الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

المخرج يوسف منصور: الإنتاج المسيحي داخل السينما المصرية والعربية قليل جدا.. "أوغسطينوس" تكلف 3 ملايين دولار.. ضجة إعلامية مضادة أوقفت عرض فيلم نوح

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«البوابة القبطية» أجرت حوارًا مع المخرج يوسف منصور، مؤسس ومدير مركز الإبراهمية الإعلامى، ورئيس مجلس إدارة الأكاديمية المسيحية للإعلام، الذى ساهم من خلال مركزه فى إنتاج الكثير من الأعمال الفنية، السينمائية والدرامية والإذاعية، التى تتناول القضايا الاجتماعية المختلفة، من عدة جوانب، لا سيما الجانب الدينى.

«منصور» تخرج فى كلية الخدمة الاجتماعية عام 1977، وحصل على دراسات إعلامية حرة، وهو مخرج إذاعى ومنتج برامج تليفزيونية، ومخرج مسرحى أيضا، ويعد مركزه «الإبراهيمية للإعلام» تابعًا لرابطة الإنجيليين.
فى حواره، استعرض «منصور» الأفلام التى أنتجها المركز، وتحدث عن الأزمة القائمة بخصوص الإنتاج الدينى للأفلام السينمائية، وكذلك موقف المؤسسات الدينية، كالكنيسة والأزهر، من الفن وحرية الإبداع، كما عرج على بعض الخطوط العريضة التى يمكن من خلالها إنتاج أفلام تنشر القيم السامية التى تتفق مع الإيمان وثقافة مجتمعنا العربى.


> بداية.. ما أهداف مركز «الإبراهيمية»؟
- المركز هو أول مركز إعلامى داخل كنيسة محلية بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا لخدمة المنطقة برؤية فردية، وكانت البداية عام 2005، وأصبح اليوم مؤسسة إعلامية لها مكانتها فى المجتمع المصرى والعربى. وأهداف المركز تدريب كوادر فنية فى منطقتنا لحمل مسئولية إنتاج تليفزيونى وإذاعى وسينمائى على أعلى مستوى، والتركيز على البرامج التنموية التى تحمل المبادى والقيم الإنسانية والمسيحية للوصول بالمجتمع المحيط بنا إلى الرقى والتقدم لخدمة الإنسان.
ونعمل على أن يكون الإعلام متطورا وجديدا وسباقا، يواكب حضارة وتحديات القرن الحادى والعشرين، وذلك من خلال إعلان رسالة المحبة والسلام، ومن جهة أخرى الدفاع عن الكرامة الإنسانية ومبادئ حقوق الإنسان، وتشجيع احترام حرية الآخرين، وترسيخ ثقافة الحوار، والمساهمة فى الارتقاء بالمجتمع بهدف خدمة الإنسان، وذلك من خلال نشر القيم السامية التى تتفق مع الإيمان وثقافة مجتمعنا العربى.

