الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

رئيس الطائفة الإنجيلية في حواره لـ"البوابة القبطية": لا نعترف بدولة إسرائيل.. القس أندريه زكي: استقرار مصر مفتاح الأمان للمسيحيين العرب.. و6 ملفات أمام السيسى فى الولاية الثانية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
التجديد والتنوير الدينى ومكافحة الإرهاب.. أصعب الملفات

مشروع قانون الأحوال الشخصية الموحد ينتظر مواد الزواج والطلاق

نطالب بحل الدولتين وإعطاء الشعب الفلسطينى حقوقه

نعمل على تحسين صورة مصر فى الخارج

قانون بناء الكنائس جاهز.. واتفقنا على 95% من مواده

قال الدكتور القس أندريه زكي، رئيس الطائفة الإنجيلية، إن مشروع القانون الأحوال الشخصية الموحد جاهز، مشيرا إلى الاتفاق حول 95 % من المواد بين الكنائس، ولكنه أشار إلى أن مواد الخلاف تتركز حول الزواج والطلاق، وسيكون لكل كنيسة مادة خاصة لها، وأضاف: ننتظر أن نلتقى المواد المقترحة، لصياغتها بالشكل النهائى وتقديم مشروع القانون للدولة. وأشار فى حواره لـ «البوابة نيوز» إلى 6 ملفات مهمة مطروحة أمام الرئيس السيسي، خلال ولايته الثانية، لاستكمال عبور مصر اقتصاديا وتحقيق الاستقرار، وقال إن ملف مكافحة الإرهاب وتجديد الخطاب الدينى من أهم الملفات المطروحة أمام الرئيس.


> بعد فوز الرئيس السيسى بولاية ثانية.. ما أبرز الملفات المهمة من وجهة نظرك لاستكمالها والعمل عليها؟

- الزخم الذى شاهدناه فى الانتخابات الرئاسية يؤكد استمرار الرغبة فى تغيير الأوضاع فى مصر، ويؤكد استمرار زخم ثورة 30 يونيو، والرغبة فى العبور بمصر اقتصاديا، وأهم الملفات التى أمام الرئيس والدولة الملف الاقتصادى بكل تداعياته، كيف تنتقل هذه المشروعات الكبرى إلى التلامس مع الفقير والمواطن العادي، لأن مهمة الاقتصاد تغيير ظروف المواطنين، وبالتالى المرحلة القادمة الملايين التى خرجت تقول إننا وثقنا فى الدولة المصرية وتحملنا وموافقون ونريد أن نرى الكثير من الإيجابيات فى هذه المجالات على حياة المواطن وتعزيز الاقتصاد.

والملف الآخر، هو الأمن، هو من الملفات الخطيرة كلنا نرى سوريا وليبيا والعراق أماكن ليست ببعيدة عنا، وبالتالى المواطن المصرى رأى بعينيه خطر الإرهاب ورأى بعينيه ما يحدث من تفجيرات وإرهاب، ورأى تفجير المساجد والكنائس، وقتل رجال الشرطة والجيش والقضاء، وسيبقى هذا الملف من الملفات المهمة التى سيهتم بها الرئيس ويعمل على استكمالها لمواجهة خطر الإرهاب الذى يعد ظاهرة عالمية.

أما الملف الثالث، فهو ملف الشباب، أتصور الطريقة التى تعامل بها الرئيس خلال السنتين الماضيتين طريقة مهمة، صحيح هناك العديد من الأمور التى يجب أن تتم مع الشباب، وأعتقد أن هذا الملف من الملفات المهمة جدا وتشغل دائما فكر الرئيس.

والملف الرابع فى اعتقادي، هو المتعلق بقضايا المواطنة والعيش المشترك، ويستمر هذا الملف رغم أن هناك تقدما فى هذا المجال، لأنه من الملفات المهمة، لأنها حلقة من الحلقات التى يحاول البعض من آن لآخر التأثير فيها وتستمر قضايا المواطنة ودعم المواطنة من القضايا المهمة.

ويعد ملف التعليم والصحة من أخطر الملفات، صحيح هناك بعض القرارات فى مجال الصحة اتخذت كالتأمين الصحى وغيره، ولكن أنا أتصور بنفسى جرأة القرارات الاقتصادية، نحتاج جرأة فى قضايا التعليم والصحة لأنهما محوران مهمان.

