الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

قراءة في الصحف

مقتطفات من مقالات كتاب الصحف ليوم الثلاثاء 17 أبريل 2018

 صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
واصل كبار كتاب مقالات صحف القاهرة الصادرة، اليوم الثلاثاء، اهتمامهم بالقمة العربية الـ29 التي عقدت، أمس الأول الأحد، في مدينة الظهران شرقي المملكة العربية السعودية.
وأسهب الكاتب الصحفي البارز ياسر رزق، في مقاله المعنون بـ"8 ساعات داخل قاعة اجتماع القادة العرب"، شارحا الأجواء المحيطة بالقمة التي عقدت في مجمع (إيثار) الثقافي، التحفة المعمارية حديثة البناء بمدينة الظهران على مقربة من ساحل الخليج العربي.
وروى الكاتب تفاصيل لقاءه الذي جمعه بمسئول عربي كبير له باع في شئون العلاقات الدولية، لم يسمه، وذلك قبيل انعقاد الجلسة المغلقة لقمة الظهران، حيث دار الحديث بينهما عن الأزمات العربية الملتهبة، وكانت نبرة "لا تبعد كثيراً عن التفاؤل" بدت في حديث المسئول العربي الذي قال: ‬نحن الآن في مرحلة نقاهة بعد 7 سنوات من مرض عضال ألمَّ بالأمة العربية. علينا أن نعترف بأننا لم نعد مرضي، وعلينا أن نقبل في ذات الوقت بشروط النقاهة.
وأضاف المسئول العربي - حسب ما روى الكاتب الصحفي ياسر رزق - "هذا هو أوان الرئيس السيسي، في الأمة العربية، مثلما هو في مصر.. واستطرد قائلا: الرئيس السيسي بحكم خبرته العسكرية يعلم أن الحروب لا تحل قضايا، وأنه بعد المعارك لابد من حوار على طاولة المفاوضات، والرئيس يدرك - قبل غيره - أن الأزمات العربية لا يمكن إيجاد حلول لها بالأداة العسكرية. إنما الحل في النهاية بالوسائل السياسية.
وتحدث الكاتب ياسر رزق عن أن المسئول العربي يعول كثيراً على دور مصر في المرحلة المقبلة، وذلك بسبب "أننا نعرف من دروس التاريخ أن مصر لا تنهزم، وإنما تنتصر في النهاية" حسبما قال المسئول العربي.
وواصل الكاتب حديثه عن الأجواء التي عمت القمة العربية قبيل انطلاقها، وقال إن مجمل حوارات وأحاديث دبلوماسيين ومفكرين ورجال إعلام عرب "كانت ترجو للقمة المسماة (قمة مفترق الطرق) أن تحدد طريقها نحو عمل عربي مشترك في إدارة الملفات الساخنة، وكانت التوقعات تذهب إلى ترجيح تنفيذ الضربة الغربية المحتملة ضد سوريا، برغم عدم وجود مسوغ لها من القانون الدولي، وبرغم أن منظمة حظر الأسلحة الكيماوية لم ترسل محققيها للتيقن من هوية من شن الهجوم الكيماوي على مدينة (الدوما)، في توقيت يعقب القمة العربية، ظنا بمواءمة أمريكية غربية لعدم إحراج مؤسسة القمة.
واستطرد: لكن الاستبشار تبدد، والتوقعات خابت، عند الفجر، بعد ورود أنباء العدوان.. عم شعور بالغضب، زاد من فورانه إعلان نبأ انطلاق بعض طائرات العدوان من قاعدة (العيديد) في قطر، ودارت التساؤلات عن أسباب المشاركة القطرية في مناورات (درع الخليج) التي تجري بمنطقة الجبيل على ساحل الخليج العربي بالسعودية، بالتزامن مع انعقاد القمة العربية، ضمن 24 دولة عربية وغير عربية، بغرض التنسيق والردع في مواجهة أي تهديدات لأمن السعودية ودول الخليج العربية.
