«وحوى يا وحوى إياحه، رحت يا شعبان إياحه، جيت يا رمضان» بتلك الأغنية التراثية نستقبل الشهر الكريم، التى بمجرد سماعها نذكر شهر رمضان، ونتذكر نسائمه وأجواءه الجميلة التى ستهل علينا خلال أيام قلائل، وتقترن تلك المناسبة بفانوس رمضان، الذى لا يخلو بيت أو شارع إلا ويعلق به الفوانيس، كما ويعد أجمل الهدايا بهذا الشهر.
«رفعت السمكري» الرجل الخمسينى المقيم بمدينة الزقازيق، ولد لعائلة تشتهر بصناعة الفانوس منذ عشرات السنين، فقرر أن يورث المهنة لأبنائه ومن ثم أحفاده، رغم انشغال أفراد عائلته بالتعليم ووظائفهم، إلا أنهم يلتفون حوله طوال العام، لإنجاز أعداد كثيرة من الفوانيس وأكثر جودة، فى «ورشته» التى تعد المُصّدر الأول للفانوس لمدن خط القنال، وهو المنافس لورش طنطا.
الأسطي «رفعت» وفريق عمله يعملون على مدار العام دون توقف، لسد طلبات الجملة والقطاعى خلال الموسم، يصنع الفانوس بأحجامه وأشكاله كافة، بورشته الخاصة، فلديه جميع «الصنايعية» المتخصصين، ويتم تصميم هيكل الفانوس «العفشة» من الصفيح، وتقطيع الزجاج ثم طباعته بالألوان أو الكتابة عليه بالأحبار للوصول إلى تصميمه النهائي، وتكون أحجامه بداية من ١٠ سنتيمترات، وحتى ثلاثة أمتار، والتى تتراوح أسعارها بين ٢٠ جنيها و٧٥٠ جنيها.
وأرجع ارتفاع سعر الفانوس هذا العام إلى ارتفاع أسعار الخامات والعمالة، مشيرا إلى أن التصنيع يبدأ بعد أجازة عيد الفطر وحتى شهر رمضان من العام التالي، ويكون البيع منذ نصف شهر رجب وحتى شهر رمضان، وينفق على أسرته وصناعته، بالدخل الذى حققه من البيع فى الموسم.
ومن الطريف أن لكل فانوس «مسمي»، فمثلا تتنوع أسماء الفانوس حسب تصميمها:
«أبو العيال»، «شمامة»، «شويبس».. أشهر أسامى الفوانيس «شقة البطيخ»، «نجمة»، «فاروق»، «فانوس بلوز»، «كار العالمة» و«برج»، فكما يُعِد فانوسًا ذا نقوش بآيات قرآنية للمسلمين، ويعد فوانيس للمسيحيين؛ حيث يقبلون على شرائها فى شهر رمضان ويعلقونها للزينة بمنازلهم كالمسلمين، وأكثر ما أسعد «رفعت السمكري» خلال ممارسته لحرفته، روح الأخوة والمحبة التى تبدو واضحة بين الشعب المصري، فالمسيحيون يشترون الفوانيس لإهدائها لإخوانهم المسلمين لتهنئتهم بالشهر الروحانى الجميل.