أما الملف الأخطر والأصعب، فهو التجديد الديني، والتجديد الدينى والتنوير الدينى هو من أصعب الملفات، نتحدث بصراحة، وأتصور أن الثورة الدينية والتجديد الدينى مهم، لأن التغيير الاقتصادى إذا لم يرتبط بسياق ثقافى ودينى يصبح فى مشكلة دينية، بمعنى أن تكون الناس أكثر قبولا أكثر مرونة، أكثر تسامحا، أكثر تعددية، أكثر قبولا للآخر، أنا أرى أن هذه الملفات يجب أن تكتمل فى المرحلة القادمة لأنها روشتة عبور مصر فى اعتقادى الشخصى إلى مجتمع أكثر أمنا واستقرارا وأكثر وفرة اقتصادية.

 

> ماذا عن دور الطائفة الإنجيلية فى دعم الدولة المصرية داخليا وخارجيا وخاصة تغيير وجهة النظر المغلوطة عما يحدث فى مصر؟

- نحن كطائفة تجمعنا علاقات دولية واسعة فى أوروبا وأمريكا من خلال كنائس ومؤسسات المجتمع المدني، وبدون شك هذه الكنائس والمؤسسات لها تأثير بشكل مباشر أو غير مباشر على الحكومات، ولكن الشىء الصعب الذى شاهدته خلال السنوات الأربع الماضية، هو صورة نمطية تقليدية عن مصر تدعمها قوى عديدة لا يريد أحد تغييرها، وبالفعل كثير من السفاريات واللقاءت الدولية كانت بهدف شهادة حق، أى أننا نتحدث كيف نرى الأمور وكيف ننظر إليها فى واقعنا بشكل مختلف، بالفعل زارتنا وفود كثيرة ومؤثرة مثل مجلس كنائس كل أمريكا، وزارنا المجلس الإنجيلى الاستشارى للرئيس الأمريكى دونالد ترامب، وكان لدينا زيارة من القيادات الإنجيلية حول العالم، وكل هذه المجموعات التقت بالرئيس السيسي، والتقت بالقيادات الدينية الإسلامية والمسيحية والمثقفين والسياسيين، وشاهدوا بشكل مباشر جزءا من الحقيقة، وأنا فى السفرية الماضية التقيت بالسيناتور الأمريكى تيد كيروز، وحضرت الإفطار الرئاسى الذى أقامه الرئيس ترامب، التقيت مع سان باك جراون، سفير حقوق الانسان والأقليات، والتقيت مع الخارجية الأمريكية مع مكتب مصر، وكانت كل اللقاءات تدور حول أمر واحد استقرار مصر مهم، دعم مصر فى مواجهة الإرهاب مهم، لا استقرار للمسيحيين المصريين والمسيحيين العرب بعيدا عن استقرار مصر، أنا لا أتحدث عن أمور طائفية ضيقة ولكن لا استقرار بعيدًا عن الاستقرار فى مصر.

وأطالب المجتمع الدولى بالنظر إلينا فى مواجهة الإرهاب ومساندتنا فى التصدى لهم، لأنه لو سقطنا ستسقطون معنا، ونحن نواجه الإرهاب نحتاج إلى الدعم العالمي، وأعتقد أن عددا من هذه الزيارات فى أوروبا أو أمريكا أو الزيارات التى أتت لنا تأتى ببعض ثمارها، لأننى أشهد شهادة حق بما يمليه علىّ ضميرى الوطني، وبما يمليه على إيمانى ببلدي، وإيمانى بدوري، وبالتالى هذه المبادرات أعتقد أنها كانت مهمة واستكمالا لها نحن فى نهاية هذا الشهر، نشكل وفدا عربيا من تونس ومصر والسعودية ولبنان والأردن وفلسطين فى زيارة إلى السويد يلتقى 20 عربيًا مع 20 أوروبيًا لحوار يدور حول العلاقات العربية الأوروبية، وكيف نعبر معا المرحلة المقبلة من أجل السلام المجتمعي.


