن يتم تقديره، وأتمنى من الناس أن يعلموا قدر وأهمية تلك المهنة وأن يقدروا ما أقوم به من عمل». ويكمل رضا: «منذ عشرين عامًا كانت مهنة النجارة مربحة بشكل كبير وكانت تحقق لى مكاسب كثيرة والإقبال عليها كان شديدًا، ولكن فى الوقت الحالى قل الإقبال عليها بصورة ملحوظة، وأصبح «نادرًا» ما يأتى إلى زبائن فلم يعد الحال كما كان، وذلك ليس فقط بسبب انتشار الأثاث «الجاهز» والحديث، ولكن أيضًا بسبب غلاء الخامات فى وقتنا الحالى، فقديمًا كان الخير والرزق أكثر، ولكن حاليًا بالكاد أحصل على قوت يومى، وعلى الرغم من ذلك أحب تلك المهنة، ولا أجد فيها آية صعوبات وأرى بها العديد من اللمسات الجمالية والفنية، ولا أعتقد أننى أستطيع أن أعمل بمهنة غيرها، على الرغم من أننى كنت أتمنى أن تكون لى وظيفة حكومية منذ أن أنهيت تعليمى، ولكن لم يرد الله، ولم يحالفنى الحظ فى الحصول عليها». ويضيف «رضا»: «تأتى بعض القطط إلى الورشة فأضع لهم الماء والطعام وأشعر بالرضا والراحة النفسية عندما أرفق بهم وأطعمهم، فيلتفوا حولى وأنا أعمل ويضيفون البهجة والسرور على، فالرحمة والرفق بالحيوان شيئان جميلان يجب أن يكون مغروسًا بداخلنا.