حالة من الحزن الشديد سيطرت على إحدى دور الأيتام الموجودة بمنطقة إمبابة، وذلك عقب مصرع إحدى المشرفات داخل تلك الدار، بعد مرورها بحالة نفسية جعلتها تقدم على الانتحار بشنق نفسها بحبل داخل دورة مياه بتلك الدار، ليسود الحزن كل أرجاء الدار حزنًا على تلك الفتاة التى دفعت عمرها ثمنًا لشبح العنوسة الذى دمر حياتها وجعلها تقدم على التخلص من نفسها.
"البوابة نيوز" كشفت كواليس مصرع تلك الفتاة، من خلال رواية أهالي المنطقة وتحريات المباحث وأقوال شقيقتها.
يقول أحد الأهالى: إنهم اكتشفوا حدوث تلك الواقعة من خلال سماعهم صرخات تأتى من داخل تلك الدار، وعندما أسرعوا إلى داخل الدار كانت الفاجعة، حيث أخبروهم أن تلك الفتاة قد انتحرت وقامت بشنق نفسها، مشيرًا إلى أن ذلك النبأ قد وقع عليهم كالصاعقة.
وأضاف أن تلك الفتاة كانت محبوبة من الجميع فى المنطقة، نظرًا لأخلاقها الرفيعة وحسن معاملتها للجميع، ولم نتوقع على الإطلاق أن تكون نهايتها بتلك الطريقة، مشيرًا إلى أن الضحية، كانت تعامل الأطفال معاملة طيبة داخل الدار وكان يحبونها جدًا، وعندما توفت حزنوا جميعا عليها، حيث أصيبوا بالهلع عندما تم اكتشاف الأمر.
أما شقيقة الضحية، فقد أكدت أن "سارة" كانت تعانى من حالة نفسية سيئة خلال الفترة الأخيرة لها، وقد نصحناها بدخول "مصحة نفسية" للعلاج من تلك الحالة التى أصابتها نتيجة، لأنها قد كبرت فى السن ولم تتزوج، مشيرًة الى أن خوفها من أن تصيبها العنوسة جعلها تعيش فى حالة من الحزن، خاصة بعدها ظهرت علامات التقدم فى السن على وجهها والتى كان منها ظهور التجاعيد بعد أن أصبحت فى الثلاثينات من عمرها.
وأضافت أنها استجابت لنصيحتنا لها، وبالفعل دخلت مصلحة نفسية واستمرت بها نحو عام، ثم خرجت من تلك المصحة ولم تستكمل العلاج بها، وكانت قد تمت خطبتها من قبل ولكن تم فسخ تلك الخطوبة لأسباب متعددة.
وأستكملت قائلًة: "سارة، كانت تقضى كل وقتها بداخل تلك الدار، وهو ما آخر من زوجها، أما ليلة الواقعة، فقد قامت بتجهيز الطعام للأطفال بالدار، مثلما اعتادت يوميًا، وبعد انتهائها أخبرتهم أنها سوف تصعد الى الطابق العلوي حتى تنام، وبالفعل صعدت، وبعدها حاولوا التواصل معها بواسطة " الهاتف المحمول" مرارًا وتكرارًا ولكنها لم تجيب، فتسلل القلق اليهم ظنًا منهم انها قد اصابها مكروه، وعندما صعدوا الى أعلى وجدوها قد أنتحرت بداخل الحمام، حيث استخدمت حبل فى شنق نفسها بالحمام، فتعالت الصرخات والبكاء عليها بإستمرار حتى جاء رجال المباحث والنيابة.
ومن جانبه أكد مصطفى عادل، المشرف على دار رعاية الأيتام، التي كانت شاهدة على انتحار إحدى العاملات هناك "أنه يعمل في الدار منذ نشأتها من سنوات، حيث إنها تحتوي على 9 فتيات لا غير، تم استقبالهم وهم في الأيام الأولى من ولادتهم، وأن هناك بعض المتطوعات والمتطوعين الذين يأتوا إلى الدار من أجل مساعدتهم، وكان من بينهم الفتاة التي انتحرت.
وأشار "المشرف" إلى أن سارة حضرت الدار منذ عام، وطلبت أن تعمل كمتطوعة لمساعدات الفتيات، فوافقت إدارة الدار علي ذلك وطلبنا منها أوراق إثبات شخصية، فقدمت شهادة الميلاد وفيش جنائي، ومن بعدها بدأت تأتي الي الدار يومين في الإسبوع، في البداية كانت منتظمة ولكن بعد ذلك كان من الممكن أن تأتي علي فترات وغير منتظمة.
وأكمل حديثه مؤكدًا أن الضحية كانت تعمل علي تحفيظ الفتيات القرأن وتعليمهم الصلاة، واللعب معهم واستمرت هكذا ليوم الواقعة، فقد حضرت ومكثت مع البنات لساعات، ثم قامت بتحضير الطعام لهم وتركتهم واختفت، مرت ساعة علي غيابها فبدأ المتواجدين في البحث عنها بكل غرف الدار فلم يتم العثور عليها، ولكنهم وجود الحمام مغلق وعند كسره تم العثور عليها مشنوقة في سقف المكان، وكان المنظر صادما منذ الوهلة الأولي، فتعالت أصواته بالصراخ، قم قاموا بالإتصال بي لأنني أقرب شخص بالمنطقة.
وأوضح أنه علي الفور تم إبلاغ الشرطة عن الواقعة، وتم نقل الجثة من الدار للمشرحة، ومنذ يوم الواقعة والفتيات في حالة من الرعب والذعر، حاولنا كثيرا تعديل السلوك النفسي لهم واخبارهم بأن ما فعلته يعد من المحرمات التي أخبرنا الله عنها وأن من يفعل مثلها سيعاقب في النار، حتي لا يكرر أحد فعلتها لأن الفتيات مازلوا في سن صغير ومن الممكن أن يقلدنها.
