الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

"مارجرجس" القديس العالمي.. يؤمن به المسيحيون والمسلمون.. وأيقونته أستخدمها الأوربيون في حروبهم الصليبية

القديس مارجرجس
القديس مارجرجس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"يعتلي حصانا أبيض ويمسك بسهم يقتل به تنينا" تلك الصورة التي جسدت شكل القديس، وتزينت معظم كنائس مصر بـ"أيقونة" مارجرجس الروماني، القائد الروماني المنتصر الذي رفض عبادة الأوثان، واستخدمها الأوربيون لتبرير حروبهم الصليبية بعدما زعموا أنه ظهر لهم وبارك حربهم، وفي فلسطين هناك قرية باسمه "الخضر".
يشير الخضر أو مارجرجس الروماني بالنسبة للعرب إلي عودة الحياة والنصرة علي الشياطين، والتي تتمثل في فقر وحروب ومرض، بينما للغرب القائد الذي يقود الحروب ويضمن الانتصار.
الروماني من أصل ملوكي
وفق ما ورد بالكتب الكنسية أنه ولد في النصف الثاني من القرن الثالث الميلادي بمدينة اللد بإقليم كبادوكية بفلسطين، من أبوين مسيحيين أتقياء.
فوالده الأمير أنسطاسيوس حاكم ملاطية وأمه ثيؤبستى ابنة ديونيسيوس حاكم اللد وكانت له أختان إحداهما كاسيا والثانية مدرون.
بداية الحكاية
بدأت الحكاية عند وصوله "صور" بلبنان، وجد جموع الحكام والشعب يبخرون للأصنام، وتقديم الذبائح والبخور إلى الأوثان الحجارة الصماء. كما أن الملك داديانوس اجتمع مع تسعة وستين من الملوك والرؤساء في دولته بمناسبة عيد أبولون وأصدروا منشورا ينص على هدم جميع الكنائس، طرد جميع الموظفين المسيحيين من أعمالهم، حرق الكتب المقدسة، تقديم الذبائح والبخور لآلهة الملك وكل من يرفض الخضوع لأوامر الملك يعذب عذابا شديدا حتى الموت.
ونتيجة رفض مارجرجس لعبادة الأصنام إنه تعرض للعديد من العذابات والتي انتهت بقطع رأسه، بعد قطع المنشور أمام الجنود، فتم القبض على الأمير جرجس وساقوه الى الملك مكبلًا بالقيود الحديدية. 
عذابات مارجرجس
تم تعذيب القديس طوال سبع سنوات كاملة، من جلد وضرب بالدبابيس وتقطيع الأعضاء ووضع داخل جير حى غير مطفأ ونشره بالمنشار. وكان منها تعذيبه بالهنبازين، وهى آلة تعذيب شنيعة عبارة عن دولاب حديدي به عجلتان من الحديد لكل منهما سكاكين حادة وتدور كل عجلة عكس الأخرى. وعندما وضعوا جرجس داخل الدولاب وأداروا العجلتين أخذ جسده يتمزق والدم يسيل منه.
وفي النهاية بعد أن واجه تلك العذابات ولكنه لم يمت، اجتمع الملك داديانوس مع الملوك والأمراء ليجدوا طريقة تخلصهم من جرجس، وكتبوا قضيته بأن تؤخذ رأسه بحد السيف ووقع عليها الملوك والأمراء التسعة والستون واستشهد بقطع رقبته.
وتحتفل الكنائس المصرية بمولد مار جرجس من ٢٢ أغسطس حتى ٢٩ أغسطس من كل عام، بدير مارجرجس بميت دمسيس. 
كما تقيم كنيسة الشهيد مار جرجس الجيوشى بشبرا مصر، نهضة روحية في أغسطس تستمر لمدة 10 أيام، ويرجع السر في تسمية «سريع الندهة» إلى أن الأقباط يعتقدون في سرعة استجابته للطلبات والأمنيات.
مكانة الشهيد في العالم
حقق مارجرجس الروماني شهرة عالمية تمتد إلى كل أنحاء العالم.
فهو شفيع بريطانيا وبها 152 قرية باسمه وتنقش صورته على الجنيه الإنجليزى (الجنيه الذهب)، وتحتفل بريطانيا بذكرى استشهاده في 23 أبريل من كل عام.
ويعتبر البريطانيون هذا اليوم عيدا قوميا لهم تعطل فيه الأعمال الحكومية، كما يطلق اسمه على المؤسسات التجارية والمحلات العامة والمدارس والملاجئ.
وكثير من ملوك بريطانيا يتخذون اسمه لأنفسهم تبركأً به مثل جورج الأول والثاني والثالث والرابع والخامس والسادس. 
وفي لبنان وخاصة بيروت العديد من الكنائس باسم الشهيد مار جرجس وفى لبنان خليج تجثم على ضفته مدينة بيروت نفسها ويعرف بخليج مار جرجس او بخليج الخضر.
في إيطاليا: يتمتع سان جورج بمكانة عظيمة لدى الكاثوليك فهو نصير الكنيسة الكاثوليكية في الملمات.
فقد وجدت فى روما ونابولى كنائس قديمة جدا على اسم القديس جيؤرجيوس وكان البابا جلاسيوس الأول بابا روما قد أثبت قداسة مار جرجس في مجمع عقد بروما سنة 404م.
في فرنسا: بنى الملك كلوفيس الثاني (638 – 656) كنيسة كبيرة على اسم سان جورج وكانت الملكة كلونيدا زوجته تؤمن بشفاعة البطل فأكثرت من بناء الكنائس على اسمه، وكانت تخصص الأموال الكثيرة لخدمة هذه الكنائس من مالها الخاص.
في النمسا: أنشأ الإمبراطور فريدريك في سنة 1470 م رتبة من الكافليريه (الفروسية) على اسم القديس جرجس.
في روسيا: كان للبطل جاورجيوس مكانة عظيمة فى روسيا القيصرية، فرسموا صورته على الحصون. وأنشأت الإمبراطورة كاترين وساما رفيع الشأن اسمه وسام جاورجيوس وهو على شكل صليب منقوش عليه فى الوسط صورة للقديس، وكانت تمنحه للقواد العظام الذين ينتصرون فى الحروب مكافأة على شجاعتهم وتخليدا لبطولتهم وكان مارجرجس هو شفيع الإمبراطورية الروسية قبل الثورة البلشفية سنة 1923. 
ولا شك ان الروس سيعودون الى اتخاذه شفيعا لهم بعد انهيار الشيوعية في بلادهم.
في اليونان: يرمونه أعظم إكرام، ويشيدون على اسمه الكنائس والاديرة، ويسمونه باسم يتميز به عن جميع الشهداء، فيلقبونه بالظافر أو حامل علامة الظفر، كما يصفونه بالشهيد العظيم ورئيس الشهداء.