الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

ماركيز.. رائد الواقعية السحرية

ماركيز
ماركيز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
برع جبريال جرثيا ماركيز في كتابة الواقعية السحرية، وأصبح من أفضل كتاب أمريكا اللاتينية بل وكتاب العالم، تعتبر روايته "مائة عام من العزلة" منجزا يضاف لتاريخ البشرية الأدبي إلى جانب "دون كيخوته" لثرفانتس، وقد كان يتمتع بعبقرية هائلة في تناول الأفكار السياسية.
ماركيز، والذي تحل ذكرى وفاته اليوم الثلاثاء، كان قد ولد في كولومبيا في 6 مارس من عام 1927، وقضى معظم أوقاته في المكسيك بأوربا، تعلم بالمدرسة الوطنية الكولومبية، والتحق بالاكاديمية الوطنية لدراسة القانون ولكن لظروف الحرب والاضطرابات السياسية لم يكمل تعليمه، لكنه حصل على الدكتوراة الفخرية في الآداب من نيويورك بعدما بزغ نجمه. 
رواية "ليس للكولونيل من يكاتبه" كانت أول عمل أدبي طويل كتبه ماركيز ونشره في وقت مبكر، وأثناء عمله في الصحافة نشر تقريرات رائعة، ساعدته كثيرا في كتابة أعماله القصصية، والرواية تتسم بطابع التقرير التقليدي، ولم تحفل بالغرائب كأعمال ماكيز اللاحقة والتي ترتكز على الخرافات والاسطورة، واستلهم عالمها من ظروفه القاسية حينما كانت تحقيقاته الصحفية لا تقوم بالكفاية التي تضمن له حياة مستقرة، كما أنه استوحى شخصيتها الرئيسة من جد له، كان ضابطًا كبيرًا في الجيش.
ولاقت روايته "مئة عام من العزلة" شهرة كبيرة، وأحدثت ضجة في الأوساط الأدبية والنقدية، ترجمت للعديد من اللغات ووزعت أكثر من 30 مليون نسخة، وقد أصدرت كل من الأكاديمية الملكية الإسبانية ورابطة أكاديميات اللغة الإسبانية طبعة شعبية تذكارية من الرواية، باعتبارها جزءًا من الكلاسيكيات العظيمة الناطقة بالإسبانية في كل العصور، وتم مراجعة وتنقيح النص من جانب المؤلف شخصيًا.
عاش ماركيز فترة من حياته في باريس فقيرًا ولم يكن وضعه المالي يسمح له بحياة مستقرة عاني من ضيق اليد وعانى أيضًا من الهروب من دائنيه، مما تسبب في خوض مراحل صعبة في بداية حياته قبل أن يكونا كاتبًا وصحفيًا مشهورًا عند العالم كله، أصبح من الأثرياء، ومؤخرًا بعد وفاته باعت عائلته مقتنياته الشخصية وأرشيفه الخاص لجامعة تكساس الأمريكية بمبالغ طائلة، هذا غير العائدات التي تضاف يوميًا إليه نتيجة شهرة أعماله واتساعها، إلى جانب حصوله على نوبل، هذا يجعلنا نتساءل إلى أي مدى كان جابرييل جارسيا ماركيز فقيرًا؟ كان فقيرًا وتعيسًا لمدة من الزمن يصبح بعدها بفضل خياله الأدبي وواقعيته السحرية ثريًا ومشهورًا وصديقًا لزعماء العالم.
كان صديقا عزيزا على الزعيم الكوبي فيدل كاسترو، وأصبح مقربا لعديد من الدوائر السياسية، فكان صديقا شخصيا للرئيس الفرنسي الأسبق فرانسو ميتران، والرئيس الأمريكي بيل كيلنتون، والزعيم العربي الفلسطيني ياسر عرفات أبو عمار.
حصل على جائزة نوبل في الآداب عام 1982، وقد رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم 17 أبريل من عام 2014.