الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

إكرام لمعي: الإنسان ليس آلة حتى يتم تصنيفه

إكرام لمعي
إكرام لمعي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كثرت هذه الأيام المجادلات اللاهوتية بين أصولى ومحافظ ومتحرر وبالطبع هذه الصفات غير دقيقة بالمرة، لأن الإنسان ليس بآلة يمكن تصنيفه ولاحظت من يقدم مصطلحات أو عبارات منزوعة من سياقها بقصد الإعلان عن توجهه وليجمع حوله الأتباع، ولفت نظرى فى الآونة الأخيرة تعبيران غريبان، لأنهما مثيران ويحتاجان لوقفة وهما «الرب يسوع كان من المحتمل أن يخطئ» والثانية «أن الكتاب المقدس لم يخطئ البتة»، والتعبيران حق يراد به باطل، فبالنسبة للعبارة الأولى نحن نؤمن بأن يسوع المسيح لاهوت كامل وناسوت كامل بلا امتزاج طبقًا لتعبير قانون الإيمان وفى إنسانيته الكاملة كان ينام ويصحو يجوع ويشبع يتألم ويسعد، كان طفلًا صار صبيًا فشابًا فرجلًا، وفى كل هذه المراحل لم يخطئ طبقًا للمرحلة التى يمر بها إذن ما هى ضرورة القول بأنه كان يمكن أن يخطئ؟!.
أما التعبير الآخرالمنسوب للوثر، بأن الكتاب المقدس لم يخطئ البتة» هل المقصود به من الناحية اللغوية، فمن المعلوم أن الكتاب المقدس فى نسخه الأصلية كتب بعدة لغات العبرية والأرامية واليونانية الفصحى منها والعامية، فهل المقصود أنه لا توجد أخطاء فى قواعد هذه اللغات؟!.
أم أنه لم يخطئ من الناحية اللاهوتية؟ أم أنه لم يخطئ فى تأويله أو تفسيره بلا شك أن كل المؤمنين بالكتاب المقدس يؤمنون بأن الكتاب لم يخطئ فى إعلانه اللاهوتى، لكن المشكلة أن كل كنيسة أو طائفة تعتقد أن قراءتها للكتاب المقدس أو فهمها لكلمات الكتاب المقدس لا يصيبها الخطأ وأنها القراءة الصحيحة أو هى قصد الله مما كتبه وهذه كارثة، لأننا وضعنا تفسيرنا وتأويلنا وقراءتنا للكتاب على أنها قصد الله عندما أوحى لأنبيائه، لذلك عندما قال لوثر الكتاب لم يخطئ البتة يقصد تفسيره وفهمه للكتاب، من هنا علينا أن نقول الكتاب المقدس لم يخطئ البتة فى نصه أما مفهومنا ككنيسة أو طائفة أو من يردد هذه المقولة عليهم أن يقولوا نص الكتاب لم يخطئ لكن التفسير والتأويل قابلان للصحة والخطأ.
وهكذا يزول اللبس، فلا نخدع أنفسنا ولا الآخرين بجمل رنانة لا نقدر مدى صداها على رجل الكنيسة العادي.