رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة ستار

"مداح الرسول" القبطي يرحل بعد صراع مع المرض

الفنان الشعبى الراحل
الفنان الشعبى الراحل مكرم المنياوي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«احنا أهل واللى ما يراضيش أهله ميبقاش منهم.. والفنان ميزان لا يميز»، تلك الكلمات هى أشهر مقولات الفنان الشعبى الراحل مكرم المنياوي. 
الفنان المصرى الهوية المسيحى الديانة، الذى اشتهر بلقب «مداح الرسول» فى صعيد مصر، وجاء فنه خلال مسيرته، وكأنه رد على عقول ظلامية، كانت تتعجب من مدحه للرسول، كونه قبطيا مسيحيا، فكان رده القاطع والمقنع، بأن «الفنان ميزان لا يميز بين أحد».
وظل ذلك مبدأه حتى رحل أخيرا عن عالمنا، عن عمر يناهز ٧١عاما، إثر أزمة قلبية أودت بحياته، لتودعه المنيا كلها فى مشهد جنائزى مهيب، عبر عن حب الناس «أقباطا ومسلمين» لمداح الرسول.
ولد مكرم المنياوى واسمه بالكامل مكرم جبرائيل غالى فى مدينة المنيا فى عام ١٩٤٧ لأسرة فقيرة، وعمل فى بداياته بمهنة الخياطة التى ورثها عن والده، إلا أنه لم يجد نفسه فى هذه المهنة، فتحولت إبرته التى خاط بها الأقمشة، إلى قوس الربابة الذى نسج به خيوط المحبة بين أبناء الصعيد، ليجتمع على حبه المسيحيون الذين طربوا مع صوته، خاصة فى إنشاده للعذراء مريم، والمسلمون الذين شجوا بمدح الرسول.
بدأت شهرة المنياوى من خلال غنائه للموروثات والقصص الشعبية التى اشتهر بها الصعيد المصرى، والتى ألقى بعضها الضوء على قصة الصراع السياسى والانتخابى التى وقعت فى صعيد مصر عام ١٩٣٦ بين أبناء جاد المولى وأولاد صالح لملوم، بعدها انتقل المنياوى إلى الإنشاد الدينى فى بداية مشواره الفني، من خلال المدح والثناء على سيدة نساء العالمين العذراء مريم، ومنها لمدح الرسول صلى الله عليه وسلم، الذى كان سببًا فى انتشار صيته بين مختلف بلدان الصعيد المصري، خاصة فى حفلات الحجاج والمعتمرين الذين أحيوا حفلات إتمام الحج بحنجرته الشجية.
ومع بداية صعود التيارات المتطرفة ومحاولات زرع الفتنة بين المصريين، تعرض المنياوى لهجوم من بعض أبناء بلدته، لإنشاده فى مدح الرسول رغم كونه مسيحيًا، وهو ما واجهه المنياوى بمقولته الشهير «الفنان ميزان لا يميز بين أحد»، مضيفًا مالكم ومال مكرم والرسول، خليكم فى حالكم».
ومن أشهر الموالد الدينية التى كانت تحيا بحنجرة المنياوى «مولد السيدة العذراء مريم بجبل درنكة بأسيوط، ومولد سيدى العارف بالله الفرغل بمدينة أبوتيج بأسيوط، ومولد سيدى عبدالرحيم القناوى بقنا، إلى جانب موالد السيدة العذراء المختلفة فى أنحاء الجمهورية.
ولم تقتصر شهرة المنياوى على صعيد مصر أو القاهرة فقط، فقد ذاع صيته حتى وصل إلى إقامة حفلات للإنشاد الدينى فى مدح الرسول فى فرنسا والعراق وبعض الدول العربية.
قدم مكرم المنياوى مجموعة من المواويل الدينية والشعبية، منها «موال السجن، موال الصحاب، موال الحب، موال الجمل، موال الست لما تحب، موال الفقير، موال الطبيب»، إلى جانب أغانى «عبد النبي، اسمع الدور، ما قولتلك توب يا حبيبى عن الحب».
يذكر أن مكرم المنياوى قد قام بتصوير بعض الكليبات لأغانيه، وكان آخرها كليب «يا دار قوليلى» فى عام ٢٠١٦.