الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

"تمكين التغيير.. المرأة في الابتكار والإبداع".. شعار يرفعه اليوم العالمي للملكية الفكرية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تحتفل المنظمة العالمية للملكية الفكرية (وايبو) باليوم العالمي للملكية الفكرية يوم 26 أبريل الجاري، وذلك تحت شعار " تمكين التغيير: المرأة في الابتكار والإبداع"، حيث يسلط الاحتفال الأضواء على الدور الذي يمكن لنظام الملكية الفكرية أن يضطلع به في دعم المبتكرات والمبدعات (بل الجميع) في سعيهن من أجل الوصول بأفكارهن المذهلة إلى الأسواق. ففي كل يوم تخرج النساء باختراعات تغير قواعد اللعبة ويبدعن في كل ما يحسن أسباب الراحة ويحول المعيشة ويزيد الإنسان فهمًا في علوم شتى، من الفيزياء الفضائية إلى النانوتكنولوجيا ومن الطب إلى الذكاء الاصطناعي والروبوتية.
كانت المنظمة العالمية للملكية الفكرية (الويبو) قد حددت يوم 26 أبريل فى عام 2000 الاحتفال باليوم العالمى للملكية الفكرية، وهو تاريخ دخول اتفاقية الويبو حيز النفاذ فى عام 1970، بهدف إذكاء فهم الجمهور للملكية الفكرية. ومنذ ذلك الحين، أتاح اليوم العالمى للملكية الفكرية فرصة فريدة كل سنة لمشاركة الآخرين فى جميع أنحاء العالم فى النظر فى الكيفية التى تساهم بها الملكية الفكرية فى ازدهار الموسيقى والفنون وتقود الابتكار التكنولوجى الذى يساعد على بناء عالمنا.
على الرغم من التحسن العام الذي شهدته المساواة بين الجنسين في شتى أنحاء العالم، فلا تزال الفوارق بين الجنسين قائمة بوجه خاص في مجال البراءات. وتظهر أحدث بيانات الويبو أن 30.5 % فقط من طلبات البراءات الدولية المودعة عن طريق المنظمة تضمنت مخترعة واحدة على الأقل. ورغم أن عدد طلبات معاهدة التعاون بشأن البراءات التي تضمنت مخترعة واحدة على الأقل، قد تضاعف تقريبا منذ عام 2007، وهذه خطوة تبعث الأمل، فلا يزال التكافؤ بين الجنسين حلما بعيد المنال. وإن افترضنا استمرار هذا الاتجاه، فمن المتوقع أن يحدث التوازن في عام 2076، لا قبل. وعلاوة على ذلك، لا يتوفر سوى قدر محدود من البيانات بشأن إسهام النساء في مجالات الملكية الفكرية الأخرى مثل العلامات التجارية وحق المؤلف. وعليه ينبغي مواصلة العمل على ضمان المساواة بين الجنسين في النفاذ إلى نظام الملكية الفكرية واستخدامه كي يستفيد كلاهما من أصوله الإبداعية والابتكارية.
ووفقا لتقارير المنظمة العالمية للملكية الفكرية لعام 2016، عن تعزيز دور المرأة في مجال الابتكار، حيث تقل نسبة النساء اللواتي يستخدمن نظام البراءات كثيرًا جدًا عن مثيلتها لدى الرجال. فإن المرأة لم تسهم في عام 2016، سوى بأقل من ثلث طلبات البراءة الدولية في إطار معاهدة التعاون بشأن البراءات. وإذا استمرت المعدلات الحالية، لن يتحقق التكافؤ بين الجنسين في استخدام النظام إلا في عام 2076، أي بعد 60 عاما من الآن.
وقد أشار فرانسيس غري المدير العام للويبو، إلي إن موضوع دور المرأة في مجال الابتكار يكتسب" أهمية استثنائية" وأن الويبو تنظر إليه بجدية بالغة. ولكن على الرغم من بعض المؤشرات الإيجابية، فإنه لا يزال يتعين إحراز قدر هائل من التقدم" لتحقيق التكافؤ بين الجنسين. وأكد غري، التزام الويبو بالمساواة بين الجنسين، التي أشار إلى أنها باتت أولوية في منظومة الأمم المتحدة ككل. 
وأضاف غري، إن الويبو طبقت سياستها المتعلقة بالمساواة بين الجنسين في 2014، ومنذ ذلك الحين أنشئت شبكة تضم 25 منسقا للشؤون الجنسانية في المنظمة. كما تدير الويبو برامج مختلفة لتمكين المرأة في مجال الابتكار. فعلى سبيل المثال، في عام 2016، شاركت حوالي 25 ألف امرأة في البرامج التدريبية لأكاديمية الويبو، أي ما يزيد نسبته على 50 % من جميع المشاركين. 
