الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

الانتحار ظاهرة تتفاقم بين "المراهقين".. ترتفع في المجتمعات الفقيرة.. والشباب هم الأكثر عرضة.. تحصد أرواح 3.1 مليون مواطن سنويًا حول العالم

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بجانب ظاهرة الانتحار التي قد اعتدنا عليه في الآونة الأخيرة بين جميع الفئات العمرية في كل المجتمعات والتي أكدتها إحصائية منظمة الصحة العالمية، بأن هناك أكثر من 800 ألف حالة انتحار كل عام، ظهرت العديد من حالات "انتحار المراهقين"، التي أصبحت على مرأى ومسمع من الجميع تهدد مستقبل بلادنا وتنتهك شبابنا، وتفاقمت الظاهرة وسجلت السبب الثاني من أسباب انتحار المراهقين في السنوات الأخيرة الماضية.
"البوابة نيوز"، في الأسطر التالية تتناول ظاهرة "انتحار المراهقين"، وكيفية الحد منها؟.

أسباب الظاهرة: 
أكد الخبراء أن الانتحار ليس أمرًا يحدث دون مقدمات، وتشير الأبحاث إلى أن 90% من المراهقين الذين ينتحرون كانوا يعانون من نوع ما من أنواع الاضطرابات النفسية والعقلية، وقد تتوجه أغلب المؤشرات أن الاكتئاب هو المسبب الأول للانتحار في هذه الفئة العمرية، كذلك هناك العديد من الأسباب مثل انهيار القدرة على التعامل مع ضغوط الحياة، المشاكل المالية، العنف، القلق، الاعتماد علي المخدرات، الألم والأمراض المزمنة، الفقدان والشعور بالعزلة، وكذلك الشعور بعدم الرغبة كل هذا يقوي السلوك الانتحاري،
التواصل الاجتماعي: 
كشف موقع "ديلى دوت"، الأمريكي، أن الاكتئاب ومعدلات الانتحار بين المراهقين نمت بشكل كبير؛ بسبب زيادة استخدامهم وسائل التواصل الاجتماعي والهواتف الذكية بشكل عام، وأظهر الموقع أن المراهقين الذين يقضون 5 ساعات أو أكثر على الإنترنت معرضون بنسبة 71% للإصابة بالاكتئاب أو التفكير في الانتحار، أكثر من غيرهم الذين يكتفون بقضاء ساعة واحدة فقط على الإنترنت يوميا.
الطرق المستخدمة في الانتحار
هناك العديد من الطرق التي تستخدم للانتحار ولعل أشهرها التسمم الذاتي بالمبيدات الذي يمثل 30% من حوادث الانتحار العالمية، ويأتي الشنق والأسلحة النارية في المرتبة الثانية في الأشياء المستخدمة في الانتحار.
وكشفت إحصائيات عالمية أن 3.1 مليون مراهق يتوفون سنويًا، الفئة العمرية لهم تتراوح بين "11- 29"، حوادث الطرق هي السبب الرئيسي لوفاة المراهقين، بنسبة 11.6 بالمئة، والانتحار يأتي في المركز الثاني لوفاة المراهقين، بنسبة 7.3 بالمئة والذكور أكثر عرضة لقتل أنفسهم من الإناث بمقدار 3-4 مرات.
وفي إحصائية لمعدلات انتحار المراهقين في كل 100 ألف مواطن، تأتي الهند في المرتبة الأولى بمعدل 35.5 حالة انتحار، وتعتبر الهند البلد الوحيد الذي يتعدى فيه معدل انتحار الفتيات على معدل انتحار الصبيان وبعدها يأتي كل من زيمبابوي 30.9 وكازاخستان 30.8 ثم روسيا وموزمبيق وغينيا الاستوائية بنسب متفاوتة.
مكافحة الظاهرة والوقاية منها:
انتحار المراهقين، ظاهرة تجبر الجميع على التكاتف من أجل الوقاية منها لمعرفة خطورتها ومدى تأثيرها ليس على المنتحر فحسب ولكن على العالم كله، وهناك العديد من التدابير التي يمكن اتخاذها للحد والوقاية من ظاهرة "انتحار المراهقين"، وتشمل هذه الأمور ما يلي:
1- الحد من فرص الوصول إلى وسائل الانتحار كالمبيدات، والأسلحة النارية، وبعض الأدوية.
2- إعداد وسائل الإعلام للتقارير بطريقة مسؤولة ورفع الوعي لدى المراهقين في المراحل السنية المعينة واحتوائهم في تلك الفترات.
3- محاولة القضاء على المواد المخدرة بجميع أشكالها وأنواعها لأنها من الأسباب الرئيسية للانتحار. 
4- الرعاية للمصابين باضطرابات نفسية الناجمة عن الآلام المزمنة والاضطرابات العاطفية.
5- توفير الرعاية للأشخاص الذين يقدمون على الانتحار وتوفير الدعم المجتمعي لهم.
وفي سياق هذا الموضوع أكد الدكتور جمال فرويذ أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة، أن حالات الانتحار قد ارتفعت بين المراهقين؛ بسبب ما أسماه بـ"تدهور سن المراهقة"، والتي تكون عبارة عن حالة مؤقتة من الاكتئاب تدفع المراهق للانتحار في نفس الوقت، وأوضح فرويذ، أنه في حالة نجاة الحالة من الانتحار لن تعود إليه مجددًا لأنها قد علمت بأن الموضوع أبسط من أن تفقد حياتها بسببه.
وشرح فرويذ، طريقة للحد من ظاهرة انتحار المراهقين، قائلًا: "علينا التقرب إلى هؤلاء الشباب في ذلك السن لأنهم تغلب عليهم العاطفة أكثر من العقلانية، فلا بد من احتوائهم ومد يد العون لهم وشرح ما نريد شرحه لهم بطريقة اللين، وليس العنف الذي قد يولد لديهم عنفًا أيضًا ويقوي من استجابتهم للانتحار".