السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

قصة أكبر طربوش في التاريخ

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

بداخل حارة مزدحمة في مصر القديمة، ووسط عشرات المحلات القديمة، التي تغطيها الأقمشة والملابس المعروضة للمارة، يوجد محل يعود تاريخه لنحو 126 عامًا، كان شاهدًا على الكثير من الأحداث والتغيرات في مصر.



لافتة على واجهة المحل تحمل اسم الحاج أحمد محمد أحمد، يظهر عليها عبق التاريخ المصري، الذي كان وما زال حاضرًا عبر صناعة الطرابيش، إحدى الصناعات التي كانت ذات يوم تحمل أحد أهم أساسيات الزي المصري، وتراجعت بشكل كبير في مصر، واقتصرت فقط على الأعمال الدرامية التي تتحدث عن فترة الملكية في مصر، فيما تظهر ملامح الطربوش بشكل مغاير في الزي الأزهري.

ويقول حفيد "الطرابيشي"، أحمد محمد أحمد الطرابيشى، صاحب الورشة، إن العمل في الورشة في الوقت الراهن بات يقتصر على الأعمال الدرامية، وكذلك العمامة الأزهرية، وأنها المخرج الوحيد الذي ساهم في استمرار المصنع بعد إلغاء الطرابيش في مصر منذ عشرات السنين.

ويتابع أن جده الكبير كان صانع طربوش الملوك، مشيرًا إلى أنه صنع طربوش كل من السلطان حسين كامل، والملك فؤاد، والملك فاروق، ومن قراء القرآن الشيخ عبد الباسط عبد الصمد، والشيخ مصطفى إسماعيل، كما أن جميع المقرئين الأزهريين كانوا يحصلون على طرابيشهم من المحل.


ويضيف الطرابيشي، أن ثمن الطربوش في عهد الملك فاروق كان بـ "قرش"، إلا أن العائد المادي كان أفضل من اليوم، نظرًا لأن المحل كان يبيع أكثر من 120 طربوشًا في اليوم الواحد.

أما في الفترة الراهنة، ورغم أن أسعار بعض الطرابيش تتراوح بين 10 و70 جنيها، إلا أن عدد المترددين على المحل أقل من عشر العدد السابق، فضلا عن أن المصنع كان له فروع في عدد كبير من المحافظات، أغلقت جميعها بالأمر منذ عشرات السنين، ولم يتبقى سوى مصنع واحد موجود في منطقة الغورية.


الخامات

يتحدث "الطرابيشي" عن صناعة الطرابيش، واستخدام المواد الخام، فقال: "يتكون الطربوش من زعف النخيل، ويأتي مجهز كمرحلة أولى من مدينة رشيد، والمرحلة الثانية هي الجوخ، وهى مادة من الصوف تستورد من الهند وفرنسا والصين، ويتم كي الزعف على "إصطنبة"، وهي التي تأخذ شكل الطربوش مصنوعة من النحاس. وبعد ذلك يتم لصق الصوف على زعف النخيل، ثم توضع البطانة من الداخل وتلصق بمادة لاصقة مستخدمة من "النشا"، ثم يقوم الصنايعي بالخطوة الأخيرة هي الزر الحرير.

ويتابع الطرابيشي أنه المورد الرئيسي للسينما والتلفزيون في كافة الأعمال التي تحتاج إلى طرابيش، ومنها مسلسل "حارة اليهود" والعديد من الأفلام السينمائية، بينما يأتي البعض إلى المحل لصناعة الطرابيش للاحتفاظ بها في منزله.


وعن أكبر طربوش في التاريخ معلق لديه، يقول: "إن أحد الاشخاص جاء لصناعة طربوش، فقام العامل بأخذ المقاس وكتابته، إلا أن الصنايعي الذي قام بصناعة الطربوش حسب القطر بالخطأ، فصنعه بهذا الحجم الكبير.

ويشير الطرابيشي إلى أن الطربوش في الماضي كان جزءا أساسيا من الزي، إلا أنه الآن أصبح مجرد "أنتيكة" للاحتفاظ به، أو زينة للمناسبات والموالد، إذ تصنع الطرابيش من ورق الكارتون، وتبلغ أسعارها نحو 10 جنيهات.