وأشار غري، أيضًا إلى العمل التجريبي في هذا الميدان، لا سيما إدراج المؤشرات الجنسانية في تقارير، مثل مؤشر الابتكار العالمي الذي يضع مقاييس الأداء في مجال الابتكار في جميع أنحاء العالم. وتشير البيانات كذلك إلى أن عدد الطلبات المودعة من المخترعات بناء على معاهدة التعاون قد تضاعف تقريبا بين عامي 2007 و2016. كما ارتفعت، في الفترة نفسها، حصة الطلبات المودعة من المخترعات بناء على معاهدة التعاون من 23 % في عام 2007 إلى 30.5 % في عام 2016. وكانت أعلى نسبة نمو في الطلبات من نصيب جمهورية كوريا والصين، حيث بلغت نسبة طلبات المخترعات فيهما 46.6 %، و43.8 % على التوالي.
وقد كشفت تقارير نساء غيرن وجه العالم عبر إسهامات واكتشافات وإليكم أبرز الاختراعات والاكتشافات التي طورتها المرأة وساهمت بالتطور الإنساني الحديث:
1- غريس هوبر "أم أجهزة الكمبيوتر": بعد الحرب العالمية الثانية كانت "هوبر" تعمل في جامعة هارفارد على تطوير ####(IBM)#### هارفارد مارك، وهو أول جهاز كمبيوتر تجاري في العالم. كذلك كان لها دور فاعل جدًا في اختراع لغة البرمجة ووضع أسسها. أصدرت "هوبر" أكثر من 50 بحثًا في المعلوماتية. تقاعدت عام 1986 وكان عمرها 80 عاما، وتوفيت عام 1992 وأطلق عليها الناس في ذلك الوقت لقب "أم الكومبيوتر".
2 - ستيفاني كوليك: وهي باحثة كيميائية اكتشفت مادة ألياف كيفلار ####(Kevlar) #### وألياف ذات مقاومة شد كبيرة والتي هي أقوى من مادة الفولاذ بخمس مرات، قادها اكتشافها هذا إلى تطوير سترة واقية من الرصاص عام 1966. واختراع "ستيفاني" هذا أنقذ ملايين من رجال الأمن حول العالم. كما استخدمت المادة التي اكتشفتها "ستيفاني" بعد ذلك في عدد من الصناعات مثل كابلات الجسور المعلقة، والخوذ، والفرامل، والزلاجات، ومعدات التخييم.حازت ستيفاني على 28 براءة اختراع خلال 40 عاما من البحث العلمي وتعتبر من أهم الأدمغة في العالم.
3 – أليس باركر: أولى المخترعات الأميركيان، حصلت على براءة اختراع عام 1919 لاختراع أنهى استخدام الحطب والفحم في المنازل للتدفئة، حيث كان نظام التدفئة الذي اخترعته "باركر" قادرًا على تنظيم درجة حرارة المبنى من غرفة إلى غرفة وهو ما يعرف اليوم بنظام التدفئة المركزي.
4- جوزفين كوشران: غضب جوزفين من مساعدتها التي كانت تكسر الصحون الصينية الفاخرة باستمرار قادها إلى اختراع غسالة صحون مستخدمة ضغط المياه العالية. وقد حصلت جوزفين على براءة اختراع عام 1886. ولكن خلال هذه الحقبة لم يكن لدى معظم المنازل تكنولوجيا نظام الماء الساخن لتشغيل هذا الجهاز، ومع ذلك استمرت "جوزفين" ببيع غسالة الصحون إلى الفنادق والمطاعم الى أن انتشر اختراعها في المنازل شيئا فشيئا.
5- مارجريت نايت: اكتسبت مارجريت براءة اختراع عن جهاز يجعل قعر الأكياس الورقية مسطحة كما نعرفه اليوم، مما ساهم في انتشار استخدام الأكياس الورقية في وقت لم كن فيه الأكياس البلاستيك موجودة. مما جعل اختراعها قفزة في عالم المبيعات. ولدى "مارغريت" عدة اختراعات أخرى أنجزت أولها عندما كانت بسن الـ 12، وعند وفاتها كانت مارجريت قد منحت أكثر من 26 براءة اختراع.
6- ماريون دونوفان: عرضت ماريون دونوفان لأول مرة اختراعها الحفاضات في متجر "ساكس فيفث أفينيو" في الولايات المتحدة عام 1949، وحازت "دونوفان" على براءة اختراع لهذه الحفاضات الأولى من نوعها والتي توصلت إليها من خلال تطويرها للأقمشة التي تقاوم تسرب الماء. وحاز اختراعها على ردود فعل ايجابية كثيرة وكونت من خلاله ثروة قادتها الى تأسيس شركة بامبرز الشهيرة في 1961.
7- بات: بدأت "بات" التي كانت سيدة أعمال أمريكية متخصصة بالإعلانات والطباعة بتجربة تركيبة مزيل الأخطاء المطبعية في مطبخ منزلها، إلى أن توصلت إلى التركيبة الصحيحة بعد سنوات وذلك عام 1958. وفي عام 1979 باعت "بات" منتجها لمؤسسة جيليت بـ47.5 مليون دولار أميركي.