وتابع الكاتب: كان مثار الاستغراب هو كيف تشارك قطر في مناورات عسكرية تعد أعلى أشكال التنسيق الاستراتيجي بين المشاركين فيها، بينما هي تضرب المصالح الاستراتيجية للأمة وللأشقاء وتتحالف مع القوي الإقليمية التي تعتدي على الأرض العربية وتهدد أمن واستقرار الدول المجاورة لها.
وأردف "بغض النظر عن محدودية نطاق وتأثير العدوان الغربي، فقد اجتر في نفوس المراقبين والمتابعين للقمة، مرارات واقع عربي عمره من عمر الغزو العراقي للكويت وما تلاه من مآس، فما زالت الأرض العربية مسرحاً لتصفية الخلافات الدولية، وساحة لحروب بالوكالة بين الولايات المتحدة وروسيا ينوب عنهما فيها لاعبون إقليميون كتركيا وإيران، ويبدو العرب ككرة يتقاذفها الجميع، يدفعون ثمن كل ما يجري على أراضيهم من دمائهم وأموالهم ومقدرات شعوبهم".
وأضاف: باتت الأرض العربية ميدان رماية لتجربة أحدث الأسلحة الغربية والشرقية، والمستفيد الوحيد هو شركات صناعة المقاتلات والذخائر والصواريخ الغربية، وشركات تصنيع منظومات الدفاع الجوي الروسية، وتباري الجانبان الأمريكي والروسي اللذان بدا واضحاً تفاهمهما وتنسيقهما المسبق على نطاق الضربة وأهدافها، في الدفاع عن فاعلية أسلحة كل منهما. أمريكا تؤكد أن صواريخها أصابت أهدافها دونما تأثير عليها من الصواريخ المضادة روسية الصنع، وروسيا تشدد على أن مضاداتها أسقطت عديدا من الألف صاروخ التي أطلقت على الأهداف العسكرية السورية".
وأشار إلى أنه في تلك الأجواء التي خيمت عليها سحابات غبار القصف الثلاثي على سوريا، ثارت مخاوف من أن تتمخض القمة عن ترد جديد في العلاقات العربية، سيما بعد اختلاف المواقف وتضارب البيانات العربية بشأن الضربة الغربية، وأن تتحول قمة (مفترق الطرق) إلى مفترق طرق حقيقي بين دول عربية، لكن القمة أثبتت أن العلاقات العربية بلغت مرحلة النضج، وأن اختلاف الرؤي، لا يفسد للمصلحة العربية قضية، وأكدت أن حكمة القادة العرب بعد ما مر بالأمة من أزمات ونكبات، قادرة على إدارة أي اختلافات في وجهات النظر واجتيازها نحو ما يجمع ولا يفرق.
وختم الكاتب مقاله بالتأكيد على أن (قمة الظهران) نجحت في رسم مسار نحو استعادة العمل العربي المشترك، بعد أن كادت الأمة تفارق أمراضا مميتة، وبدأت تباشر حالة نقاهة".
أما الكاتب الصحفي خالد ميري فتناول في عموده "نبض السطور" بصحيفة (الأخبار)، القمة العربية وما ينبغي للعرب فعمله عقب انتهائها، وقال: انتهت قمة القادة العرب بالظهران في السعودية الشقيقة، ومعها ارتفع سقف طموحات الشعوب العربية في أن تكون نهاية القمة بداية لعمل عربي مشترك حقيقي.. يواجه المخاطر ويفرض كلمة العرب في حل مشاكلهم الكثيرة والمعقدة.
وأضاف الكاتب الصحفي - في مقاله (انتهت القمة وبدأ العمل) - "إن العمل الحقيقي الذي يجب أن يقوم به العرب أولا هو مواجهة الخونة من الأشقاء وعلى رأسهم تنظيم الحمدين بدويلة قطر، الذين ارتضوا لأنفسهم المشاركة في مؤامرات عديدة ضد دولنا وشعوبنا العربية، ومدوا يد العون والمال وقدموا الدعم السياسي والإعلامي لإيران وتركيا وجماعة الإخوان الإرهابية وربيباتها وصولا لتنظيم داعش، وغذوا الطائفية وصراعاتها في دولنا العربية، فالمؤكد أن أي انطلاقة حقيقية للعمل العربي المشترك لا يمكن أن تكتمل وهناك خونة بيننا".
