الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

تأخر تسليم "القمح" يكبد المزارعين الخسائر.. 517 شونة وصومعة فقط لتوريد 3.8 مليون طن.. نقيب الفلاحين: التنظيم العشوائي وراء الأزمة.. و"خليل": سوء التخزين يتسبب في هدر 15% من المحصول

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
شهدت الساعات الماضية تكدس شديد أمام بعض شون توريد القمح بعدد من المحافظات، حيث اشتكى عدد من الموردين بمحافظة الدقهلية من تأخر تسلم شون؛ السنبلاوين والمنصورة وبلقاس للقمح والبطء الشديد فى عملية الاستلام، خاصة في ظل ارتفاع درجات حرارة الجو، مما تسبب في تكدس السيارات المحملة بالمحصول وسادت حالة من الغضب بين السائقين فضلا عن التسبب في بعض الأزمات المرورية بالطرق المؤدية إلى تلك الشون.
وقال عدد من الموردين: إن طول فترة الانتظار أمام الشون تتسبب في زيادة تكاليف قيمة النقل، مما اضطر بعضهم إلى المبيت داخل السيارة، من الليل وحتى الصباح، ليتمكنوا من إنهاء عملية تسليم القمح مُبكرًا، وهو ما يُعد عبئا على المزارعين والموردين، في حين خرجت تصريحات مسئولي مجالس المدن لتؤكد محاولاتهم لإزالة كل المعوقات الموجودة بالشون حتى تتم عملية التوريد بسهولة.
وأكد المهندس محمد عبدالله، وكيل وزارة الزراعة بمحافظة الدقهلية، أن الصوامع والشون استقبلت 33 ألفا و739 طنًا، حيث تم فتح الصوامع والشون لاستقبال المحصول في 21 شونة بزمام المحافظة، و4 صوامع تابعة للشركة المصرية القابضة، كما أن الشون مُستعدة لاستقبال أى كميات يتم توريدها وأن المساحة التخزينية تكون كافية لاستقبال المنتظر.
وقال محمد العقاري، نقيب عام الفلاحين المنتخب، إن أزمة التكدس أمام الشون والصوامع لتوريد محصول القمح تعود لقلة عدد الشون والصوامع، بالإضافة لسوء التنظيم الإداري من قِبل المسئولين عنها، مؤكدًا على أهمية وجود خطة مُسبقة لدى المسئولين والموظفين للقضاء على أزمة التكدس التى تحدث سنويًا، خاصة أنها لمحصول استراتيجي يُعد على رأس أولويات الأمن الغذائي المصري.
وأضاف العقاري لـ"البوابة نيوز"، أن بعض الدول منحت مصر شون وصوامع لتُضاف لما تمتلكه وزارة التموين، غير أنها غير كافية لاستقبال الأقماح من المزارعين والموردين. 
وتابع: "نحتاج المزيد من الشون، كما لا بد أن يكون هناك حلولًا من قِبل الوزارة للسيطرة على أزمات الصوامع التى تتكرر كُل عام، وفي مقدمتها الفقد والتكدس".
الدكتور سعيد خليل، رئيس قسم التحول الوراثي بمركز البحوث الزراعية، قال إن عدد الصوامع استلام القمح يصل إلى 517 شونة وصومعة، مُنتشرين على مستوى الجمهورية، وأن الكمية الاستيعابية لهم تُقدر بحوالى 3.8 مليون طن قمح فقط، وهو الأمر الذي يتطلب من الحكومة إنشاء صوامع جديدة، بمواصفات تكنولوجية حديثة، وسعة تخزينية أكبر، ما يُسهم فى التخلص من أزمة تكدس الموردين أمام الشون وأيضًا السيطرة على "الفاقد" من الأقماح سنويًا.
وأضاف خليل لـ"البوابة نيوز"، أن ما يتم توريده للصوامع والشون سنويًا لا يتخطى 3.6 مليون طن من إجمالي الأقماح، التى تُقدر بحوالي 8.2 مليون طن، حيث يقوم التُجار بالسيطرة على الفارق بين الرقمين وتوريده لمصانع إنتاج المكرونة والدقيق 72 "الفينو"، كما أن بعض المزارعين يستقطعون جزءًا من إنتاجهم السنوي من الأقماح لاستخدامهم الشخصي.
وأشار رئيس قسم التحول الوراثي بالبحوث الزراعية إلى أنه بسبب سوء طريقة التخزين فى الشوّن والصوامع والهناجر التابعة لبنك التنمية والائتمان الزراعى تصل كمية الفاقد من الأقماح سنويًا إلى 12 إلى 15% من إجمالي ما تم توريده، وهو ما يستوجب إنشاء صوامع جديدة تستوعب كمية أكبر من الأقماح، خاصة أن مصر تستهلك كميات كبيرة من الأقماح نتيجة للزيادة السكانية التى تصل إلى 2.5 مليون نسمة سنويًا.