الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

تقرير: "قمة القدس" تعيد قضية العرب الكبرى لواجهة الاهتمام العربي

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أعادت قرارات ومواقف القادة العرب في قمتهم الأخيرة، التأكيد مجددا على محورية ومركزية القضية الفلسطينية باعتبارها قضية العرب الكبرى.
ويمكن القول إن إحدى أهم نتائج القمة العربية الأخيرة التي عقدت في مدينة الظهران السعودية، أنها أعادت القضية الفلسطينية إلى بؤرة الاهتمام والزخم الرسمي والشعبي العربي، بعد أن بدا أن ثمة تراجعا لموقع هذه القضية في جدول الاهتمامات العربية سواء بالنظر إلى حجم الحرائق والأزمات التي تعصف بالنظام الإقليمي، أو نتيجة استمرار الانقسام الفلسطيني الفلسطيني الطويل، والذي أثر سلبا بشكل كبير على صورة وقيمة النضال الفلسطيني لدى الشارع العربي.
صحيح أن القضية الفلسطينية كانت دائما أحد البنود الرئيسية على جدول أعمال مختلف القمم العربية السابقة، لكن ما شهدته القمة الأخيرة من تركيز كبير على قضية فلسطين كان لافتا للانتباه، لاسيما في ظل الظروف والأوضاع الإقليمية والدولية الراهنة.
فقد أعادت قرارات ومواقف القادة العرب في قمتهم الأخيرة والتي أطلق عليها العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز " قمة القدس " التأكيد مجددا على محورية ومركزية القضية الفلسطينية باعتبارها قضية العرب الكبرى وأنها أحد أهم مفاتيح الاستقرار والسلام، أو التوتر والعنف في المنطقة، ولعل هذا ما دفع مسؤولا فلسطينيا رفيعا مثل الدكتور صائب عريقات أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية إلى القول إن "قمة الظهران" كانت قمة فلسطينية بإمتياز".
وجاءت قمة الظهران، وهي أول قمة عربية تعقد بعد قرار الإدارة الأمريكية الحالية الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل والاعلان عن نقل سفارتها من تل ابيب إلى القدس، لتبعث رسائل قوية وواضحة لمختلف الأطراف، وعلى رأسها إسرائيل والولايات المتحدة، بأن الأزمات والحرائق والمخاطر تتهدد وجود العديد من البلدان العربية حاليا ، لم ولن تمنع الدول العربية من الوقوف في وجه محاولات تصفية القضية الفلسطينية وفرض حقائق جديدة على الأرض ، أو من الانتصار لحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة في تقرير مصيره واقامة دولته المستقلة ، والعمل على دعم صمود هذا الشعب في مواجهة ممارسات الاحتلال الاسرائيلي وسياساته الاستيطانية ولاسيما في القدس الشريف، ومحاولات حرمان الفلسطينيين من أبسط حقوقهم.
كما جاءت قرارت ومواقف القادة العرب لتمثل ردا عمليا، ربما بشكل غير مباشر، على حملات التشكيك في الموقف العربي الرسمي من نصرة قضية فلسطين، أو الترويج لشائعات وأكاذيب عن تحولات في بعض المواقف العربية تجاه هذه القضية، ولتؤكد مجددا على مركزية القضية بالنسبة للبلدان العربية قيادات وشعوبا.
كلمات القادة والزعماء العرب خلال القمة أكدت بوضوح أن قضية فلسطين كانت وستظل قضية العرب الكبرى، لكنها حملت في الوقت نفسه تحذيرا من المخاطر التي تواجه هذه القضية وعلى رأسها استمرار الانقسام الفلسطيني الفلسطيني، الذي لا يستفيد منه أحد سوى الاحتلال الإسرائيلي .. 
ففي خطابه المهم أمام القمة والذي وقدم فيه تشخيصا دقيقا لأوجاع وأزمات العالم العربي، أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن القضية الفلسطينية هي " قضية العرب الكبرى التي توشك على الضياع، بين قرارات دولية غير مفعلة، وصراع الأشقاء أصحاب القضية"، وحذر من خطورة استمرار الانقسام بين الفلسطينيين على مستقبل نضالهم من أجل تحقيق حلمهم في الحرية والدولة المستقلة، مؤكدا أن مصر تعمل بكل دأب مع الأشقاء الفلسطينيين، لاستعادة وحدة الصف" كشرط ضروري لخوض معركة التفاوض والسلام واسترداد الحق".
