الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

العدوان على سوريا .. حرب بالاتفاق

العدوان على سوريا
العدوان على سوريا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news







الولايات المتحدة غيرت من خطة القصف الشامل.. فبدت الضربة رمزية
فى أول تعليق على الضربة الجوية التى قامت بها كل من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، كتب المعلق السياسى لصحيفة "كوميرسانت" الروسية مكسيم يوسين مقالًا تحدث فيه عن الضربة الجوية لسوريا قال فيه: أنه برغم درامية أول أخبار عن بدء ضربة عسكرية لسوريا، فإننها أصبحت فى جوهرها، عملية استعراض ورمزية، فهى أولًا سمحت لكافة الأطراف بحفظ ماء الوجة، ثانيًا لم تؤد إلى صدام بين الحلفاء الغربيين وروسيا، وثالثًا هى لن تغير سير الحرب السورية، التى تنتصر فيها القوات الحكومية السورية. ويقول الكاتب أنه بعد التصريحات الرنانة التى أطلقها قادة الغرب، وخاصة الرئيس الأمريكى والفرنسى، لم يعد من الممكن أن تمر الأمور دون ضربات عسكرية، فهذا بلا شك كان سيمثل إراقة لماء الوجه لكل السياسيين، الذين تحدثوا عن الهجمة الكيميائية فى دوما، والتى اتهموا فيها بطريقة لا تقبل الشك السلطات السورية. فى هذه الحالة كان من غير المجدى انتظار وصول العاملين فى اللجنة الدولية لحظر الأسلحة الكيميائية إلى دوما للتحقيق ـ وإلا سيكون وقت الضربة قد مر، وإلا لكانت الجلبة التى حدثت، بدون فائدة. هكذا أنقذ قادة الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا ماء وجههم ووعدوا بمعاقبة "النظام الدكتاتورى" بسبب استخدامه للأسلحة الكيميائية، ضد شعبه، وقد صدقوا فى وعدهم. وفى نفس الوقت تجنبوا الأسوأ من الذى كان من الممكن أن يحدث أولًا: وهذا هو الأهم لم تحدث مواجهة مباشرة مع روسيا، ومواقعها العسكرية لم تكن ضمن الأهداف المحددة للقصف، بالإضافة إلى أن المسئولين الفرنسيين أعلنوا بأهم أبلغوا روسيا عن القصف قبل حدوثه.
ومن غير المستبعد أن يكون التحذير قد حدث أثناء الحديث التليفونى الذى تم بين الرئيس ماكرون مع نظيره الروسى قبيل بدء العمليات، والكرملين بدوره لن ينفذ ما هدد به رئيس الأركان الروسى، فاليرى جيرسيموف، من أنه لن يسقط فقط الصواريخ، ولكن ما يحملها أى الطائرات والسفن كذلك. ونتيجة لهذا أصبحت المواجهة بين سوريا والغرب. وفى ذلك حصلت دمشق أيضًا على فرصة لحفظ ما وجهها، فقد أعلنت القيادة السورية عن إسقاطها العدد الأكبر من الصواريخ. ثانيًا: رغم تصريح الرئيس دونالد ترامب بأن هذه الضربة كانت أقوى من تلك التى وجهت لسوريا فى العام الماضى فى مطار الشعيرات، إلا أن الضربة الحالية رغم ذلك كانت رمزية.
ويستطرد الكاتب، فأحد الحلول التى كانت الإدارة الأمريكية تريد تنفيذها كان أكثر خطورة بكثير لدمشق، وهو قصف شامل وممتد من حيث الوقت، وكان الهدف منه إحداث أضرارا بالغة للغاية للآلة العسكرية لبشار الأسد، وإحداث انقلاب فى سير العمليات العسكرية للنزاع السورى، بحيث تمنع الحكومة السورية من كسب الحرب، لكن فى المحصلة النهائية كما نرى هذا السيناريو تم رفضه. فقد قررت واشنطن الاقتصار على يوم واحد بمعنى أدق ليلة واحدة واقتصر على عدة مواقع فحسب. أى أنه حسب الكاتب حتى هجوم كيميائى جديد (أو استفزاز تمثيلى لهجوم كيميائى). توقع الكاتب أن تسير الحرب السورية وفق سيناريو الشهور الأخيرة، المجدى لدمشق وحليفيها روسيا وإيران والمتمثل فى القضاء التدريجى على جيوب المعارضة، التى لم يتبق منها لحسن الحظ الكثير، حسب الكاتب.