> ما الدور الذى لعبه مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز فى منصة الحوار بين قيادات الأديان؟

- مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز للحوار، دعا مؤخرا عددا كبيرا من القيادات الدينية الإسلامية والمسيحية حول العالم، أيضًا نخبة كبيرة من رجال الفكر والثقافة للحوار معًا حول «تعزيز التعاون السلمى والمواطنة المشتركة»، بهدف إطلاق «منصة الحوار والتعاون الإقليمية للقيادات والمؤسسات الدينية فى العالم العربي»؛ ذلك الهدف الذى نسعى جميعًا نحو تحقيقه فى منطقتنا العربية، فننبذ كافة أشكال العنف والتطرف ليس فى منطقتنا العربية فحسب، بل فى كل بقاع العالم التى أصبحت تواجه ويلات الإرهاب والتطرف الذى يسعى إلى زعزعة النسيج الاجتماعي.

«الحوار بين أتباع الأديان من أجل السلام وتعزيز التعاون السلمى والمواطنة المشتركة»، هو ما نسعى جميعًا لتحقيقه، من خلال معايير إعداد المحتوى الثقافى لتعزيز أخلاقيات التعايش السلمي، والتى تأتى باعتماد الأسس الأخلاقية معيارًا لمعالجة المحتوى الثقافى، وتجنب التعميمات والإساءات فى التعامل مع الثقافات الأخرى، والالتزام بالموضوعية فى التعامل مع التنوع والاختلاف فى تقديم التصورات الثقافية الخاصة بالمجتمع، بعيدًا عن الاستقطاب، ودون الحكم على الثقافات الأخرى أو ازدرائها، أو المفاضلة بين عادات الشعوب وموروثاتهم، وتجنب الأفكار العنصرية المتضمنة أحكامًا مبنية على خلفيات تاريخية أو اجتماعية والتى لا تستند إلى منطق أو تسويغ موضوعي.

إن المدقق والمتابع لحوار الأديان عبر نصف قرن مضت من الزمان، يلاحظ أن هذا الحوار بات محلًا لشكوك محلية ودولية. وربما هذا يرجع إلى النتائج المحدودة التى أسفرت عنها العديد من اللقاءات الدولية السابقة، أو ربما إلى عدم اقتناع الأغلبية من العامة فى معظم الأديان بجدوى الحوار. كما أن الإعلام لعب دورًا مهما فى تصدير الصدام المرتبط بجماعات عرقية ودينية، فالعولمة بدون شك قد حملت فى أعماقها تناقضات. إذ إنه فى الوقت الذى سعت فيه العولمة إلى خلق أنماط ثقافية واجتماعية وسياسية عالمية، نجدها قد أبرزت النزاع العرقى والدينى بشكل لم تعرفه البشرية من قبل. وهنا نجد فى العولمة النموذج وما يناقضه. وفى هذا الإطار جاءت أحداث الحادى عشر من سبتمبر كأحد تناقضات العولمة. ومنذ ذلك الوقت أصبح الإرهاب أحد التناقضات المباشرة لهيمنة العولمة، وفى هذا السياق أيضًا تأتى قصة صراع الأديان والثقافات، كأحد تناقضات العولمة.

ومع ذلك يمكننا القول: لقد استطاعت هذه الحوارات على المدى القصير أن تخلق أرضية جديدة للتفاهم وسماع الصوت المختلف، وبالتالى سوف تُسهم على المدى البعيد فى تشجيع الاعتدال.

 

> كيف يمكن تطبيق مفهموم المواطنة؟

- إنَّ تبنِّى مفاهيم المواطنة والمساواة والحقوق يَستَلزِمُ بالضرورة إدانةَ التصرُّفات التى تتعارَضُ ومبدأ المواطنة، من مُمارساتٍ لا تُقِرُّها الشرائع السماوية، وتبنى على أساس التمييز بين أصحاب الديانات السماوية، وتترتَّبُ عليها ممارسات الازدراء والتهميشِ والتى قد تصل إلى حد القتل، وما إلى ذلك من سلوكيات نرفضها جميعا.

إن أولَ عواملِ التماسُكِ وتعزيزِ الإرادة المشتركة يَتمثَّلُ فى الدولة الوطنيَّة الدستوريَّة القائمة على مبادئ المواطنة والمساواة والتعايش وحُكم القانون، وعلى ذلك فإنَّ استبعادَ مفهوم المواطنة بوصفه عقدًا بين المواطنين.. يُؤدِّى إلى تراجع الدول، وفشَلِ المؤسَّسات الدِّينيَّة والنخب الثقافية والسياسية، وضرب التنمية والتقدم، وتمكين المتربصين بالدولة واستقرارها، والعبث بمصائر الأوطان ومُقدَّراتها. كما أنَّ تجاهُلَ مفهوم المواطنة ومُقتَضياته يُشجِّع على الحديث عن الأقليّات وحُقوقِها.

