الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

"الخال": أنا لا أتحدث إلى الطبقة الراقية ويشغلني الفقراء والعمال والفلاحين

عبد الرحمن الأبنودي
عبد الرحمن الأبنودي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أعد الملف: محمد لطفي وياسر الغبيرى وأحمد صوان وأميرة عبدالحكيم ومحمود عبدالله تهامى
تصوير: هشام محيى ومحمود أمين.
قبل مرضه كان يحب السهر والعمل طوال الليل وبعد أن اشتد عليه المرض التزم بالاستيقاظ مبكرًا، وكان يحرص على إحضار الفسيخ كطقس ثابت فى شم النسيم، وكان يجهز الموائد لضيوفه حبًّا فيهم 
تقول الإعلامية الكبيرة نهال كمال، رفيقة الخال لعقود طويلة «حافظنا جميعًا على هذا العالم الذى صنعه الأبنودى للإبداع؛ وأصبحت أنا أيضًا أشعر بالسعادة، لأننى أيقنت أنه يمر بأسعد أوقات حياته لحظة ميلاد شعر جديد، وبعد ذلك سيكون لنا جميعًا حظ وفير من هذه السعادة". 
فى الوقت ذاته، كان أكثر ما يغضب الخال هو إزعاجه وقت الكتابة "فهو مثل البحر جميل وهادئ، لكن غضبه لا يستطيع أحد الوقوف أمامه»، قالت هذا وسارعت بالقول أيضًا «وهذا لا يمنع أنه كان شخصية حنونة جدًا، وكلامه فى قصائده كان يمس القلب»؛ ولفتت إلى أنه دومًا كان قريبًا من الغلابة بأشعاره، كان يقول: «أنا لا أتحدث إلى الطبقة الراقية، وما يهمنى ويشغلنى الطبقة الفقيرة والعمال والفلاحين»؛ كان يخاطبهم مباشره ويؤثر فيهم.
أما عن طقوسه فى الحياة، فيؤكد محمود، رفيق الخال منذ استقر فى الإسماعيلية، أن الأبنودى كان له روتين يومى منتظم يسير عليه «فكان قبل مرضه يحب السهر والعمل طوال الليل؛ لكن بعد أن اشتد عليه المرض التزم بالاستيقاظ مبكرًا». 
كان الخال يحرص على قراءة عدد من الصحف المتنوعة، وخصص داخل منزله مجلسين، أحدهما صيفى والآخر شتوى، يجلس فى أيهما حسب طبيعة الطقس، ولآخر لحظة كنت أرى الأبنودى وزوجته يجلسان يتبادلان الحب والأحاديث الجميلة، ولذلك كتب لها قصيدته «طبعًا أحباب»؛ وهى واحدة من أغنيتين لحنهما صديقه العزيز بليغ حمدى، واعتبرتهما السيدة نهال مهرًا ممتدًا لها.
طبعا أحباب والحب عجيب وما لوش أسباب
طبعا أحباب وأنا وأنت سؤال وما لوش جواب
يا بو حس بيعرف يلمسنى
وكلام ولا غيره يونسنى
يا غنوه ما تحتاجش شفايف
قلبى من غير قلبك خايف
واحنا من غير بعضنا أغراب
■ ■ ■
طبعا أحباب أحباب خالص
وبحبك من قلب خالص
لو نزعل ولو أنه ده عمره
ما حصل بينى وبينك خالص
فى دقايق مين قال فى دقايق
فى ثوانى حبيبى بنتخالص
عشاق خالص أحباب خالص
ولا مننا فى الدنيا دى خالص
قلبنا خالص حبنا خالص
ولا فيش زينا أبدا خالص
طبعا أحباب.
يُضيف محمود: «كان الأستاذ يُفضّل الإفطار البسيط، والذى كان عبارة عن الشاى وبجانبه رقائق من الخبز؛ أما آخر وجبة تناولها وسط أسرته كانت فى شم النسيم، فقد كان يحرص على إحضار الفسيخ والسمك كطقس ثابت فى مثل هذه الأعياد؛ وقد كان بطبيعة الحال طعامه بسيط؛ وكان يجهز الموائد لضيوفه حبًا فيهم، وكان يفرح جدًا ويستعد لاستقبال ضيوفه؛ وفى بعض الأحيان كان يُشرف بنفسه على إعداد الطعام، خاصة وجبات العكاوى والحمام، فهو من علّمنى الطهى وكان يوجّهنى دومًا». 
يصف محمود زيارات أصدقاء الأبنودى ومعارفه بأنها كانت بمثابة يوم عيد فى حياة الأبنودى «وأتذكر لقاءه مع محافظ الإسماعيلية قبل وفاته بعام تقريبا، كان يومها سعيدًا جدًا، وكانوا قد أهدوا له درع المحافظة، هذه العلاقة القوية بالمسئولين كان الخال يستغلها من أجل خدمة الناس، وفق محمود الذى أشار إلى أن الأبنودى كان يطلب الجيران للجلوس معه والاطمئنان عليهم، وكان يستمع إلى مشاكلهم، وكثيرًا ما كان يتدخل لحل المشاكل بالقرية، وكان ينجح فى تحقيق خدمات عامة للمنطقة كلها مثل رصف الطرق وتوصيل أعمدة الإنارة عبر علاقاته مع المسئولين فى الحى والمحافظة.
لفت مساعد الخال ورفيقه كذلك، إلى أنه بعد الإفطار كان يُفضّل أن يجلس وحيدًا «كان يفكر أو يكتب أو يتابع الأخبار فى التليفزيون؛ وكان ينتظر دائمًا أن يسمع آراء الآخرين عن أعماله؛ ورغم أنه كان يمكث طويلًا حتى يُنهى أى عمل فنى؛ إلا أنه كان يقول فى النهاية: فيه حاجة ناقصة».