8- ماري أندسون: في عام 1900 عندما كانت السماء تمطر أو تسقط الثلوج كان السائقون يضطرون للتوقف كل بضعة أمتار لمسح زجاج السيارات. حلت"ماري أندرسون" عام 1903 هذه المشكلة عندما اخترعت المساحات. وقد شكك الناس في اختراع "ماري" في البداية ظنا منهم بأن المساحات ستكون بمثابة تشتيت لانتباه السائق ولكن مع مرور الوقت أثبت هذا الاختراع فاعليته حيث لا توجد سيارة تخلو منه في وقتنا الحالي.
9- هيدي لامار: وهي ممثلة نمساوية أمريكية والتي وضعت مجلة "تايم" صورتها على غلافها في منتصف الخمسينيات تحت عنوان "أجمل امرأة في العالم"، تحتفل 3 دول هي النمسا وألمانيا وسويسرا بيوم ميلادها ليكون "يوم المخترع" تكريما لها ولإنجازها العلمي الذي لولاه لما كان هناك شيء اسمه "بلوتوث" أو "واي فاي" أو "موبايل". فهيدي" كانت فضلًا عن كونها ممثلة مشهورة في وقتها، هي عالمة وباحثة طورت نظام اتصالات اعتبرته أميركا سلاحا سريا ساعدها أثناء الحرب العالمية الثانية. بعد نهاية الحرب استمر تطوير تقنية "هيدي" لتصبح أساس طفرة الاتصالات الحديثة كالموبايل و"الواي فاي" و"الجي بي إس" ونظم اتصال الأقمار الصناعية.
10- باتريسيا باث: أول طبيبة من أصل أفريقي سجلت براءة اختراع عام 1988 في مجال طبي، حيث طورت " باتريسيا" الليزر لاستخدامه في "إزالة إعتام عدسة العين" جراحيا مما أعاد البصر للعديد من المصابين بهذا المرض. وساهمت "باتريسيا" في جعل أداة الليزر الطبية الإجراء الأكثر دقة للجراحة. ولدى"باتريسيا" 5 براءات اختراع كلها متعلقة بتطوير الليزر للعمليات الجراحية.
11- إليزابيث ماجي: لعبة المونوبولي، وهي أحد أشهر الألعاب في العالم، والتي اخترعتها إليزابيث ماجي عام 1904، الاسم الأصلي للعبة هو لعبة لاندلورد ####(The Landlord’s Game) ####، وقد تعرضت اللعبة في وقتها للانتقاد والسخرية، لكن بعد 30 عامًا أعاد "تشارلز دارو" إحياء اللعبة بشكل مختلف، والذي كان أول من يحقق ثروة هائلة من الألعاب.
12- شيرلي جاكسون: وهي عالمة الفيزياء النظرية والتي حصلت علي درجة الدكتوراه من معهد ماساتشوستس عام 1973، ويرجع إليها الفضل في إنشاء مفاهيم الاتصالات السلكية واللاسلكية. وحين كانت تعمل في مختبرات بيل أجرت عدة تجارب ما جعلها تتوصل إلى اختراع الفاكس المحمول، والخلايا الشمسية، وكوابل الألياف البصرية. ولم تخف أسرار اختراعها، إنما شاركتها مع العلماء في جميع أنحاء العالم.
13- ليتيسيا جير: حصلت ليتيسيا جير على براءة اختراع حقنة طبية عام 1899، والتي طورها فيما بعد كولين موردخ عام 1956.
14- آنا كونيلي: ويعود الفضل لها في اختراع سلم الحريق أو الطوارئ الذي يعد وجوده أساسيًا في كثير من المباني لآنا كونيلي عام 1887.
إن المساهمات المهمة والملهمة التي قدمتها النساء حول العالم لا حصر لها وقد تمكن من التغيير في عالمنا. والتحلي بهذه الروح "القادرة على كل شيء" لا بد أن تلهمنا جميعا. وإنجازاتهن الرائعة ميراث لا يقيم بثمن يهبنه لفتيات اليوم اللواتي يطمحن إلى الإبداع والاختراع في المستقبل. 
وتتبوأ النساء اليوم أكثر من أي وقت مضى مناصب القيادة، ويسمعننا أصواتهن في مجال العلوم والتكنولوجيا والأعمال والفنون. وهذا خبر يبشر بالخير. فيدا بيد، رجالا ونساء، تغدو البشرية أقوى وأمتن وتتحسن قدراتنا على إغناء ثروتنا الثقافية المشتركة وتطوير الحلول الفعالة للحد من الفقر وتحسين الصحة في العالم وصون البيئة. وقد آن الأوان للتفكير في السبل الكفيلة بزيادة أعداد النساء والفتيات المبتكرات والمبدعات في العالم ومدى أهمية ذلك.