لا شك أن دعم ثقافة الحوار والتعددية والمشاركة، أصبحت تلقى اهتمامًا كبيرًا من جانب الحكومات وأيضًا مؤسسات المجتمع المدنى حول العالم. وبصفتى رئيسا للطائفة الإنجيلية بمصر، ومديرًا عامًا للهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية بمصر، والتى يتبعها منتدى حوار الثقافات، وهو أحد المراكز المهتمة بالحوار على كافة الأصعدة المحلية والإقليمية والدولية منذ قرابة ربع قرن من الزمان، من خلال برامج وأنشطة حوارية تجمع ما بين علماء الدين الإسلامى ورجال الدين المسيحي، وبخاصة الشباب، أيضًا رجال الإعلام وشباب الأكاديميين، إلى جانب قيادات الفكر والثقافة والإعلام، ذلك على الجانب المحلي.

أما على الجانب الإقليمى ومن خلال الشبكة العربية للحوار التى ساهم المنتدى فى تكوينها من عدد من المراكز فى منطقتنا العربية وبعض بلدان الشرق الأوسط، فقد أسهمت بشكل كبير فى نشر ثقافة المواطنة والتعددية، من خلال تبادل الخبرات بين المراكز الأعضاء. وعلى الجانب الدولى يدعم منتدى حوار الثقافات منظومة الدبلوماسية الشعبية من خلال حوارات عربية – أوروبية، وأخرى أمريكية يشارك فيها نخبة من القيادات الدينية الإسلامية والمسيحية وبرلمانيون وأكاديميون ورجال فكر وثقافة، يتم من خلالها الحوار حول أحد الموضوعات ذات الاهتمام المشترك بين الحضور، والتى أتت بثمارها فى الكثير من القضايا المطروحة على الساحتين الإقليمية والدولية. كما أننا نسعد بكوننا أعضاء فى شبكة «كايسيد» تحت رعاية مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمى للحوار بين أتباع الأديان والثقافات.

أنا أعتقد أن الخطوات التى تأخذها كايسيد (مركز الملك عبدالله) المهتم بالحوار، خطوات مهمة ونحن سنشارك معهم لأنهم يسعون إلى بناء أرضية للمواطنة، أرضية للعيش المشترك، أرضية لقبول الآخر والتعددية، وهذه من القضايا التى نهتم بها وسنعمل معا وسويا من أجلها.


> هل توجد خطط مستقبلية لدعم التعليم اليابانى أو العمل على إصلاح منظومة التعليم؟

- نحن ليس لدينا خبره فى مجال المدارس اليابانية، لكننا مهتمون بالتعليم ولدينا مشروع ضخم مع فوادفون، وجزء كبير منه ينفذ فى محافظة سوهاج خاص بمحو الأمية وتعليم الكبار والمتسربين ومهتمون فى الصعيد أيضا لدعم مجال الصحة وخاصة تخصص العيون وأنشأنا مستشفى فى المنيا، وجار الآن إنشاء مركز طبى فى سوهاج لكى يكون نواة لمستشفي.

نحن مهتمون بقضايا التعليم ولدينا مناهج تتعلق بقضايا المواطنة وقضايا العيش المشترك، تم إنتاجها من صفوه التربويين والمفكرين المصريين، فنحن سنسهم فى العملية التعليمية فى مجال تعليم الكبار بشكل كبير، وهو المجال التى تخصصنا فيه، وسنسهم فى مجال الصحة وتخصص العيون بالصعيد، وهو المجال الذى نحن متخصصون فيه ونقوم بحملات ضخمة فى هذا المجال، وهذه القضايا قضايا كبيرة وكل إسهامات المجتمع المدنى سيكون لها تأثير إيجابي.

