ما زالت السياحة الروسية حتى الآن غائبة عن مصر، رغم عودة رحلات الطيران منذ 8 أيام؛ وأرجع خبراء السياحة سبب غيابها حتى الآن إلى توقف حركة الطيران الشارتر بين موسكو ومطارات الغردقة وشرم الشيخ، التى تعد أفضل المقاصد السياحية التى يتجه إليها السائح الروسى دائمًا.
وقال الخبير السياحي عصام علي: إن ألمانيا لا تزال تتصدر الحركة الوافدة إلى الغردقة، تتبعها أوكرانيا وبيلاروسيا، وأعداد محدودة من الصين، وهي المرة الأولى التي ينجذب فيها السائح الصيني للشاطئ، حيث كان يفضل السياحة الثقافية.
وأضاف علي في تصريحات خاصة، أن الغردقة لم تشعر بعد بعودة السياحة الروسية، والتي توافدت بنسب ضئيلة للغاية بسبب استمرار توقف الطيران الشارتر والاعتماد فقط على الطيران المنتظم بين القاهرة وموسكو، مشيرًا إلى أن البحر الاحمر يضم ٧٦ ألف غرفة فندقية تحتاج لحركة مكثفة لنشعر بعودة السياحة.
وطالب بسرعة تشغيل الطيران الشارتر بحلول يونيو المقبل تزامنا مع انطلاق نهائيات كأس العالم لجذب حركة أكبر خاصة من روسيا، مستبعدًا حصول مصر على نسبة أكبر من التي تستحوذ عليها تركيا من السوق الروسية، بسبب غياب الشارتر، خاصة وأن الحضور لمطار القاهرة ثم التنقل داخليا لمدن أخرى أمر مكلف للغاية بالنسبة للسائح.
وأكد المهندس شادي سمير، الخبير السياحي رئيس شركة "سلكت انترناشونال جروب" أن عودة خطوط الطيران المنتظمة بين القاهرة والعاصمة الروسية موسكو يمثل خطوة مهمة جدًا نحو عودة السياحة الروسية، وبالتالي تحقيق انتعاشه لسوق السياحة، خاصة في مناطق شرم الشيخ والغردقة، وهو الأمر الذي سيحمل في طياته رسالة إيجابية يجب استغلالها جيدا بكل الوسائل الممكنة لعودة السياحة العالمية إلى مصر.
وقال "سمير" في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز" إنه يجب استغلال صور استقبال مطار القاهرة الدولي لأولى رحلات الخطوط الجوية الروسية ايروفلوت، وأيضا صور استقبال مطار موسكو الدولي أولى الرحلات الجوية التابعة لشركة مصر للطيران منذ أيام قليلة بشكل كبير من خلال التسويق لهذه الصور باعتبارها تعبيرا واضحا عن حالة الأمن والأمان التي تشهدها مصر في الوقت الحالي.
وأضاف أنه رغم قلة تكاليف الرحلة التي أعلنت عنها شركات السياحة الروسية إلا أن الأمر قد يكون أكثر إيجابية بمجرد عودة رحلات الطيران الشارتر بين مصر وروسيا لان ذلك سيساهم بشكل كبير في تقليل تكاليف السياحة، مما يشجع السياح على الحضور إلى مصر.
وأشار إلى أن أخر الإحصائيات، قدرت عدد السياح الروس الزائرين لمصر في عام 2014، بنحو 3 ملايين سائح، وهو ما يعادل 31% من إجمالي عدد السياح، الذين زاروا مصر في هذا العام، وحقق السياح الروس 2.5 مليار دولار إيرادات لمصر عام 2014، من أصل 7.3 مليار دولار حققها قطاع السياحة ككل في نفس العام.
وأوضح أن الشركات السياحة الروسية الكبرى بدأت تستغل ذلك بشكل جيد لتشجيع السياح الروس على القدوم لمصر، ومنهم شركة "Tez Tour"، كبرى شركات السياحة الروسية التي بدأت في الإعلان عن بيع تذاكر الرحلات السياحة إلى مصر بقوة وبتكلفة مناسبة، حيث أظهر الموقع الرسمي للشركة الروسية أن تكلفة الرحلة لشخصين من موسكو إلى منتجع الغردقة على البحر الأحمر 7 ليال متضمنة الإقامة في فندق 3 نجوم حوالي 1261 دولار.
وكانت قد أكدت رابطة مشغلى الرحلات السياحية فى روسيا، أن مطار الغردقة مستعد لاستقبال الطائرات والسياح الروس، حيث توجد صالتان فى المطار جاهزتان بالفعل.
وأوضحت الرابطة وفقا لوكالة الأنباء الروسية "نوفستى"، أن المطار جاهز، رغم أن تاريخ المفاوضات حول الطيران الشارتر لا يزال غير معروف.
وكان وزير النقل الروسى مكسيم سوكولوف، أكد أن المحادثات بشأن استئناف الرحلات الجوية إلى شرم الشيخ والغردقة ستجري في الفترة بين شهري مايو، ويونيو.
وأضاف: "اتفقنا على أنه لهذا يجب أن يمر شهران أو ثلاثة أشهر، بالتزامن مع نهاية الربيع وبداية الصيف".
هذا وقد استأنفت روسيا رحلات الطيران المباشرة مع مصر في 12 أبريل الجاري، وهي الأولى من نوعها منذ ما يقرب عامين ونصف العام، حيث وصلت أول رحلة لشركة "إيروفلوت" قادمة من مطار شيريميتيفو في موسكو إلى القاهرة.
