تحل اليوم ذكرى ميلاد أول امرأة في مصر والدول العربية كلها تنجح في الانتخابات البرلمانية، وتصبح عضوا في البرلمان.
إنها راوية عطية ولدت يوم 19 أبريل 1926 في محافظة الجيزة، كان والدها سكرتير عام حزب الوفد عن محافظة الغربية، دخل السجن بسبب آرائه السياسية؛ وهذا كان له أبلغ الأثر على شخصيتها، حيث إنها عندما بلغت 13 سنة شاركت في مظاهرة ضد الاحتلال الإنجليزي مصر سنة 1939، وأصيبت في هذه المظاهرة.
أكملت تعليمها على عكس أغلبية البنات المصريات في هذا الوقت، وحصلت على شهادات جامعية في مجالات مختلفة وهى: الليسانس من كلية التربية جامعة القاهرة سنة 1947، ودبلومة في التربية وعلم النفس، وماچستير في الصحافة، ودبلومة في الدراسات الإسلامية، وعملت راوية عطية في التدريس لمدة 15 سنة، كما عملت في الصحافة لفترة قصيرة لم تتجاوز الستة أشهر.
وبعد صدور دستور مصر 1956 في عهد الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، أصبح من حق النساء لأول مرة في مصر أن تدلي بأصواتهن، كما أعطى لهن الدستور حق الترشح في الانتخابات البرلمانية، وبناء على ذلك رشحت راوية عطية نفسها لعضوية مجلس الأمة (اسم البرلمان المصرى في هذا الوقت)، وكان ذلك خلال انتخابات سنة 1957 عن محافظة القاهرة، ونجحت وحصلت على 110807 أصوات.
في سنة 1956، كانت راوية عطية أول امرأة تعمل كضابطة في الجيش المصري وكان ذلك بعد العدوان الثلاثي على مصر، حيث دربت راوية 4 ألاف إمرأة على الإسعافات الأولية والتمريض لجرحى الحرب ووصلت لرتبة نقيب، وفي حرب أكتوبر عام 1973 كانت راوية عطية رئيسة جمعية أسر الشهداء والجنود لذلك لقبت بـ أم المقاتلين الشهداء، وبسبب دورها في خدمة الجيش المصري حصلت راوية على عدة جوائز عسكرية.
وفي إنتخابات مجلس الأمة سنة 1959 خسرت راوية عطية في تجديد عضويتها للبرلمان، لكنها انضمت لـ الحزب الوطني المنحل ورشحت نفسها مرة آخرى لعضوية مجلس الشعب في انتخابات سنة 1984 ونجحت وأصبحت عضو في البرلمان المصري للمرة التانية، وفي سنة 1993 حصلت راوية عطية على منصب رئيس المجلس القومي للأسرة والسكان، وتوفيت راوية عطية في يوم 9 مايو عام 1997 عن عمر ناهز الـ 71 عامًا.
