يروى محمود رياض وزير الخارجية المصري خلال حقبة الستينييات من القرن الماضي، في مذكراته المعنونة «البحث عن السلام في الشرق الأوسط»، أنه في السابع من يونيو ١٩٦٧، وبعد يومين من النكسة، وصل إلى القاهرة وزير الخارجية الجزائري آنذاك، عبدالعزيز بوتفليقة، والذي جاء يحمل رسالة من الرئيس الجزائري هواري بومدين، مفادها أن الجزائر تضع كل إمكانياتها لمعاونة مصر ضد العدوان الإسرائيلي.
كان «بوتفليقة» من أوائل المسئولين العرب الذين وصلوا إلى القاهرة لتقديم الدعم في وقت صعب إبان النكسة.
وبعد وفاة «بومدين» لم يتمكن من البقاء ببلاده، نظرًا للملاحقات القضائية التي طالت أغلب رجال الحكم في عهد «بومدين» وكان «بوتفليقة» أحد المشاركين بفعالية في انقلاب «بومدين» ١٩٦٥ على أول رئيس جزائري بعد الاستقلال أحمد بن بلة.
غادر بلاده في بداية الثمانينيات، ولم يعد إلا بعد عفو الرئيس الشاذلي بن جديد عنه في ١٩٨٧، وفي ديسمبر من عام ١٩٩٨ أعلن ترشحه في الانتخابات الرئاسية، وقبل يوم واحد من بدء الانتخابات انسحب جميع المرشحين اعتراضًا عليه، وبحجة دعم الجيش الجزائري له، ووجود مؤشرات قوية على تزوير الانتخابات لصالحه.
ومنذ ذلك الحين بقى «بوتفليقة» متربعًا على عرش الرئاسة في بلاده، وتمكن من الفوز بفترة رئاسية ثانية في أبريل ٢٠٠٤، وفي مثل هذا اليوم التاسع عشر من أبريل من عام ٢٠٠٩ أدى عبدالعزيز بوتفليقة اليمين الدستورية رئيسًا للجزائر للمرة الثالثة على التوالي.
ولايزال يتولى «بوتفليقة» رئاسة الجزائر حتى اليوم بعد فوزه بفترة رئاسة رابعة في أبريل ٢٠١٤، وفي الأونة الأخيرة طالب الحزب الحاكم في البلاد «جبهة التحرير الوطني» الرئيس بالترشح لفترة رئاسية خامسة.