> ماذا يقدم قسم الإنتاج الفنى الموجود داخل المركز؟
- يهدف القائمون على هذا القسم إلى تحويل رؤية المركز من أفكار ورؤى إلى صور مرئية ومسموعة، وبلورتها فى كيان واقعى ملموس، من خلال إنتاج المسلسلات والأفلام والدراما والبرامج الإذاعية والتليفزيونية والسينمائية، وتقديمها للمستمعين والمشاهدين حاملة رسالة المحبة والسلام لكل منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مستخدمًا فى ذلك أحدث التقنيات فى مجال الإنتاج.
تصل المواد الفنية إلى قسم الإنتاج وهى مجرد أفكار، وتبدأ بعدها رحلة ترجمة تلك الأفكار إلى كلمات، ونص مكتوب، وبعد المراجعة والتعديل تأتى الخطوة التالية بالبحث عن مُخرج متمكن، يقوم باختيار فريق عمل من مصورين وممثلين وفريق إضاءة.. إلخ، وكل ذلك تحت إشراف وإدارة قسم الإنتاج، لينطلق مشوار استحضار العمل من الورق والخيال إلى التجسيد الملموس صوتًا وصورةً، بكل ما أمكن من إبداع وابتكار.
وأنتج القسم عددًا من الأفلام والمسلسلات خلال السنوات العشر الأخيرة، ومنها أفلام روائية عن حقوق المرأة، مثل فيلم «حبل غسيل» الذى ناقش قضية ختان الإناث، وفيلم «وفاء» الذى تحدث عن قضية الاغتصاب الزوجى، وفيلم «يوتبيا النساء» الذى ناقش أحلام البنات، وفيلم «عندما تصمت الحياة» الذى ناقش الخرس الزوجى، وفيلم «أثينا» الذى ناقش قضية الاختيار، وفيلم «حق سماح» الذى ناقش قضية الاغتصاب، وفيلم «البوح» الذى تحدث عن الإنترنت وأحلام البنات، وفيلم «دولة الرجال» الذى ناقش ظلم القوانين للمرأة، وفيلم «كابينة تليفون» الذى ناقش قضية العنوسة، وفيلم «عروستى» الذى ناقش قضية الشهوة، وفيلم «حاجات نادرة» الذى تحدث عن التحرش، وفيلم «أحلام» الذى تحدث عن الإجهاض والسلطة العائلية.
وهناك أيضا أفلام أنتجها القسم تتحدث عن حقوق الطفل، فقد أنتج المركز 4 أفلام فى هذا الإطار، منها فيلم "القيالة" الذى ناقش ظاهرة أطفال الشوارع وما يترتب عليها من أضرار تلحق بالأطفال، وفيلم «الطريق إلى اللاشىء» الذى ناقش ظاهرة عمل الأطفال فى سن صغيرة وتسربهم من التعليم، وتعرضهم للأخطار نتيجة عملهم فى الشارع.
كما أنتج القسم فيلم «لعبة على الطريق» الذى ناقش قضية مصنع الأسمنت الموجود فى وسط المساكن فى منطقة «وادى القمر» بالإسكندرية، وما يخرجه هذا المصنع من مواد ضارة وأبخرة سامة تضر بحياة المواطنين القاطنين فى هذه المنطقة. إلى جانب أفلام متنوعة مثل «فتاة المصنع» الذى ناقش قضية التحرش بالسيدات العاملات.
وأنتج المركز عددا من المسلسلات مثل مسلسل «البيت» فى إطار الوحدة الوطنية وإيجاد أرضية مشتركة للحوار الإسلامى المسيحى وحوار الأديان الفعال الهادف، ومسلسل «زواج سعيد جدا» الذى ناقش عددا من القضايا الاجتماعية، ومسلسل «الوهم» الذى تناول قضية نقص المناعة المكتسب (الإيدز)، بهدف رفع الوعى المجتمعى بهذا المرض من حيث كيفية التعايش مع المصابين به، وكيفية إصابة الإنسان به، وطرق الوقاية.
وأشير هنا إلى أن المركز أنتج فيلم «أوغسطينوس ابن دموعها»، الذى استغرق تنفيذه 3 سنوات، وتم تصويره فى الأماكن الحقيقية التى عاش فيها القديس أوغسطينوس، فى الجزائر، تونس، إيطاليا، فرنسا، ويتناول الفيلم شخصية الفيلسوف والعالم الدينى أوغسطينوس من الناحية التاريخية وتأثيره على العالم الغربى.

> ماذا عن الإنتاج المسيحى داخل السينما المصرية؟
- الإنتاج المسيحى داخل السينما المصرية أو العربية قليل جدا، وإذا وجد فسنجد الإنتاج فى الإطار التاريخى الدينى، وهذا يعود إلى قلة الإمكانيات الموجودة، ومن أجل ذلك لم نتطرق إلى إنتاج أفلام مثل «أوغسطينوس ابن دموعها» إلا عام 2016، ما يعنى أن معدل الإنتاج هو فيلم كل 20 سنة أو 30 سنة، وهذا يعد معدلًا كوميديًا، والبعض يقول بمبدأ «نصف العمى ولا العمى كله»، ولكن الفيلم خرج بطريقة احترافية، وعلى أعتاب السينما العالمية الدينية.

> كم تكلف إنتاج فيلم «أوغسطينوس»؟ وما المعوقات التى واجهته؟
- فيلم «أوغسطينوس» تكلف إنتاجه ما يقرب من 3 ملايين دولار أمريكى، ويعرض فى عدد من الدول، وحاز على إعجاب الفاتيكان والطائفة الإنجيلية، واليونيسكو، كما عرض فى باريس والفلبين والجزائر والمغرب وتونس ولبنان، وعرض فى مصر على مسرح الجمهورية، ولكن لم يعرض بعد ذلك فى أى دور عرض سينمائى، وأطالب الدولة المصرية بعرض الفيلم.

