أوكتافيو باث شاعر وأديب ومفكر مكسيكي، اتسمت أعماله بالعاطفة المتقدة، وبالتحليق في آفاق ثقافية واسعة تتميز بذكاء وطاقة إنسانية عظيمة، شارك في الحرب الأهلية الأسبانية وعبر عنها خلال أعماله الأدبية، اهتم بالبحث عن شخصية الإنسان المكسيكي، وانحاز للجانب الإنساني الكوني.
باث، والذي تحل ذكرى وفاته غدا الخميس، كان قد ولد في مدينة مكسيكو في 31 مارس1914، حصل على جائزة نوبل للأدب سنة 1990. عرف بمعارضته الشديدة للفاشية، وعمل دبلوماسيا لبلده في دول عديدة، شمل نشاطه مجالات عديدة، الشعر والتاريخ والسياسة والدين والنقد الأدبي.
نشأ مثل مغترب وشعر بالغربة في أمريكا الشمالية، وساهم بدوره في الحركات العمالية النضالية التي كانت منتشرة في تلك المرحلة، أسس مجلة "براندال" و"دفاتر وادي مكسيكو" وفي هذه الفترة بدأ بنشر أول أعماله الشعرية، ولقد كان الرجل يجمع سحر القلم إلى فعل المقاومة، بحيث أنه شارك في الحرب الأهلية الإسبانية، وبعودته إلى المكسيك، عمل بالسياسة فشغل مناصب دبلوماسية لبلده في الخارح، إلا أنه عاد واستقال من السلك الدبلوماسي احتجاجا على سياسة حكومته تجاه الطلبة عندما قامت السلطات في المكسيك باستخدام العنف في قمع مظاهرات الطلبة ما أدى إلى مصرع حوالي ثلاثمائة طالب، ثم اتجه للصحافة.
صدرت له خمسة دواوين شعرية، ومن أهم أعماله الفكرية كتاب «متاهة العزلة» الصادر سنة 1950، وفيه حاول باث الكشف عن شخصية الإنسان المكسيكي، لكن بحثه هذا أفضى به إلى خلاصات ذات بعد إنساني كوني، تضمنها الفصل الأخير من الكتاب، وعندما فاز بجائزة نوبل، نوهت اللجنة بكتابه "متاهة العزلة" الذي يسبر فيه أغوار الشخصية المكسيكية، ومن أشهر أعماله أيضاص "حرية تحت كلمة"، وفيه برزت القضايا التي سيطرت على فكره فيما بعد وهي الحب والزمن والوحدة، وذلك بالإضافة إلى عدد من الأعمال المهمة مثل "فصل من العنف" و"فلامنورا".
حصل على العديد من الحوائز أشهرها نوبل في الآداب، وجائزة ثرفانتس، وجائزة ت. ث. إليوت، وقد رحل عن عالمنا في 19 أبريل من عام 1998 عن عمر ناهز الـ84 عامًا.