ورأى الكاتب أن "مواجهة الخونة وردهم لجادة الصواب أو ردعهم، البداية الحقيقية للانطلاق نحو المستقبل، وقطعا كان غياب أمير الدويلة الصغير عن حضور قمة الكبار بداية حقيقية للردع والمواجهة الشاملة، المواجهة التي بدأتها الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب والتي تسير في طريقها حتى النهاية".
واعتبر الكاتب أن كل ما جاء بالبيان الختامي للقمة العربية هو "ترجمة حقيقية لمشاكلنا المستعصية وطرق مواجهتها، بداية من مواجهة التدخل الإيراني والتركي في دولنا العربية، والمواجهة الشاملة والحاسمة للإرهاب وجماعاته من الإخوان وصولا إلى داعش، هذا هو مثلث الشر والعرب قادرون على رد كيدهم في نحورهم والتصدي لهم، كما كان القرار حول سوريا متفقا مع رؤية مصر وزعيمها (السيسي)، فلا حل إلا الحل السياسي الذي يشارك فيه العرب ولا يحقق إلا إرادة شعبنا السوري الشقيق، وقضايا اليمن وليبيا يجب حلها سياسيا بما يحفظ وحدة الدول الوطنية ومؤسساتها ويستجيب لإرادة الشعوب وحدها".
واستطرد: أما صواريخ الحوثيين - أرباب إيران - التي توجه إلى السعودية الشقيقة فالكل - وأولهم مصر - يرفضونها بشكل قاطع وأعتقد أن نهايتها قريبة، وكذلك نهاية كل من سولت له نفسه أن يطعن في الجسد العربي طمعا أو ظنا بضعف.
وأجمل الكاتب المشهد العربي في ظل الظروف الراهنة قائلا: إن العرب يواجهون لحظة مصير حقيقية، لكن من ينظر لحالهم الآن وحالهم عندما انطلقت ثورات ما سمي - زورا - بالربيع يعرف، ويتيقن أنهم يسيرون على طريق المستقبل ومواجهة التحديات بثبات".
وأكد أن (قمة الظهران) والمشاركة الواسعة للقادة العرب بها خطوة إيجابية جديدة على طريق المستقبل ومواجهة مشاكلنا وبذل الجهود المطلوبة لحلها.. وكلمات القادة العرب خاصة الكلمة التاريخية للزعيم السيسي تؤكد أن هناك توصيفاً حقيقياً للحالة، ووعياً كبيراً بالمخاطر والتهديدات، في انتظار إرادة سياسية حقيقية وجماعية لمواجهتها والتغلب عليها.
واختتم مقال بالقول: "إن المستقبل المشرق والواعد لأمتنا وشعوبنا العربية ليس بعيدا، ما دامت قد خلصت النيات، وتم إغلاق أبواب الخيانة، وما دامت قمة (الظهران) بداية للعمل الجماعي الحقيقي، بعدما انتهي عهد الكلام".
أما صحيفة (الأهرام)، وفي عموده (نقطة نور) تحت عنوان "تدخلات الخارج والأمن القومي"، قال الكاتب الصحفي مكرم محمد أحمد : لا أظن أن أيا من القمم العربية السابقة جعلت من الأمن القومى العربى هاجسها الأول والأخير قبل (قمة الظهران)، ولا أظن أن قضية الأمن القومى العربى كانت موضع إجماع العرب كما هى الآن، الجميع متوافقون على أن غياب التوافق على مفهوم واحد للأمن القومى يُشكل أحد الأسباب الخطيرة لتآكل حضورنا العربى الجماعي، بما يغرى الآخرين على التدخل فى شئوننا الداخلية.
وأشار الكاتب الصحفي إلى الحاجة الملحة لاستراتيجية شاملة للأمن القومى العربى "توقف هذا التردى في أوضاعنا الراهنة، وتستعيد الحد الأدنى من التنسيق المطلوب لإنقاذ الوضع العربي، والوقوف بحزم أمام واحدة من أخطر الهجمات التى عرفتها الدولة الوطنية".
