الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

"إنجليش".. رواية صينية عن لغة لعبت دور البطولة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
صدر حديثًا عن مؤسسة بيت الحكمة للاستثمارات الثقافية بالقاهرة الترجمة العربية لرواية "إنجـلـيـــش"، للأديب الصيني الكبير وانغ جانغ، بترجمة للدكتور أحمد ظريف.
يحكي الناشر عن الروايةفيقول "حكاية طفل ذكي، ثم مراهق حائر، ثم شاب حانق، شخصية واحدة تعبر خطا زمنيا طويلا امتد في فترة من أشد الفترات حساسية في تاريخ الصين، انها فترة الثورة الثقافية الكبرى، حيث رأيك المختلف قد يكلفك حياتك، وربما حياة أسرتك أيضا. فهل كان الطفل "ليوأي" سببا في سعادة أسرته أم شقاءها؟ لقد لعبت اللغة الإنجليزية دور البطولة في الرواية إلى جانب شخصياتها، حتى أنها صارت ككائن حي مستقل يتحكم في مصير أبطال العمل ويقودهم إلى مصيرهم المحتوم.
اللغة الإنجليزية أو إنجليش كما كتبها بطل العمل حين عجز عن قراءة حروفها لأول مرة فاستخدم لغته الأم لكتابة نطق كلماتها، هي ذلك الكائن الأجنبي الذي طل برأسه على أرض نائية في أطراف الصين عبر الكتب والقواميس وعن طريق الأستاذ "وانغ" مدرس اللغة الإنجليزية حتى صار بالإمكان رؤيته في تفكير أبطال العمل..
في الطفل "ليوأي" الذي يجاهد كي يصير "جنتلمان"، وفي المدرس "وانغ" الذي تلقى تعليما راقيا ونفي ليدرس اللغة الإنجليزية بعيدا عن مسقط رأسه.. وفي الفتاة الصغيرة "هوانغ" التي شغفت بالإنجليزية حبا فيها أو في مدرسها. ومع النهاية ترتبط مصائر الجميع بشكل أو بأخر بما اختاروه لأنفسهم طريقا كي يصيروا فيه".
من الرواية "تسللت حتى وصلت للباب وأرهفت السمع لما يحدث بالداخل. قالت أمي: هل هذا الحذاء جميل؟ لم ينطق المدير بكلمة. فقالت أمي: لماذا أنت متعجل هكذا؟ لقد استغرقت وقتًا طويلًا بسبب هذا الحذاء. بعدها لم يتحدث أي منهما، بل بدا لي أني سمعت صوت طقطقة الأرضية بالداخل، بعدها سمعت صوت تأوهات أمي. على الرغم من أن الصوت كان خافتًا إلا أنه كان بامكاني سماعه بوضوح. كنت بالتأكيد قادرًا على تخيل ما يحدث بالداخل، وجب عليَّ أن أصرخ عاليًا، لكني تسمرت في مكاني كطائر خشبي. بعد سنوات عديدة اعترفت أمي لأبي وقالت إنها كانت مجبرة، فقد فعلت ذلك من أجل حمايتي أنا وأبي، فمن كان يكتب لافتات معادية وقتها كان يتم إعدامه رميًا بالرصاص، وقالت إنها على الرغم من أنها قد تدنست إلا أن هذا كان بدافع الحب. صدق أبي اعترافها وغفر لها بل وزاد احترامه لها وصار تعامله معها أفضل من أي وقت مضى؛ فمن منظوره كان قلبها يقطر دمًا وهي تفعل ذلك، فالعذاب الذي تلقاه امرأة في مثل هذا الموقف يتجاوز بكثير تعرضها للعقوبة، فعلى سبيل المثال كانت الأخت جيه في السجن تتعرض للتعذيب بغرس الإبر تحت أظافرها، إلا أن هذا كان مجرد تعذيبًا جسديًا، أما أمي فقد تعرضت لتعذيب نفسي، كان ما تحملته هو الكارثة التي حلت على قوميتنا. إلا أن أبي كان أحمق، كان في الحقيقة مغفلًا كبيرًا، لقد تم خداعه، وظل لفترة طويلة يرتدي تلك القبعة الخضراء ، غير أنه كان يفكر في آلام البلاد وآلام القومية، أليس هذا بمغفل كبير؟".
وانغ جانغ هو كاتب صيني ولد عام 1960 بمدينة شيخيزيه بمنطقة شينجيانغ الصينية، وتخرج عام 1989 بقسم اللغة الصينية جامعة شمال غرب الصين. وهو من الكتاب المشهورين بالصين وعضو اتحاد كتاب الصين. التحق عام 1976 بالخدمة العسكرية كعضو في فرقة الفنون بمنطقة شينجيانغ العسكرية، كما عمل محررا في جريدة "الواحة". وفي عام 1983 بدأ في نشر أعماله. وفي عام 1990 تخرج في فصل الدراسات العليا بمعهد لوشوين للأدب. وفي عام 1991 انضم لعضوية اتحاد الكتاب الصينيين. وقد نشرت أعماله في الكثير من المجلات الأدبية المتخصصة مثل "الحصاد" "أدب بكين" "الكاتب" "أدب الشعب" وغيرها حتى صار من كتاب القصة الذين يجذبون الأنظار وينتظرهم القراء. حصد الكاتب عبر مشواره الأدبي الكثير من الجوائز مثل جائزة الأعمال المتميزة بشينجيانغ من مجلة "الواحة" وجائزة النتاج الأدبي المميز من مجلة "المعاصر" وجائزة أفضل رواية طويلة للعام من اختيار القراء ومن اختيار الخبراء من مجلة "التايمز الصينية" وغيرها من الجوائز.
المترجم أحمد ظريف يعمل مدرسا للغة الصينية في كلية الألسن جامعة المنيا وحاصل على الماجستير والدكتوراه في علم اللغة الصينية وعلم اللغة التطبيقي من جامعة المعلمين بشنغهاي، شارك في العديد من المؤتمرات والندوات العلمية حول الترجمة وعلومها، كما عمل محاضرا لعلم الترجمة بجامعة شنغهاي للدراسات الأجنبية، وخبيرا بمشروع وزارة الثقافة الصينية للترجمة. له الكثير من الأعمال المترجمة منها: "سيرة دينغ شياو بينغ"، "سيرة تشين يون"، "الموسوعة الإسلامية الصينية"، "مذاق شينجيانغ"، "نظام الحكم في الصين"، والمجموعة القصصية "الجلباب الرمادي"، "القطب الثالث"، ورواية "الربع الأخير من القمر" وغيرها، كما أشرف على مراجعة أكثر من عشرين عملا مترجما عن الصينية.