> ما الأسباب التى ساعدت السينما المصرية فى إنتاج فيلم مثل «آلام المسيح» عام 1938؟
- الظروف التى كانت تعيش فيها مصر، سياسيا ومجتمعيا والبيئة، فى تلك الأيام كانت مهيأة لذلك، ومنفتحة بدرجة كبيرة على حرية الفكر والإبداع، ما جعلها تعرض هذا الفيلم المصرى العربى الذى جسد قصة الآلام، وقد قام بتمثيل الفيلم ممثلون محترفون عظماء وقتها، وقد راجع النص الأديب والكاتب طه حسين، ووافقت عليه الكنيسة وقتها لالتزامه بالنص حرفيا كما جاء بالكتاب المقدس.

> لماذا توقف عرض فيلم «نوح» من وجهة نظرك؟
- سبب وقف فيلم نوح عن العرض فى مصر وبعض الدول العربية الأخرى، هو الضجة الإعلامية المضادة للفيلم، وأؤكد أنه لو كانت الضجة الإعلامية التى حدثت مع فيلم «نوح» حدثت مع فيلم «بولس»، لتم منع الأخير من العرض، ولكن لأن الإعلام والميديا لم يتحدثا عنه فهو مسموح بعرضه حتى الآن.

> هل من الطبيعى أن تذهب قصة أى فيلم دينى للكنيسة أو الأزهر أولا؟
- بالتأكيد لا يوجد هذا إلا إذا تدخل طرف آخر وصنع أزمة بشأن العرض، فهل سمعت أنهم أرسلوا فيلم «بولس» للكنيسة أو الأزهر لأخذ موافقتهما؟ بالطبع لا، ولكن هذه هى الشماعة التى نعلق عليها تخاذلنا وتكاسلنا.

> لماذا اتجهت الكنيسة فى مصر إلى إنتاج أفلام تحكى تراثها؟
- المشكلة الحقيقية أن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية فى مصر حاولت أن تنتج من داخل أسوارها أفلاما تجسد جزءا من تاريخها، واتجهت إلى إنتاج أفلام القديسين، لأنها على مستوى إمكانياتها، وهى تؤكد ترسيخ مبدأ أساسى لدى الكنيسة، هو الاستشهاد، وهو نوع من أنواع الاتحاد المعنوى للمسيحيين كأقلية، وهم دائما يؤكدون أنهم مدعوون للموت، وأنا أرى أن هذا المبدأ غير دقيق، لأننا مدعوون للحياة وليس للموت، والدليل على ذلك ما جسده فيلم «49 شهيدا» الذى رأينا فيه طفلا وأباه يهربان من القتل والاضطهاد، وجعلهما الفيلم يعودان بعد هروبهما مرة أخرى ويقتلان فى سبيل إكليل الشهادة.

> ما سر توقف الإنتاج السينمائى الدينى فى مصر والاكتفاء بترجمة أفلام الخارج؟
- لأننا ليست لدينا قيادات فكرية وإعلامية داخل الكنيسة، والتفكير لا يخرج عن الاجتماعات المغلقة، لذا قررنا كمركز للإعلام تأسيس درجة فى ماجستير الإعلام والقيادة من خلال أكاديمية خاضعة لنا ستبدأ فى 18 مايو المقبل، وسنتولى إعداد كوادر شبابية تدرس داخل الكنيسة، وتكون مؤهلة لاهوتيا وإعلاميا كمرحلة أولى، أما المرحلة الثانية فتشمل وضع استراتيجية عامة لاندماج الكنيسة فى المجتمع.

> بماذا توصى ليزيد الإنتاج السينمائى الدينى؟
- أطالب الحكومة ووزارة الثقافة بتبنى إنتاج عدد من الأفلام، مثل أفلام «أوغسطينوس» أو الأفلام التى تأتى لنا من الخارج، إلى جانب العمل التوعوى للشعب لتقبل هذه الأفلام، والتعرف على الآخر المختلف.