يتناول «إيجور إكيموشكين» في كتابه «الإيثولوجي، التصرفات الغريزية للحيوانات والطيور» جانبًا مهمًا من جوانب المعرفة، لإدراك الانفعالات والدوافع الغريزية في سلوك الحيوانات والطيور والأحياء المائية، فتصرفات الحيوانات والطيور وحكمتها لا تزال لغزا يحير العلماء، فعصافير الشمال القطبي مثلًا تهاجر من كندا وحتى جنوب إفريقيا في رحلة طولها 17 ألف كم، فمن الذي أورثها هذه الغريزة، أسماك السلمون تقضي عمرها في المحيطات ثم تعود في نهاية الأمر إلى مسقط رأسها، داخل نفس الأنهار العذبة لتتوالد وتموت.
وترى أنثى الدبور الأصفر تصطاد حشرة صرصار الليل، وتلدغها خلف رأسها، حتى تخدرها فقط، كأنها لحم محفوظ في حفرة، وعندما تخرج صغار الدبابير من بيضها، تجد لحمًا طريًا صالحًا، فاللحم الميت يقتلها، ويكون هذا آخر أعمال الأم التي تطير بعيدًا وتموت من دون أن تقع عيناها على صغارها، وهنا يثور سؤال هل يمكن للحشرات أن تفكر؟.
يوضح الكتاب الذي ترجمه إلى العربية جلال عبد الفتاح أن العالم الإنجليزي تشارلز داروين (1809- 1882) أول من بحث هذا الموضوع، وأصدر كتابًا بعنوان «التعبير عن الانفعالات في الإنسان والحيوان» كما بحث فيه العالم الفسيولوجي الروسي «إيفان بافلوف» (1849- 1936) الذي اكتشف الانعكاسات الشرطية في الجهاز الهضمي للحيوان.