الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

سيناء في عيون المصريين

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يحتفل الشعب المصري كل عام بذكرى "تحرير سيناء" في 25 أبريل عام 1982، والتي ما تزال ذكرى ماثلة وعالقة في أذهان جميع المصريين كبارا وصغارا، ويعتبره المصريين يوما لاستعادة الكرامة، باسترداد أرض سيناء الحبيبة كما يطلق عليها أرض الفيروز، بعد طرد الكيان الصهيوني منها تماما، عقب الانتصار في حرب أكتوبر 1973.
واسترد المصريين أرض سيناء كاملة ماعدا مدينة طابا التي استردت بعد ذلك بالتحكيم الدولي في 15 مارس 1989، وهذا اليوم عطلة رسمية في جميع المصالح الحكومية.
ولعبت الأغنية الوطنية دروا كبيرا عقب هذه الملحمة التاريخية في طرح القضايا الوطنية، التي يمتد تأثيرها في وجدان الأجيال، وتغنى بها كبار الفنانين، بداية من الفنانة شادية عندما تغنت "مصر اليوم في عيد" في هذا اليوم على خشبة مسرح الزمالك للقوات المسلحة، والتي كتبها الموسيقار الكبير محمد عبدالوهاب، ولحنها جمال سلامة، كما تغني أيضا الفنان عبدالحليم حافظ "صباح الخير يا سينا" من كلمات الشاعر الكبير الخال عبدالرحمن الأبنودي، ولحنها كامل الطويل، وغيرهم من الفنانين، وأصبحت الأغنية الوطنية جزء كبيرا في وجدان وذاكرة المصريين.
ومنها قال عبدالحليم: "في الأوله.. قلنا جيِّنلك وجينالك ولا تهنا ولا نسينا
والتانية.. قلنا ولا رملاية في رمالك عن القول والله ما سهينا
والثالثة.. إنتي حملي وأنا حمالك صباح الخير يا سينا
وصباح الخير يا سينا رسيتي فى مراسينا
تعالي فى حضننا الدافي ضمينا وبوسينا يا سينا
مين اللى قال كنتي بعيده عني إنتي اللى ساكنه فى سواد النني
مش سهل ع الشبان يسهوا عن الأوطان
ورسيت مراسينا على رملة شط سينا
وقلنا يهون علينا دا اول الشطئان
وصباح الخير يا سينا رسيتي فى مراسينا
تعالي فى حضننا الدافي ضمينا وخدينا يا سينا
قالوا الحياة غالية قلنا الشرف أغلى
بلادي يا بلادي يا عيون قمر الربيع
أندهي يا بلادي يجاوبك الجميع
وصباح الخير يا سينا رسيتي فى مراسينا
تعالي فى حضننا الدافي ضمينا وخدينا يا سينا"
وباستفاضة تناول المفكر الكبير الدكتور جمال حمدان في كتاباته قضية سيناء التي استحوذت على تفكيره وكتب عنها في كتاب يحمل عنوان "سيناء في الاستراتيجية والسياسة والجغرافيا" والصادر عن مكتبة مدبولي للنشر والتوزيع ويقع الكتاب في 223 صفحة، ويمثل مثلث سيناء العقدة التي تلحم إفريقيا بآسيا، وكانت سيناء تحتل النقطة الحرجة بين ضلعي الشام ومصر والذين يكونان وحدة استراتيجية واحده، فقد أصبحت طريق الحرب من الدرجة الأولى، إنها معبر أرضي وجسر استراتيجي عبرت عليه الجيوش منذ فجر التاريخ، والواقع أن مصر ذات أطول تاريخ حضاري في العالم فإن سيناء أطول سجل عسكرى معروف في التاريخ تقريبا، وهى أهم وأخطر مدخل لمصر على الإطلاق، ويعد المحور الشمالي وأهم خط استراتيجي في سيناء بالعصور الوسطى.
كما لاتخلو ذاكرة السينما المصرية من هذه المناسبة التي يتنظرها الكثير من المشاهدين أمام شاشات التليفزيون التي تناولت أحداث تحرير سيناء وانتصارات أكتوبر المجيدة التي أصبحت خالدة في وجدان المصريين، والتي تروي تضحيات الجيش المصري في الدفاع عن أراضيه حتى تظل مصر منارة لكل الشعوب فمن الأفلام التي تناولت تحرير سيناء فيلم "أغنية على الممر" الذي أنتج عام 1972، سيناريو وحوار مصطفى محرم، وإخراج علي عبدالخالق، وشارك بطولته الفنان محمود مرسي، صلاح قابيل، محمود ياسين، أحمد مرعي، صلاح السعدني، مديحة كامل، هالة فاخر، وأخذت قصة الفيلم عن مسرحية "أغنية على الممر" للكاتب علي سالم، والأغاني للشاعر الكبير عبدالرحمن الأبنودي، والتي تدور أحداثه حول فصيلة مشاة مصرية يتم حصارها أثناء حرب 1967 وهم يدافعون عن أحد الممرات الإستراتيجية في سيناء ويرفضون التسليم.
يتناول الفيلم مشاعر الجنود أثناء الحصار وهي مزيج من إحباطهم وذكرياتهم وطموحاتهم قبل الحرب وأمانيهم إذا ماعادوا من الحصار، أثناء وقت الحصار الطويل يحكي كل جندي عن حياته ومعاناته الإنسانية وعثراته وفشله، بالإضافة إلى مجموعة أخرى من الأفلام المصرية منها "الرصاصة لاتزال في جيبي، العمر لحظة، الطريق إلى إيلات" وغيرها من الأفلام التي تركت بصمة كبيرة في أذهان المصريين.