كما أكد الكاتب حاجة العرب الملحة - أيضا - إلى إعادة تأسيس علاقاتنا مع دول الجوار الإقليمى بما يمنع افتئاتها على حقوق العرب وأمنهم ويكفل حسن الجوار وعدم التدخل فى الشأن الداخلى العربي.
واشترط الكاتب حدوث ذلك بضرورة وجود "رادع عربى قوى يكيل الصاع صاعين"، وقال: إنه من غير المقبول ومن غير المعقول أن تهدر هذه القوى الإقليمية حق الجوار وتعمل بدأب شديد لإنشاء مناطق نفوذ داخل الدول العربية على حساب مؤسسات الدولة الوطنية، مبديا أسفه لوجود بعض الأشقاء العرب مثل قطر التي تتورط في التآمر على الأمن القومى العربي، وتعطي جماعات الإرهاب ابتداء من داعش والقاعدة الملاذات الآمنة ومدها بكل وسائل العون المادى والمعنوى التى مكنتها من السيطرة على 40 فى المائة من مساحة العراق وسوريا.
وشدد الكاتب على أنه "آن الأوان لإنهاء عذابات الشعب السوري - بصرف النظر عن مصير بشار الأسد - لأن الدم المُراق فى سوريا دم عربي، ولأن سوريا أرض عربية ينبغى ألا يتقرر مصيرها وتعالج مشكلاتها إلا وفقاً لإرادة الشعب السورى الذى ينبغى أن يستعيد مقعده فى الجامعة العربية فور كتابة الدستور الجديد، وتشكيل حكومة وحدة وطنية، وتابع: "ما يسرى على سوريا يسرى على كل المشكلات العربية التى تراكمت طويلاً من دون حل بما أضعف العرب كثيراً".
وفي صحيفة (الجمهورية)، وتحت عنوان (عندما يتكلم الرئيس)، رصد الكاتب الصحفي عبد الرازق توفيق، أبرز كلمات الرئيس عبد الفتاح السيسي أمام المحافل الدولية بدءا من الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ27 ثم القمة العربية الإسلامية بالرياض وأخيرا القمة العربية بالظهران.
واعتبر الكاتب أن كلمات الرئيس أمام هذه المحافل الثلاثة تظهر "نفس التوجه والإدراك الحقيقي لقيمة الوطن الذي يقوده ويحكمه، وتعد تجسيداً لعظمته، وتعبيراً عن ثقة المصريين في رئيسهم"، وقال إن الرئيس يتحدث في شموخ وكبرياء بالنيابة عن المصريين، ولا يخشى في الحق لومة لائم، ولا يقول كلاماً يحاول به إرضاء بعض القوى والأطراف. مهما كانت.. ولكنه يضع الحقائق أمام العالم. ويشخص الوضع الذي تمر به المنطقة.. وكيف يدار العالم.. ولماذا وصل العرب إلى ما يعيشون فيه؟!! 
واستعرض مقال الكاتب أبرز ما قاله الرئيس أمام القمة العربية واصفا الوضع العربي الراهن ما يكتنفه من تحديات تحتاج إلى علاج جذري في بعض الأمور، واختتم الكاتب بالقول: لأنها مصر، ولأنه الرئيس عبدالفتاح السيسي، الذي يدرك قوة مصر وقدراتها وعظمة شعبها ومكانتها الحضارية، وأنها لا تخشى ولا تركع إلا للَّه. جاءت كلمات الرئيس واضحة، شخصَّت الداء ووصفت الدواء. لكن هناك نوايا وإرادات لابد أن تصدق وتُفعَّل.. ولأن مصر بجيشها وشرطتها ووحدة شعبها، وحنكة وحكمة زعيمها قادرة على المواجهة والمجابهة.. لكنها أبداً لم تنس أنها عصب وعمود الأمة العربية. ولديها مسؤولية تاريخية وأخلاقية تجاه الأمة والمنطقة.. وستواجه بلا تردد أي محاولات للإضرار بالأمة.