ترك منزله وأهله وأيامه بين أصدقائه فى بلدته، لم يكن يعلم أن حلمه بدخول كلية الهندسة سيكون سبب ألمه فى حياته، خانه كل شيء، لينقله قطر الغلابة كآلاف غيره من البسطاء الذين يستقلون القطار يوميًا، يتلقون العلم فى القاهرة، ويعودون آخر اليوم يريحون أجسادهم وعقولهم من عناء الحياة وزحامها بين جدران القاهرة، كانت الحياة أكثر قسوة عليه من كل شئ، بعدما نجح فى أن يدخل كلية الهندسة، سلبت منه أعز ما يملك، فى صبيحة يوم نحت تاريخه بالحزن على جدار قلبه، كان فى قطار يتوجه إلى القاهرة، من الزحمة والتدافع بين المسافرين سقط على قضبان القطار، لم يلتفت إليه أحد، ولم يتوقف القطار إلا وهو ينزع منه ساقيه، ليفقد حياته الطبيعية، بعدما كان يملأ الدنيا لعبًا وعدوًا، محمد مهدى صاحب الـ ٢٠ عامًا، يبحث عن أهل الخير، يحتاج إلى ساق صناعية، وهو لا يتحمل تكلفتها، محمد فى حاجة إلى أن يعود له الأمل وفى حاجة إلى من يساعده فى الحصول على أطراف صناعية.
