النظام الجديد المقترح قد يكون جيد، ولكن هناك العديد من علامات الاستفهام التي يجب ان يتم توضيحها ومراعاتها ووضعها في الاعتبار حتي يصبح نظام متكامل، بدون تسرع او نقل حرفي من الغرب بالحفظ بدون الفهم الكامل له.
فهناك بعض النقاط التي تم إعلانها تثير بعض التساؤلات، وعلى سبيل المثال قيل ان:
1-شهادة الثانوية العامة ستصبح شهادة منتهية ويمكن العمل بها..
هذا النظام طبق قديما، عندما كان يطلق عليها شهادة البكالوريا، والسؤال الآن هل سيتم تعديل المناهج بناء علي احتياجات سوق العمل من حملة شهادة الثانوية العامة؟ ام سيضطر الطلاب للبحث عن وساطة للتعين او الاستمرار في أخذ كورسات للتأهيل، وتصبح المعلومات المتحصلة من شهادة الثانوية لا قيمة لها في سوق العمل ومجرد مسوغ للتعين وورقة فقط لا غير.!
2-لا علاقة لمجموع الثانوية بالالتحاق في الجامعات، وفي فقرة اخرى يقولون ان المجموع تراكمي في الثلاثة سنوات.. !
اذن فالاسر أصبحت مكبلة بالأعباء لثلاثة سنوات بدلا من سنة واحدة فقط للتعين بشهادة الثانوية، اما الراغبون في الالتحاق بالجامعات فستعتبر الاسر ان الإجتهاد لا فائدة منه، ويكفي نجاح ب٥٠٪، ويتحول التركيز علي اختبارات القبول بعد الانتهاء من الثانوية، ويصبح الراغب في العمل بالثانوية اكفأ من الراغب بالالتحاق بالجامعات،..!!
وهل سوق العمل سيلتزم بالمجموع التراكمي ويستفاد فعليا منه؟ ام التعيينات بسوق العمل لها مقاييس اخري؟
وهل الغاء المجموع عند الالتحاق بالكليات لخدمة الطلاب ام لخدمة الجامعات الخاصة وبزنسة التعليم حتي لا يصبح هناك اي قيود وقواعد لقبول الطلاب؟
وهل الجامعات الحكومية ستسفيد من هذا الإجراء ام سيصبها ضرر خصوصا في بعض التخصصات..؟
3-يمكن لحامل الثانوية الالتحاق بالجيش..
فهل ستكون فترة تجنيدة ثلاثة سنوات؟ ام سيتم تخفيضها لسنة واحدة؟ لان هناك نسبة ليست قليلة يلتحقون بالتعليم العالي ليكون تجنيدهم سنة واحدة بدلا من ثلاثة. بخلاف العادات والتقاليد في الزواج والتي تنظر لحامل شهادة الثانوية علي انه اقل مستوي تعليمي فهل سيصاحب هذا الامر حملة اعلامية وثقافية تصحح تلك الافكار المغلوطة؟
4- الدور الرئيسي في التعليم هو الطالب ولا يوجد كتاب مدرسي والمعلم وظيفته التوجية فقط... !
فهل تم إعداد المعلمين وتأهيلهم لهذا الأمر؟ ام سيتم القاء المعلمين في بحر واسع وعليهم مواجهة الموج والعواصف وعدم الغرق بمجهوداتهم الفردية، في ظل رواتب ضعيفة جدا ؟
وهل الوقت المقترح لتنفيذ هذا التغيير كافي لإعداد المعلمين بشكل كافي وسليم وعلمي؟
وهل سيتزامن معه مطالبة المعلمين بدراسات عليا والمفاضلة علي اساسها ؟
5-الدور الأكبر للأنشطة، وملف للطالب يدون فية ملاحظات طوال سنوات الدراسة..
هذا أمر رائع جدا، ومطلوب بشدة وكنا نطالب به، ولكن.. هل المدارس الحكومية بجمهورية مصر العربية بها من الإمكانيات التي تسمح للأنشطة ان يكون لها دور اصلا؟! وهل نظرة مديري المدارس والنظار ومدرسي المواد الأساسية بل وبعض أولياء الأمور للأنشطة سيتم تغييرها؟! ام ستسمر النظرة الضيقة للأنشطة وتفضيل المواد الأساسية عليها.!
وهل سيتم تطبيق الاستحقاق الدستوري بزيادة ميزانية التعليم وتوفير غرف لائقة للأنشطة المدرسية مجهزة بكل الامكانيات التي تساعد علي اكتشاف المواهب وتنميتها، وتخفيض كثافة الطلاب في الفصول، والتي وصلت لأكثر من ٨٠ طالب، وتوفير ملاعب رياضية، أو الاتفاق مع مراكز الشباب في كل منطقة لعقد اتفاقيات تعاون مع مدارس المنطقة المحيطة بها لتتاح لهم بممارسة الرياضة بملاعبها..؟
6-صلاحية شهادة الثانوية خمسة سنوات..
ما السر في هذا البند العحيب.. هل شهادة الثانوية ستفسد بفعل العوامل الجوية.. !! بكل دول العالم التعليم متاح بدون وجود شرط للعمر فمن لدية 30عاما بل و٥٠ او ٦٠ عاما ويرغب بدراسة اي تخصص يتاح له التقديم، ولو اجتاز اختبارات القبول يقبل بدون معوقات، والكل متاح له التعليم، وتغيير المسار في أي وقت، فتعليم الكبار والتغليم المستمر له نفس أهمية تعليم الصغار.. لذا هذا الشرط عجيب ومقيد ولا فائدة منه في ظل انها شهادة منتهية..!
ونهاية المقترح قد يكون جيد، ولكن يعيبة تجاهل مجموع الثانوية عند الالتحاق بالجامعات الخاصة تحديدا، ويمهد لتغول التعليم الخاص وبزنسة التعليم. وبجب الاخذ بالمعيارين معا، ومعهم ملف انجاز الطالب وميوله وقدراته بنسب مدروسة لكل تخصص بالجامعات، وقبل كل ماسبق يجب التروي في توقيت التنفيذ، وإعداد المدارس والمدرسين بشكل كافي ودراسته جيدا قبل التسرع في تطبيق عناوين لا تحمل مضمون، وتصبح ثانوية التابلت او ثانوية بنك المعرفة فقط