 

> ماذا عن الخلافات والصراعات الحالية داخل الكنيسة ومحاولة وصم بعض الأشخاص أنهم يؤمنون بأفكار ليبرالية أو أفكار حديثة، ومبادرة نقد لا نقض فى محاولات لفض الاشتباك؟

- أنا مهتم بحرية التعبير وخلق مناخ أمن للتعبير عن الرأى مع الالتزام بالقواعد الكنسية، فمثلًا أنا مع حرية التعبير وحرية التفكير، ولكن نظل كلنا ملتزمين بالعقائد وقوانين الإيمان التى أقرتها الكنائس مالم تغيرها الكنائس، فحرية التعبير والرأى والرأى الآخر لا تقود لفوضى لاهوتية، فمثلًا كل مذهب من المذاهب الـ 18 له إقرار إيمانه وعقيدته، هذه العقائد يجب أن تحترم، ولكن هذا لا يعنى جمود التفكير أو جمود الآخر، وبالتالى نقد لا نقض هى مبادرة فيها نخلق مناخا آمنا للحوار والتعبير مع الالتزام بإقرارات الإيمان، ومن حق أى كنيسة أن تعيد النظر فى إقرارات إيمانها، لكن ما دام هناك قرار إيمانى لا بد من احترامه، وإذا غيرته الكنيسة فسنخوض كلنا فيه، فأنا مع الحرية والتعبير وعدم تكفير الآخر ولكن مع الالتزام، أى الحرية ليست فوضي، فيقول الكتاب المقدس لا تصيروا الحرية فرصه للجسد، الحرية ليست فوضي، الحرية تعبير، فأنا ضد تكفير أحد، أنا ضد تخوين أحد، أنا مع مناخ آمن لابداء الرأى والحوار، لكن لا بد من الالتزام بإقرارات الإيمان ما لم تغيره الكنيسة، لأن فى إقرارات الإيمان لكل كنيسة قانون لم تغيره.

أعتقد أننا سننتقل من هذه الفوضى إلى الحوار البناء، وإذا نجحت سنتناول العديد من القضايا، بدأنا بلقاء وتناولنا به عددا من القضايا اللاهوتية، ونحن بدأنا بالتفسير وسنتكلم بعد ذلك فى الوحى، وما معنى كلمة الوحى لفظًا ومعنى سنتخدث عن الكثير من الأمور التى طرحت فعلًا، الكتاب المقدس وحى الله بأى معنى وكل هذه القضايا سوف نطرحها.


> ماذا عن القضية الأخيرة التى تشغل سنودس النيل الإنجيلى وبالأخص بعض من المحافظين بشأن بحث قدم داخل كلية اللاهوت الإنجيلية تحت عنوان إنجيل مريم؟

- أعتقد أن هذه القضية أخذت حجما أكبرا من حجمها، وهذا بحث كتبه طالب لاهوت وقتها أو خريج من 11 سنة، وهى من وجهة نظرى هى مثل أى بحث، تقبل النقد وأنا هذا الموضوع لا يشغلنى ولا يهمنى. شخص قال رأيه ويوجد مائة رد عليه.

القضية بحث قديم وأنا لست مع نتائج هذا البحث كما يروج له البعض، ولم أقرأه لكى لا أقول كلاما غير دقيق كما يروج له، لكن قد يكون البحث مكتوبا بطريقة مختلفة لكى لا نظلم الباحث، ولا أعطى حجما أكبر من حجمه، ومن حق أى طالب أن يعمل أى بحث ومن حق الكلية تجيز أو لا تجيز، وهذا فيما يتعلق بالناحية الأكاديمية والمنهجية ولا أعلم لماذا الموضوع أخذ أكثر من حجمه.

 

> ما أبرز الموضوعات التى سيناقشها سنودس النيل الإنجيلى فى 23 أبريل المقبل؟

- أعتقد أن أهم تقريرين سوف يوضعان أمام سنودس 23 أبريل، هما تقرير اللجنة المفوضة لمدارس الكنيسة الإنجيلية، وتقرير للجنة تنمية الموارد داخل الكنيسة، بجانب التقارير التى تأتى دائمًا فى كل الدورات السنودسية، وكلها تقارير مهمة للغاية، ولا أعلم اللجنة اللاهوتية وهل لجنة النظام الإدارى التى شكلت فى سنودس الخاصة سوف تأتى بتقريرها فى هذا السنودس أم لا؟ ولكن أعتقد أن التقريرين التى أشرت إليهما بالإضافة إلى تقارير المجالس والمجامع، وانتخابات عدد من رؤساء مجالس كنسية قد انتهت فترة رئاستهم للمجالس، وأعتقد انها سوف تكون دورة طيبة إن شاء الله.

