الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

العدوان الثلاثي.. وقمة القدس بالسعودية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فى بيان كل من الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن بشأن مسألة السلاح الكيماوى فى سوريا، ذكرت المؤسستان الدوليتان مصطلح «المزعوم»، وهو ما يعنى عدم وجود دليل مادى حتى هذه اللحظة، مؤكدًا هذا الادعاء الكاذب خاصة لا قبل الولايات المتحدة وبريطانيا، لأن اللجنة المختصة بالتفتيش عن السلاح الكيماوى لم تمارس بعد مهامها فى سوريا لإثبات أو نفى الاتهام، وهذه المسرحية الهزلية التى قامت بها الدول المعتدية على سوريا الدولة ذات السيادة، يعد انتهاكًا صريحًا للقانون الدولى وميثاق الأمم المتحدة الذى يحظر الاعتداء أو التدخل العسكرى على الدول المستقلة ذات السيادة.
وسيناريو العدوان الثلاثى على سوريا هو صورة طبق الأصل للعدوان الثنائى الذى قامت به الولايات المتحدة وبريطانيا فى الثمانينيات فى عهد الرئيس بوش الابن، ومعه مملكة الشر فى بريطانيا، عندما ادعو وجود سلاح كيماوى فى العراق، وقامت الدولتان الداعيتان للتنظيمات الإرهابية: أمريكا وبريطانيا باحتلال العراق وتدمير جيشه العربى من أجل تنفيذ المخطط الصهيوأمريكى الخاص بتقسيم الدول العربية، وفى النهاية اعتذر تونى بلير عن تدمير العراق بعد أن ظهرت الحقيقة وعدم وجود سلاح كيماوى فى العراق.. ولا يزال العراق يعانى من المؤامرة الأمريكية البريطانية حتى اليوم.
إذن العدوان الثلاثى استهدف تدمير الجيش العربى السورى بعد اكتشاف وجود غاز بترول فى ٦٠٪ من منطقة إدلب، وأن ٣٠٪ من الأراضى السورية يحتوى على النفط والغاز.
وقد قال الرئيس الأمريكى الأسبق جيمى كارتر بعد نصر أكتوبر ١٩٧٣ إن على الولايات المتحدة أن تستخدم القوة فى مناطق الغاز والنفط عن طريق الحرب بالوكالة، وهو ما حدث فى العراق وليبيا، ويحدث اليوم فى سوريا التى تعتبر البوابة الرئيسية للأمن القومى المصري، والجيش المصرى لديه جيشان ميدانيان، هما: الجيش الثانى والثالث الميداني، أما الجيش الأول لمصر، فهو الجيش العربى السورى.
وفى كلمته التاريخية أمام القمة العربية التاسعة والعشرين بالسعودية، تحدث الرئيس السيسى - كعادته - بكل شجاعة وشفافية عن احتياج الدول العربية إلى استراتيجية شاملة لحماية الأمن القومى العربي، كما تحدث عن فلسطين قضية العرب المركزية، كما تحدث عن سوريا الدولة العربية ورفضه التدخل فى شئونها وأن تقرير مصيرها بإرادة شعبها، كما أكد أن الحق العربى فى القدس ثابت وأصيل وأنها عاصمة للفلسطينيين ثم احتلالها من قبل العدو الإسرائيلى المغتصب للأرض العربية، وأن قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن تؤكدان ذلك برغم بلطجة الولايات المتحدة ومساندتها لدولة الاحتلال بالباطل وبغير حق.
وأشار الرئيس السيسى إلى أنه قد آن الأوان لوقف نزيف الدم السورى بسبب الإرهاب والتدخلات السافرة من الولايات المتحدة وبريطانيا، وأبدى الرئيس السيسى قلقه من التصعيد فى دمشق، وفى نفس الوقت أكد السيسى رفض مصر استخدام الأسلحة المحرمة، وطالب بإجراء تحقيق شفاف ومحايد فى هذا الشأن، كما أكد الرئيس السيسى وحدة وسلامة وعروبة ليبيا واليمن، وأنها مسئولية العرب جميعًا، وأشار إلى أن هناك دولًا إقليمية تؤذى حق الجوار فى إشارة إلى إيران، وأن جيشًا آخر يحتل أجزاء من أراضى سوريا والعراق.
كما طالب الرئيس السيسى بضرورة إعادة النظر فى تأسيس العلاقة مع دول الجوار بعيدًا عن التدخل فى شئونها الداخلية، فى إشارة إلى قطر الداعم الرئيسى للإرهاب فى جميع الدول العربية، كما رفض الرئيس قيام عناصر يمنية فى إشارة إلى الحوثيين بقصف الأراضى السعودية بالصواريخ الباليستيه.
وتحدث السيسى صراحة عن تورط بعض الأشقاء مع أطراف إقليمية فى دعم وتمويل التنظيمات الإرهابية.
كل هذه القضايا التى تناولها الرئيس السيسى فى خطابه الصريح أمام قمة القدس بالسعودية، لم تكن وليدة الصدفة أن يتناولها الرئيس السيسى بما يتفق مع القانون الدولى وقرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن.. ويحدونا الأمل فى أن يجتمع العرب على كلمة سواء، ويقرروا إنشاء القوة العسكرية العربية المشتركة، التى دعا إليها الرئيس السيسى فى قمة القاهرة ٢٠١٥.. فهى الضمانة الوحيدة للحفاظ على الدولة الوطنية والأمن القومى العربى.