وشدد الرئيس السيسي على الحق العربي الفلسطيني في القدس باعتباره حقا أصيلا وثابتا وغير قابل للتحريف، مشيرا في هذا الإطار الى مشروع القرار الذي شاركت مصر في إعداده وأقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة في شهر ديسمبر من العام الماضي، داعيا المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته في التصدي لسياسات تكريس الاحتلال ومحاولة مصادرة الحقوق الفلسطينية في الأراضي المحتلة.
ومن جانبه، فقد أكد الملك سلمان بن عبد العزيز أن تسمية قمة الظهران بـ" قمة القدس" كانت "ليعلم القاصي والداني أن فلسطين وشعبها في وجدان العرب والمسلمين"، وأن القضية الفلسطينية "قضيتنا الأولى وستظل كذلك حتى حصول الشعب الفلسطيني على كل حقوقه المشروعة وعلى رأسها إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية". 
كما أعلن الملك سلمان عن تبرع المملكة العربية السعودية بمبلغ 150 مليون دولار لبرنامج دعم الأوقاف الإسلامية في القدس، و50 ميلون دولار لدعم وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) والتي تواجه أزمة مالية طاحنة جعلتها عاجزة عن تقديم خدماتها لنحو خمسة ملايين لاجئى فلسطيني.
أما العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، الرئيس السابق للقمة العربية فقد أكد في كلمته أمام قمة الظهران أن «القدس المحتلة مفتاح السلام في المنطقة»، محذرا من أن أي إضرار بالخدمات التي تقدمها وكالة (أونروا) سينعكس سلباً على أكثر من 5 ملايين لاجئ فلسطيني في المنطقة.
ولقد كانت قرارات القمة العربية فيما يخص فلسطين والتي تضمنها البيان الختامي الصادر عن "قمة القدس"، ترجمة عملية لما جاء في كلمات الزعماء العرب، حيث أكد القادة العرب في بيانهم على مركزية قضية فلسطين بالنسبة للأمة العربية وعلى الهوية العربية "للقدس الشرقية" المحتلة، عاصمة دولة فلسطين، وشددوا على بطلان وعدم شرعية القرار الأمريكي بشأن الاعتراف بالقدس "عاصمة لإسرائيل، وحذروا من تداعيات اتخاذ أي إجراءات من شأنها تغيير الصفة القانونية والسياسية الراهنة للقدس.
كما أكد القادة العرب رفضهم لكل الخطوات الإسرائيلية أحادية الجانب التي تهدف إلى تغيير الحقائق على الأرض وتقويض حل الدولتين، مطالبين المجتمع الدولي بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية، وطالبوا بتنفيذ جميع قرارات مجلس الأمن المتعلقة بالقدس، والمؤكدة على بطلان كافة الاجراءات الإسرائيلية الرامية لتغيير معالم القدس ومصادرة هويتها العربية الحقيقية، كما طالبوا دول العالم بعدم نقل سفاراتها إلى القدس أو الاعتراف بها "عاصمة لإسرائيل".
وشددوا على أهمية "السلام الشامل والدائم" في الشرق الأوسط كخيار عربي استراتيجي تجسده مبادرة السلام العربية التي تبنتها جميع الدول العربية في قمة بيروت في العام 2002، وأكدوا أن المبادرة ما تزال تشكل الخطة الأكثر شمولية لمعالجة جميع قضايا الوضع النهائى.
وفي أول تحرك للعمل على تطبيق قرارات القمة العربية الأخيرة أعلن وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي أن السلطة الفلسطينية ستوجه رسائل لرئاسة القمة ممثلة بالمملكة العربية السعودية، وللأمانة العامة للجامعة العربية بهدف التنسيق معهما لوضع آلية تنفيذية للقرارات التي تم اتخاذها بشأن القضية الفلسطينية ووضع جدول زمني لتطبيقها، وأكد على أهمية هذه المواقف الداعمة للشعب الفلسطيني وحقوقه.