الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

الدكتورة كلثوم عبدالحميد: مرضى الفيبروميالجيا يعانون آلامًا في 17 نقطة بالجسم.. وكل ما نقدمه للمريض أدوية للتهدئة ومضادات اكتئاب.. ونسبة الإصابة 7 نساء إلى رجل واحد

الدكتورة كلثوم عبدالحميد
الدكتورة كلثوم عبدالحميد
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فى محاولة للاقتراب من مرض الفيبروميالجيا، والتعرف على أسبابه وأعراضه واحتمالات الشفاء منه؛ حاورت «البوابة نيوز» الدكتورة كلثوم محمد عبدالحميد، أستاذ الروماتيزم والطب الطبيعى، وواحدة من أوائل الأطباء الذين تعاملوا مع مرضى الفيبروميالجيا، فى مصر؛ فكان هذا الحوار..
■ فى البداية؛ ما هو مرض الفيبروميالجيا؟
- يُسمى الفيبروميالجيا، بالالتهاب العضلى الليفى، وهو عبارة عن؛ آلام تنتشر فى ١٧ نقطة فى الجسم، تبدأ من الفقرات العنقية، ثم الكتفين والكوعين والرسغين، وأسفل الفقرات القطنية، وصولًا بالركبتين، وهناك صعوبة فى تشخيص المرض حتى الآن لدى أغلب الأطباء، حتى المُتخصصين فى أمراض الروماتيزم والمخ والأعصاب والعظام.
■ ما هى أعراض الفيبروميالجيا؟
- غالبًا ما يكون لدى المرضى حساسية شديدة؛ من الضوء والأصوات المُرتفعة والروائح النفاذة، كما يشعُر المريض بآلام مُنتشرة فى جسده، لا يستطيع بشكل واضح تحديد مصدرها، ناتجة عن إجهاد عضلى، بالإضافة إلى أن شعور المريض بالألم يكون ٥ أضعاف الإنسان الطبيعي، على أقل تقدير، فضلًا عن أن الاكتئاب واضطرابات النوم التى تُصاحب المريض طوال فترة مرضه.
■ وماذا عن أسبابه؟
- لا يوجد سبب مُحدد حتى الآن، لكن بعض الأبحاث أشارت إلى أنه ناتج عن خلل فى الجينات، أو «وراثة» من الوالدين، إضافة إلى أن تعرض الشخص لضغوط نفسية صعبة، كفقد عزيز، قد يؤدى للإصابة بالفيبروميالجيا، كما أن بعض المرضى أُصيبوا بالفيبرو بعد الولادة، أو نتيجة التهابات أصابت أجسادهم، وفى النهاية؛ فإن السبب الرئيس لهذا المرض غير معلوم حتى وقتنا هذا.
■ لماذا النساء أكثر إصابةً بالفيبروميالجيا؟
- تُصاب النساء بهذا المرض أكثر من الرجال، بنسبة تقريبية تبلغ ٧ إلى ١، ويأتى فى السن من ٣٠ إلى ٥٠ سنة فى الغالب، كأكثر إصابة للنساء بعد أمرض هشاشة العظام والزئبة الحمراء والروماتيود، بسبب طبيعة الهرمونات الأنثوية، وكونها الأكثر تعرضًا للضغوط فى الغالب.
■ هل هُناك أدوية محددة لعلاج هذا المرض؟
- حتى الآن.. لا يوجد علاج قاطع، لهذا المرض، وكُل ما يتناوله المرضى من أدوية فقط للتهدئة والتخفيف من حدة الأعراض، خاصة أنهم يُصابون بالاكتئاب، نتيجة الألم المتواصل والاضطرابات المستمرة فى النوم وعدم التركيز، ما يجعلنا نتعامل مع أعراض المرض وليس المرض نفسه، حيث نعطى للمريض أدوية مضادة للاكتئاب، وأخرى تُقلل من أثر الألم كأدوية؛ البريجابالين وثيوتاسيد، ومؤخرًا أكدت أبحاث ألمانية أن ممارسة الرياضة فى ماء دافئ تُساعد عضلات مرضى الفيبروميالجيا فى الارتخاء وتقليل التوتر، لكن؛ بسبب ارتفاع تكاليف الأدوية النفسية، وبسبب ضغوط الحياة اليومية لا يستطيع بعض المرضى مواصلة العلاج، وتناول جرعاتهم من الأدوية فيصبحون أكثر عرضة للاكتئاب والاستسلام للمرض.
الفيبروميالجيا.. ليس من الأمراض التى نستطيع أن نقول فيها للمريض إنه سيُشفى بعد التزامه بالعلاج لفترة محدودة، كُل ما نقدمه للمريض أدوية للتهدئة ومضادات للاكتئاب.
■ وماذا عن خطورة التشخيص الخاطئ لمريض الفيبروميالجيا؟.
- مريض الفيبرو لا يظهر عليه أنه يُعانى من مرض، فقط آلام يشعر بها فى الجسم، لدرجة أن من يُحيطون به لا يصدقون فى غالب الأحيان أنه مريض، وبالتالى؛ ليس كُل الأطباء على دراية بتشخيص هذا المرض، وغالبًا ما يكون التشخيص؛ غضروف فى الرقبة أو الظهر أو روماتيزم أو ذئبة حمراء، باعتبار أن تلك الأمراض أيضًا يشعر فيها المريض بآلام فى العضلات، لكن تظل خطورة التشخيص الخاطئ للمريض؛ من الناحية الاقتصادية لتحمله تكاليف هذا العلاج لأمراض لا يُعانى منها.
■ متى كانت أول حالة شخصتها الدكتورة كلثوم كمريضة بالفيبروميالجيا؟
- فى ٢٠٠٦، والفيبروميالجيا بالنسبة لنا كأطباء؛ مرض جديد، لم يكُن موجودًا مُنذ سنوات ليست ببعيدة، لدرجة أنه كان غير مذكور فى الكُتب الكبيرة التى درسناها، وكان غير موجود أيضًا فى الأمراض الروماتيزمية، التى كُنا نذاكرها، ونمتحن فيها فى كلية الطب.