 

> ما دور الكنيسة لمواجهة تحديات العصر الحاضر؟

- الكنيسة مهتمة دائمًا أو جزء من مفهومها للتجسد هى أن تكون للآخرين، وأن تخدم الجميع وتخدم المجتمع، وهناك بعض البرامج مثل برنامج «محدش يبات جعان» و«محدش يبات عريان» و«محدش يبات بردان»، كل هذا جزء من مشروعات قامت بها الكنائس بهدف دعم المجتمع أمام التحديات الاقتصادية، والكثير من المستشفيات قامت بخدمات طبية وقوافل وكانت ناجحة، والبعض كان لديه بعض المدارس التابعة لكنائس محلية، والتى كانت تخدم عددا من المناطق البعيدة والنائية والفقيرة وتخدم المجتمع أيضًا.

وما زالت هذه المدارس تديرها الكنائس، رسالة الكنيسة الحقيقية أنها تخدم شعبها، وشعبها يخدم المجتمع المحيط به، وهى والشعب يخدمون المجتمع، كل ما الكنيسة كانت مفتوحة للمجتمع كانت أكثر تأثيرًا، وكل ما كانت أكثر انفتاحًا وكلما عاش المجتمع داخل الكنيسة والكنيسة داخل المجتمع بنى العيش المشترك، وبنى أواصر المحبة والأخوة، ودعوتى دائمًا أن تستمر الكنيسة منطقة محبة وتقدير.

 

> ماذا عن قضية القدس؟

- موقفنا واضح ننظر إلى إسرائيل الحالية، باعتبارها كيانا سياسيا ولا ننظر إليها على أنها تحقيق لنبوءات العهد القديم كما يدعى البعض، بل ننظر إليها ككيان سياسى يقترف الأخطاء ويقوم بالكثير من المشكلات، ونحن مع حل الدولتين ومع إعطاء الشعب الفلسطينى حقوقه، والدماء التى تسفك لا نقبلها أبدا، وبالتالى نتمنى أن يتحرك المجتمع الدولى لإنهاء هذه الأزمة، والتى لو انتهت لحلت الكثير من المشاكل العالقة فى العالم.


> ما مصير الطائفة الإنجيلية فى مشروع تقنين أوضاع الكنائس؟ وماذا عن النزاع حول كنيسة الأبعدية؟

- قانون بناء الكنائس يسير بشكل مقبول ومعقول وجيد، المرحلة الأولى من المعاينة تتم حاليًا، وأعتقد أنه جار الانتهاء منها وستجتمع اللجنة وسوف تصدر قرارا بتصريح لهذه الكنائس وأنا أتوقع خيرا. أما كنيسة الأبعدية، فهذه المشكلة فى إطار مجمع المنيا الإنجيلى، وتحل فى إطار المجمع.

 

> ماذا عن علاقة الطائفة الإنجيلية بالبابا تواضروس؟ وماذا عن دور مجلس كنائس مصر وعن الحوار اللاهوتى بين الطوائف؟

- علاقتنا بقداسة البابا علاقة طيبة، ويحكمنا الاحترام المشترك والرغبة الجادة فى خدمة كنائسنا وبلادنا، وبالنسبة لمجلس كنائس مصر، فمجلس كنائس مصر له دوره المحدود ويؤديه، بهدوء وأعتقد أن الصراع الزائد على اللزوم قد يأتى بنتائج سلبية، ولا يوجد أحد لديه رغبة أن يصبح مجلس كنائس مصر ميتا، أو أن يأخذ دور الكنائس أيضًا، وأعتقد أن المجلس يقوم ببعض الأدوار الإيجابية وعلينا تشجيعه.

ولكن لا نتوقع أن يكون المجلس بديلًا عن الكنائس، وبالتالى التوقعات تكون مختلفة، فالبعض يتصور أن المجلس سوف يفعل كل شىء، فيما يرى البعض الآخر أن المجلس ليس له أى دور، فالآراء مختلفة ومتعددة، ولكن أعتقد أنه توجد بعض الأنشطة الخفيفة التى تتم وأعتقد أن ينمو بهدوء برغبة الجميع. فالحوار اللاهوتى بين الطوائف لم يبدأ بعد.

 

> ماذا عن مشروع قانون الأحوال الشخصية الموحد؟

- مشروع القانون بالفعل جاهز، ونحو من 90 إلى95 % من المواد متفق عليها، أما المواد التى عليها اختلاف وخاصة، الزواج والطلاق فستكون لكل كنيسة مادة خاصة لها، وننتظر أن نلتقى المواد المقترحة، لصياغتها بالشكل النهائى وتقديم مشروع القانون للدولة.